تقع كنيسة رئيس الملائكة الجليل غبريال بالسقايين على بعد امتار قليلة من قصر عابدين بوسط القاهرة وقد تم البناء فيها فى عهد الدولة العلوية فى زمن حكم محمد سعيد باشا الذى اعطى الامر ببناء الكنيسة فى عهد البابا كيرلس الرابع ابو الاصلاح والذى قام باقامة اول قداس بها وكانت حارة السقايين التى تقع فيها الكنيسة حارة كبيرة عكس الوضع الحالى واقعة مابين منطقة نيلية واخرى زراعية
موقع الكنيسة ونشأتها
تقع كنيسة رئيس الملائكة الجليل غبريال بالسقايين على بعد امتار قليلة من قصر عابدين بوسط القاهرة وقد تم البناء فيها فى عهد الدولة العلوية فى زمن حكم محمد سعيد باشا الذى اعطى الامر ببناء الكنيسة فى عهد البابا كيرلس الرابع ابو الاصلاح والذى قام باقامة اول قداس بها وكانت حارة السقايين التى تقع فيها الكنيسة حارة كبيرة عكس الوضع الحالى واقعة مابين منطقة نيلية واخرى زراعية ويسكنها عدد كبير من السقاة حاملى القرب لتوزيع المياة كما ان شرق الحارة هو شارع بورسعيد الذىكان يسمى شارع الخليج المصرى و يمتد من منطقة فم الخليج الى مدينة السويس كبديل لفكرة قناة السويس وفى الغرب منطقة تسمى الجزيرة وهى منطقة زراعية تحيط بها الترع والقنوات
ويقول القس/ارميا وليم كاهن الكنيسة انشأ البابا كيرلس الرابع البطريرك ال110 مدرستين ملحقتين بالكنيسة احداها للبنين والاخرى للبنات فى مصر قبل ان يشرع الخديوى اسماعيل فى بناء مدرسة السنية نسبة الى زوجتة سنية هانم كما صدر قرار رقم 21 لصاحب المقام العالى محمد سعيد باشا فى 26 نوفمبر 1854 بانشاء كنيسة الملاك غبريال بناء على طلب من وجهاء المنطقة الى جناب الخديوى يلتمسون من سعادتة التكرم باعطاء الرخصة لذلك ثم افتتح الباباكيرلس الرابع المبنى المؤقت لها فى 21 فبراير 1855منذ مايقرب من قرن ونصف من الزمن واخيرا تم بنائها بشكلها الحالى سنة 1881فى عهد البابا كيرلس الخامس والكنيسة عبارة عن تحفة فنية رائعة الجمال بسقفها المنقوش بالرسومات الدقيقة والقبة البيضاوية وهى الوحيدة فى الكنائس التى تحمل صورة رئيس الملائكة يبشر السيدة العذراء كما توجد بها مجموعة من الاعمدة الرخامية المصقولة والتى يندر وجودها الان ويقول يحيا يعقوب المسئول عن الصيانة المعمارية بالكنيسة ان الكنيسة من طراز عمارة القرن التاسع عشر والتى اشتهرت اغلبها باثنى عشر قبة تتوسط صحن الكنيسة القبة الرئيسية . ومبنى الكنيسة عبارة عن منارتان ترتفعان وسط منازل منطقة حارة السقايين المتلاصقة وبجوارهما مدخلين من درب الموهى بحرى وقبلى الكنيسة يؤديان الى فنائين مكشوفين ومنها ينتقل الزائر لمبنى الكنيسة من خلال مسقوفة نصف مغلقة عبارة عن خمسة عقود على اعمدة من رخام كرارة ابيض وممر غربى مقفل بباب بة مجموعة ممرات تؤدى الى صحن الكنيسة ويفصل الصحن عن الهيكل قواطيع من الخشب المعشق والمطعم بالعاج وزخارفة عبارة عن صلبان متداخلة فى تكوين منسجم لة تأثير كبيرعلى الحالة الروحية للمصلين اما بخصوص هذة القواطيع فهى ثلاثة امام كل هيكل واحدة ومن المؤكد ان هذة القواطيع منقولة من كنائس قديمة ولم تصنع خصيصا لهذة الكنيسة لانها صنعت قبل انشاء الكنيسة
تجديد وترميم الكنيسة
