وقع الرئيس عبدالفتاح السيسي، على وثيقة أمر بدء تشغيل قناة السويس الجديدة أمام الملاحة الدولية، وسط أجواء احتفالية حاشدة، بحضور العديد من رؤساء الدول والحكومات،و ممثلين لهم، من مختلف أنحاء العالم.
من جانبه أعلن الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، تمثيل كافة فئات الشعب في احتفال افتتاح قناة السويس الجديدة، لافتًا إلى دعوة أهالي الشهداء، والسيدات، والعمال والشباب والمعاقين والفلاحين ،مؤكدا على تمثيل على الرياضيين، والإعلاميين، والفنانيين، ورجال الأعمال والشخصيات العامة، والعاملين في قناة السويس، لافتًا إلى أن عدد الحضور في احتفالية القناة سيصل إلى 7000 شخص.
ويذكرأن جرت على جانبي القناة الجديدة استعراضات فنية فى مختلف محافظات مصرواختتمت مراسم الاحتفالية التاريخية بحفل غنائي، شارك في إحيائه عدد من الفنانين المصريين والعرب. وأعلن اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عن إجمالي السفن التي عبرت قناتي السويس الجديدة والقديمة، في كلا الاتجاهين، بعد مرور 24 ساعة من افتتاح قناة السويس الجديدة رسميا أمام حركة الملاحة العالمية.
وأكد الوزير أن عدد السفن التي عبرت قناة السويس بالاتجاهين، بلغ 48 ناقلة حاويات وسفن مختلفة الأحمال ،حيث مرت ٢٩ سفينة من الشمال وجميعها من الجهة الغربية من القناة القديمة، ومرت فى نفس التوقيت فى قناة السويس الجديدة من الجهة الشرقية ١٨ سفينة بأنواع وحمولات مختلفة قادمة من الجنوب ،كما مرّت 5 قطع حربية ويخت المحروسة من الجنوب إلى الشمال بعد انتهاء قافلة الجنوب، وذلك بعد إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي شرارة البدء للعمل فى قناة السويس الجديدة بعد افتتاحها رسميًا أمس لاستقبال السفن من الاتجاهين.
وقال رئيس أركان الهيئة الهندسية والمشرف على حفر قناة السويس الجديدة، “تلقينا التكليف ببدء في شرق بورسعيد وهي منطقة كبيرة بها مجموعة أعمال، حيث سيتم تطوير الميناء بها والمخطط زيادة مسافة الأرصفة إلى 4,5 كيلو، بالإضافة إلى تطوير المنطقة الصناعية بها لزيادة النشاط الصناعي فضلا عن تجهيز منطقة لوجستية وأخرى للعاملين ببورسعيد.
وأضاف الوزير، أن تنفيذ ذلك المشروع يتم بالتعاون مع هيئة قناة السويس وشركة دار الهندسة المسؤولة عن مشروع قناة السويس، موضحا أنهم استطاعوا التعامل مع 6 شركات مصرية لتنفيذ المشروعات مشيرا إلى أنه لن يتم اللجوء لشركات أجنبية إلا عند الحاجة لأعمال لا تتوافر الإمكانيات المطلوبة لها بالشركات المصرية العاملة، مؤكدا أن تلك المشروعات تتم تحت إشراف الهيئة الهندسية وشركة دار الهندسة المسؤولة عن تنمية منطقة قناة السويس.
قائلا: نحن بدأنا في منتجع الجلالة السياحي وطريق الجلالة وفتح الطرق للعاصمة الإدارية الجديدة وطريق الضبعة وجاري تخطيط باقي الطرق والمشروعات.
وأكد أن الروح الإيجابية لدى العاملين في قناة السويس والمشروعات القومية موجودة دائما ولدينا ثقة كبيرة في القيادة السياسية لإنجاز المستحيل وبناء مستقبل بلدنا.
مؤكدا إننا تلقينا توجيه من الرئيس السيسي بإنجاز ما يمكن إنجازه سريعا وتعهدنا بأننا في نهاية مارس المقبل نكون أقمنا مصنع أو و مباني سكنية وميناء، لنقدم للمصريين بشكل سريع نموذجا لما يجب أن تكون عليه عملية التنمية والتصور العملي على الأرض لطبيعة المشروع الذي نتمنى أن ننجز ذلك في مدد زمنية أقصر من المفترض أن يستغرقها لإنهاء المشروع.
