الرصاص.. معدن ثقيل يتواجد في الطبيعة المحيطة بنا نتيجة الأنشطة الصناعية, يؤثر علي صحة الإنسان حال استنشاقه مع الهواء الملوث بعناصر الرصاص أو الغذاء أو الماء الملوث به فيسبب أضرارا جسيمة خاصة علي الجهاز العصبي, كما يسبب انخفاض درجة الذكاء لدي الأطفال.
أدركت وزارة البيئة حجم المخاطر التي تتعرض لها منطقة شبرا الخيمة لانتشار غبار الرصاص فيها بسبب وجود المسابك بها لذلك بدأت عام 2004 بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية USAID ومحافظة القليوبية بتنفيذ مشروع لايف تحت مظلة برنامج المعيشة والدخل من البيئة هذا المشروع يختتم أعماله في شبرا الخيمة غدا, ويأمل الجميع في تكراره علي مستوي مناطق أخري تعاني ذات المعاناة.
في هذا الإطار عقدت جمعية كتاب البيئة والتنمية برئاسة الكاتب فوزي عبدالحليم ندوة حول إنجازات المشروع والوقوف علي إمكانية تكراره. في البداية تحدثت الدكتورة مواهب أبوالعزم رئيس جهاز شئون البيئة فقالت: تضمنت أعمال المشروع تنفيذ نشاطين أولهما المهام الفنية المطلوبة لتطهير ومعالجة المواقع الملوثة والآخر التوعية العامة والمشاركة المجتمعية حتي يشعر السكان وأصحاب المسابك بخطورة الموضوع علي صحتهم وصحة أولادهم مشيرة إلي أن هذه المسابك كانت تشمل مخلفات الرصاص والزرنيخ والأنتيمون والكادميوم والكروم والنحاس والزئبق, والمخاطر الكامنة في الرصاص بالتحديد هي استمرار وجود بقايا في مواقع العمل والمساحات المحيطة بها رغم إغلاق المسابك والتطهير لذلك نبهت الوزارة والقائمين علي مدينة شبرا الخدمة علي عدم تحويل مواقع المسابك إلي حدائق أو بناء أي عقارات عليها فيتم تحويلها لجراجات.
هل تحتمل الصفا؟
أما اللواء محمد سيف الدين محمد رئيس مدينة شبرا الخيمة فقال: مازالت بعض المسابك الصغيرة التي تقوم بتصنيع معادن أخري بخلاف الرصاص تعمل بالمجتمع المحلي مما يشكل خطرا, لأن المنطقة بالأصل صناعية ولكن زحف عليها العمران, نحن لا نستطيع إجبار تلك الورش علي النقل لكننا نساعدها علي توفيق أوضاعها, وقد قدم مشروع لايف دعمه الفني للمحافظة بإعداد خطة لنقل ما يقرب من مائة مسبك معدني إلي منطقة الصفا بأبي زعبل, وكذلك يتم حاليا إنشاء جمعية أهلية للحفاظ علي النتائج الإيجابية للمشروع.
في سؤال عن مراعاة الحمل البيئي لمنطقة الصفا حتي لا يكون الأمر مجرد إزاحة لحمل التلوث من شبرا الخيمة لمنطقة أخري أجاب المهندس أحمد أبوالسعود مساعد وزير الدولة لشئون البيئة لجودة الهواء قائلا تجري حاليا دراسات تقييم الأثر البيئي لمنطقة الصفا لمعرفة الحمل الذي يمكنها استيعابه حتي لو أدي ذلك لتقليص عدد المصانع بها والالتزام بانبعاثات أقل من الحدود المسموح بها في القانون لعمل تعادل في النسبة العامة بالمنطقة. والحدود المسموح بها 0.5 ميكروجرام للمتر المكعب, وصلت النسبة في شبرا الخيمة إلي 0.39 ميكروجرام للمتر المكعب وهذا انخفاض يؤكد نجاح لايف.
أما مديحة عفيفي مسئولة التدريب والاتصال بالمشروع فقالت إن الهدف الأساسي كان تحسين الأوضاع المعيشية في بعض المجتمعات العمرانية, التي تعاني من التلوث بالرصاص وقد بلغ المشروع غايته عندما قيست نسب الرصاص في الدم بعد انتهائه ووجد بها انخفاض ملحوظ مقارنة بالنسب التي تم قياسها قبل بدء المشروع. فالنسبة المسموح بها في الدم 10 ميكروجرام لكل ديسيلتر كانت المعدلات 33.6 ميكروجرام لكل ديسيلتر انخفضت حاليا إلي 6.5 ميكروجرام لكل ديسيلتر.
في النهاية أكدت د. مواهب أبوالعزم أنه يتم حاليا البحث عن رعاة وجهات داعمة تتولي إحياء مشروعات علي غرار مشروع لايف في منطقتي التونسي ومنشية ناصر, ويتم حاليا أخذ عينات لقياس نسب الرصاص فيها.