تظل قناة السويس محور اهتمام الجميع على مر التاريخ ، ومنذ أصبحت ركيزة أساسية فى منظومة التجارة العالمية وحركة نقل البضائع والنتجات والسلع بين الشرق والغرب والجنوب والشمال ، لذلك أصبحت قناة السويس رمانة الميزان فى الاقتصاد العالمى ، كما أنها تعتبر إحدى ركائز الأمن القومى المصرى . وحينما تم الإعلان عن مشروعاً طموحاً لحفر قناة موازية جديدة تستوعب حركة الملاحة البحرية العالمية التى تقصد قناة السويس ، سادت فرحة كبيرة بين أبناء الشعب المصرى بل والعربى ، بهذا المشروع القومى الكبير ، مُتذكرين أمجاد الماضى والتضحيات التى دفعها شباب مصر لحفر قناة السويس الأولى ، ومنذ ساعات الإعلان عن بدء الحفر هرع الكثير من الشباب للمشاركة فى أعمال الحفر ، كما بدأت تتوافد الزيارات المجتمعية ومنها الهيئات والأحزاب و النوادى والتجمعات الشبابية والأسرية بما فيهم الأطفال والكبار .. على مواقع الحفر ، لذلك أصرت “وطنى” ى على التواجد أكثر من مرة هناك فى مواقع الحفر لنقل جانب من الصورة من أرض الواقع ، وفى هذه المرة التقت باللواء أركان حرب كامل الوزيرى رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمشرف العام على مشروع حفر قناة السويس الجديدة ، والذى أوضح لنا – وهو مُصراً على الوقوف – الكثير من الأمور حول تفاصيل سير العمل بمواقع الحفر . فإلى نص الحوار .
* * إن أعمال الحفرتتم بشكل منتظم ومستمر لإنجاز الأهداف الإستراتيجية لمخطط الحفر فى المواعيد المحددة لكل منها على حدى ، لذلك فإن معدلات الحفر تسير على خُطى سريعة للغاية ، إذ أن حجم الأعمال وصلعلى أرض الواقع إلى إزالة حوالى 34مليون متر مكعب من ” الردم” كما أن عدد الشركات العاملة فى المشروع زاد من 17 شركة إلى 69 شركة وطنية مدنية متخصصة ، منوهاً أنه منذ البداية تم الأتصال بكافة الشركات المصرية التى تعمل فىمجال الحفر للمساعدة فى إنجاز مشروع حفر القناة الجديدة ، ومن ثم قامت مُعظم هذه الشركات بتلبية الدعوة للمشاركة فى هذا المشروع القومى للطرق الذى تتبناه الدولة فى الوقت الحالى بقيادة المشير عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية.
** إن مشروع الطرق الاستراتيجية ليس له علاقة مباشرة بمشروع حفر قناة السويس ، ولكن مثل هذه الطرق سيكون لعا إنعكاستها الإيجابية سواء فيما يتعلق بإيصال وتمهيد الطرق لربطها ببعضها ، خاصة المتصلة منها بالموانىء المختلفة ، أو العمل على تطوير الطرق الرئيسية التى تربط المحافظات الكبرى ببعضها ، كطريق مصر اسكندرية وغيرها من الطرق ،إذاً فالعلاقة تكاملية بين المشروعات الإستراتيجية لمصر ، كذلك فإن ذلك سينعكس بالإيجاب على مسألة تيسير أعمال حفر القناة ، فالمشروعين عملاقين وكل منهما سيحدث لمصر نقلة كبيرة فى التنمية والإتساع الجغرافى .مؤكداً أن المواطن سيشعر بقيمة الفوائد التولدة من تلك المشروعات لاحقاً ، خاصة مع إكتمال مشروعات تنمية محور القتاة ومنطقة خليج السويس .
** توجد هنا فى مواقع الحفر محطات لتوليد الكهرباء تعمل بالديزل ، هذه المحطات مُتنقلة وتقوم الشركة الوطنية للبترول التابعة للقوات المسلحة بإمدادنا بكميات الوقود الأزمة ، لسير أعمال الحفر وغيرها . مُؤكداً أن الإمدادات الخاصة بالوقود لأعمال الحفر فى القناة الجديدة ، مستقلة تماماً عن الكميات الإستهلكية المطلوبة فى المدن ، أى أن الإستهلاك هنا فى مناطق الحفر لا يُؤثر إطلاقاً على الاحتياجات الأخرى الخاصة بالمدن والمحافظات سواء للنشاط الصناعى أو النقل أو غيرها من الإحتياجات الأخرى من الطاقة .
** إن الإنتهاء من حفر القناة الجديدة سيكون خلال 6 شهور ، على أن يكون أول عبور لأول سفينة فى القناة الجديدة أغسطس القادم ، ولذلك فإنه بعد صدور تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسى بإنجاز المشروع فى عام واحد ، بينما تقوم أولى المراحل على الحفر الناشف للأرض ، وكان التكليف أن يتم الحفر فى أماكن محددة للوصول إلى المياه الجوفية فى وقتاً مُبكراً ، وذلك لزيادة الأطمئنان ، وللتأكد من وجوب منسوب المياه الجوفية حسب التقديرات التى نعرفها بشكل مُسبق ، وبالفعل وجدنا المياه على أعماق تتراوح ما بين 10 ، 12 ، 18 ك م تحت سطح الأرضه ، حيث تختلف هذه الأعماق من مكان لأخر ، فهناك مساحات عبارة عن تبة عالية ومابين أرض منبسطة . مُشيراً إلى أنه يتم حفر ما يقرب من مليون متر مُكعب يومياً تحت سطح الأرض . مُنوهاً إنه تم اتخاذ القرار بدخول الكراكات فى وقت مبكر بعد أن أصبح الحفر المائى يتم أكثرمن عملية فى وقتاً واحداً ، إذ يعمل بمواقع الحفر 15 ألف عامل ،كما أنه يتم عقد اجتماعاً بشكل يومى مع الشركات المدنية المساهمة فى مشروع الحفر وذلك لحل أى مشالك أو عقبات تواجه سير العمل ، ومن ثم تصدر التعليمات الفورية لتذليل كل الصعاب .
** بالفعل سقط شهيداً واحداً وذلك فى أول يوم اعمل له فى موقع حفر القناه الجديدة ، حيث سقط على مؤخرة رأسه نتيجة انزلاقه من على ” اللودر ” ، وقد احتسبته القوات المسلحة شهيداً عند ربه ، كما عثر على جثمان الشهيد محمد أحمد حسن عطوة فى موقع حفر القناة ، حيث يرجع ميلاد الشهيد إلي 1945، وقد تم التعرف عليه بعد أن وجد معه تحقيقاً لشخصيته ، وهو من شهداء أكتوبر 1973 . وأوضح اللواء كامل الوزير أنه سيتم عمل نصب تذكارى لكل رفات الشهداء الذين يُكمن العثور عليهم .