وجاءت أبرز ثلاثة مشروعات، وصفتها الحكومة بـ”العملاقة”، والتي من المتوقع أن توفر الآلاف من فرص العمل الجديدة، فضلاً عما تدره القناة الجديدة نفسها من إيرادات قد تصل إلى ضعف إيراداتها الحالية.
أول هذه المشروعات هو “محور التنمية في منطقة شرق بورسعيد”، وبحسب خطط المشروع التي أعلنت عنها الحكومة في أكثر من مناسبة، فإن هذا المشروع يتضمن إقامة محطة للحاويات والصب السائل، ومحطة تموين لوجستية، بالإضافة إلى محطة للحبوب.
أما “محور التنمية” الثاني، فيقع في منطقة “الإسماعيلية الجديدة”، ويتضمن إقامة “وادي التكنولوجيا”، ويضم صناعات إلكترونية، وهندسية طبية، وآلات دقيقة، ومعدات اتصال، كما يضم “المنطقة الصناعية لمدينة القنطرة شرق.
ومحور التنمية” الثالث، والذي جرت حوله دراسات ومناقشات قبل عدة سنوات، فيقع في منطقة “شمال غرب خليج السويس”، ويتضمن مناطق للصناعات الثقيلة، ومركزاً للمعلومات، ومجمعاً للخدمات التموينية، فضلاً عن مجمع طبي، ومراكز أبحاث، وجامعة، ومعاهد تعليمية.
واعتبراللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية، أن مشروع قناة السويس الجديدة “سيدخل مصر في مرحلة جديدة من التنمية الاقتصادية.. كما أنه سيعيد توزيع خارطة السكان في مناطق القناة وسيناء.”
وأكد لبيب أن “المشروع هو أحد المشروعات التنموية الكبرى، التي تضع مصر على خارطة الدول التي تملك مناطق لوجستية متكاملة”، كما لفت إلى أن “المشروع سيوفر فرص عمل للشباب، مما سيقضي على البطالة بشكل كبير.
وشدد على أن مشروع القناة الجديدة سيعمل على “تحويل محافظات القناة إلى مراكز صناعية وتجارية وسياحية عالمية”، فقد أكد أيضاً أنه “سيساهم في الإسراع في تنمية المحافظات المحيطة”، مشيراً إلى أنه يتضمن أكثر من 40 مشروعاً في مختلف القطاعات.
ومن جانبه أكد السفير المصرى لدى المغرب، أحمد إيهاب جمال الدين، أن قناة السويس الجديدة تعد معبرًا للدولة والمصريين نحو المستقبل، مشيرًا إلى أنها ستعيد وجه مصر المضيء، لتكون إشعاعًا للعالم بوجه عام، والمنطقة بشكل خاص.
وقال السفير المصرى لدى المغرب، إن القناة الجديدة ستحدث نقلة كبيرة في العلاقات الاقتصادية بين مصر والمغرب، ليس على مستوى الحكومي بين البلدين، ولكن أيضًا على مستوى القطاع الخاص، موضحًا أن مصر ستصبح مدخلاً للمغرب إلى شرق أفريقيا، فيما ستكون المغرب مدخلاً لمصر إلى غرب أفريقيا،وأكد أن قناة السويس الجديدة تمثل رمزًا لروح التحدي لدى الشعب المصري الذي يتفوق على نفسه دائمًا، عندما تتوفر لديه الإرادة لتحقيق المعجزات، لافتًا إلى أن القناة الجديدة ستكون فاتحة الخير، معربًا عن تطلع الجميع للمشروعات الخدمية واللوجستية والصناعية التي ستقام حولها لما لها من أثر اقتصادي كبير، يساهم في خلق فرص العمل، الذي يحتاج إليها الشباب المصري، وما ستحققه من إسهام في استعادة الاقتصاد المصري لعافيته.
وأشار إلى إبداء العديد من الشركات المغربية استعدادها للاستثمار في المشروعات التي ستقام على قناة السويس الجديدة، موجهًا الشكر إلى كافة المغاربة المشاركين في الاحتفال، وأن هذه المشاركة ليس شيئا جديدًا على المغاربة، حيث أنهم يشاركون المصريين في السراء والضراء.