التنمية… هدف حملته البسايسة علي عاتقها منذ أكثر من ثلاثة عقود… وظلت تعمل جاهدةلتحقيقه منفردة أو بالشراكة مع مؤسسات أخري في المجتمع المدني… البسايسة التي أنعش الروح فيها سواء كمؤسسة أو كقرية من قري مصر الدكتور صلاح عرفة… فصارت صرحا يوما بعد يوم ترنو كل جهة مهتمة بالتنمية المشاركة معها لخدمة المجتمع… من هذا المنطلق جاء التعاون بين الجامعة الأمريكية وجمعية البسايسة من خلال اليوم الذي أقامته الجامعة بالقاهرة الأسبوع الماضي وهويوم البسايسة السنوي. اذ قامت 50 مؤسسة غير حكومية بعرض منتجاتها اليدوية التي تعكس ثقافتها وطقوسها. فمنذ عام 2004 أصبح يوم البسايسة نشاطا سنويا بالجامعة تحت رعاية الدكتور صلاح عرفة أستاذ الفيزياء بالجامعة. الذي قرر منذ خمسة وثلاثين عاما وتحديدا في عام 1974, أن يمد نشاطه خارج حدود الجامعة ويعمل في قرية صغيرة, وهي قرية البسايسة في محافظة الشرقية. كان يعمل وحده دون وجود مال أو مؤيدين, وكان يسافر إلي هذه القرية كل يوم جمعة ويعمل مع السكان لتحسين ظروف معيشتهم بطرق مختلفة.
يقول عرفة: نشأت فكرة يوم البسايسة في السبعينيات عندما تكونت مجموعة من الطلاب المتطوعين وأعضاء هيئة التدريس لمواجهة تحديات التنمية الاقتصادية التي تواجه قرية البسايسة, وكنا ندعو مزارعي القرية لعرض منتجاتهم, وبعد ذلك انضمت جمعيات غير حكومية للحدث, وعندها قررنا أن نجعله حدثا سنويا نحتفل به في شهر إبريل من كل عام.
فائدة مزدوجة
أما رامزا صدقي المدير المشارك بمكتب تنمية الطلاب بالجامعة فتقول: الراعي الرئيسي للحدث هو الجامعة الأمريكية التي تغتنم هذه الفرصة للتعرف علي الجمعيات غير الحكومية, وكذلك تقدم لها الدور الذي تلعبه في خدمة المجتمع المدني, ومن هناك كان للحدث فائدة مزدوجة, أولها أن الجمعيات من مختلف أنحاء مصر تجدلذاتها سوقا لعرض وبيع منتجاتها, ومن جهة أخري تعطي للطلاب- خاصة الأجانب- الفرصة للتعرف علي تنوع الثقافات والتقاليد في مصر.
رجل العام للتنمية
ولأن التنمية هي الأساس في عمل البسايسة كان من الطبيعي أن يحصل رائدها د/عرفة علي لقب رجل العام للبيئة والتنمية من قبل جمعية كتاب البيئة والتنمية عن عام 2009, وتتركز أبحاثه حول كيفية الاستفادة من الموارد الطبيعية لخلق مجتمعات صديقة للبيئة في القري الريفية والتي تساعد بدورها علي تطوير القدرات والكفاءات لسكان المناطق الريفية. أحد هذه المشروعات كان مشروع قرية البسايسة- والذي نال تقديرا كبيرا باعتباره نموذجا ناجحا لمشاريع التنمية المستدامة في مصر. كما قام بتطوير قدرات الشباب الذين يعيشون في المناطق الريفية وتمكين المرأة الريفية من خلال توفير التدريب وفرص العمل المناسبة التي تتوافق مع طريقة حياتهم.
ومن خلال الاستفادة من الموارد المحلية وإشراك جميع سكان القرية, خلق عرفة منهجا متكاملا للتنمية, ويشمل البرنامج دورات تدريبية في مجالات الزراعة وكيفية استخدام الموارد الطبيعية ومحو الأميةوالتعاون المشترك والتفكير الإبداعي وبناء المجتمع.
من خلال الحوار المفتوح والتفاني كان عرفة قادرا علي تشجيع سكان البسايسة للعمل معه لخفض معدلات الأميةوتثقيف النساء والشباب وتوجيه المزارعين لتحسين مستوي المعيشة, وبعد بضع سنوات من العمل بشكل مستقل انضم طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة وأصدقاء وزملاء عرفة في هذه المهمة.
ويؤمن عرفة أن هذه الأنواع من الأنشطة تساعد في حل اثنتين من أهم المشكلات في مصر وهما الفقر وإعادة توزيع السكان. بعدما عرف إلي أن معظم سكان مصر يعيشون علي خمسة في المئة فقط من الأراضي وأن نسبة كبيرة من المواطنين تعاني من الفقر وأن الطريقة الوحيدة لحل العديد من المشاكل في مصر هي الخروج إلي الصحراء وبناء مجتمعات صغيرة صديقة للبيئة مبنية علي العلوم والتكنولوجيا.
البسايسة الجديدة
بدأ عرفة أيضا مشروع البسايسة الجديدة, وهو مجتمع صغير في صحراء رأس سدر في محافظة جنوب سيناء حيث تم تقديم تقنيات جديدة مثل إعادة تدوير المخلفات الزراعية لإنتاج الغاز والطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء والحرارة. وأضاف: مع 28 شابا استطعنا إنشاء مجتمع جديد أيكولوجي- صحراوي وصديق للبيئة.