وأما عن تجديد الكنيسة فى العصر الحديث بعد الزلزال الشهير عام 1992 والذى ضرب ارض مصر تصدعت الكنيسة وكادت ان تنهار لولا ان المرحوم م/ ميشيل باخوم فى الستينيات كان قد ربط الكنيسة فى الدور العلوى لعلاج ماظهر بها من شروخ فى القبة اعلى خورس الشمامسة وقد دمر الزلزال اجزاء ليست بقليلة من الكنيسة وبعد هدوء هذة الهزة بدانا فى اعادة الكنيسة كما كانت وبعدما كلف مثلث الرحمات المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث الانبا رفائيل بالخدمة لكنائس وسط البلد انتعشت الخدمة اكثر وتم ترميم الكنيسة مرة اخرى على يد متخصصين فى ترميم الكنائس الاثرية وتم عمل عزل لحوائطها ضد الرطوبة مع معالجة الارضيات والاسقف و الاعمدة وتحتوى الكنيسة على مجموعة رائعة من الايقونات والتى تمثل مرحلة فنية عالية الرقى من فن الايقونات وخاصة ايقونات القرن19 وال20وقد تم ترميمها بواسطة خبراء فى اعمال الترميم وتنظيف الايقونات ونجد من الايقونات ايقونة نادرة للقديس ابانوب ذو المروحة الذهبية واثناء عملية ترميم وتنظيف طبقة الورنيشات والاتساخات من سطح الايقونة ظهرت ايقونة اسفل الايقونة الاولى وهى للقديس ابسخيرون القلينى وقد قررت الكنيسة الحفاظ على الطبقتين فى نفس الوقت كما قامت فريق الترميم باجراء المعالجة اللازمة للايقونة كما لوحظ ان معظم الايقونات قد تم ترميمها منذ اثنى عشر سنة تقريبا وتم تلوينها بالوان زيتية فوق طبقة الالوان الاصلية وقد غيرت من الشكل الاساسى للايقونة واضافة اسماء مغايرة للاسماء الاصلية للقديسين كما حدث فى ايقونة القديس ابسخيرون القلينى والتى اعادة رسمها مرة اخرى وكتب عليها القديس ابانوب ذو المروحة الذهبية كما تحتوى الكنيسة على لوح مقدس كان مخصص لعمل الميرون المقدس ومن الايقونات الموجودة بالكنيسة ايقونة دخول السيد المسيح اورشليم وايقونة الصلبوت وايقونة القيامة وايقونة للسيدة العذراء والقديسة دميانة والقدبس مارجرجس والامير تادرس
مكتبة الكنيسة
يقول القمص غبريال بشارة كاهن الكنيسة يوجد بالكنيسة مكتبة ضخمة يندر وجودها فى الكنائس ظلت محتويانها على مدار عشرات السنين فى طى النيسيان حتى سبتمبر 2002 عندما قررت الكنيسة اسناد مهمة تنظيم وتصنيف المقتنيات الموجودةبها الى متطوعين هما الاستاذ وجيه جورج كامين للمكتبة والاستاذ امين عزيز لترميم الكتب والمخطوطات والذان يعملان بحماس شديد منذ ذلك الحين لاعادة المكتبة ومقتنياتها للحياة مرة اخرى ويؤكد وجية جورج ان بالمكتبة الان مايقرب من 25 الف كتاب ومخطوط فى شتى فروع العلم والثقافة وبعد ان كانت المكتبة القديمة تضم 8اقسام اصبحت الان تضم 68 قسما مختلفا اذ تحتوى على كتب فى الفكر والعقيدة المسيحية بكافة طوائفها هذا بخلاف اصدارات عديدة من الكتاب المقدس وكتب الطقوس والاهوت والتاريخ الكنسى وسير القدسين والفن القبطى كذلك كتب فى الشعر والادب والطب وعلم الاجتماع والتاريخ والموسوعات وكتب الطفل والادب الانجليزى كذلك بالمكتبة كتب التراث الاسلامى مثل خطط المقريزى وتاريخ الجبرتى وبدائع الزهور والنجوم الزاهرة وغيرها لكبار كتاب العصر الاسلامى بالاضافة للعديد من المؤلفات فى العقيدة الاسلامية وتفاسير القرأن الكريم كما تم حديثا اصدار كتاب باسم الكنيسة وعمرها الان 155سنة يشتمل على السيرة الذاتية لكل الاباء الذين خدموا بالكنيسة منذ نشأتها وحتى الان كذلك تحتفظ المكتبة بصورتين نادرتين للبابا كيرلس الخامس والرابع مدارس حارة السقايين وخرجيها
ويقول القمص ميخائيل اسكندر كاهن الكنيسة ايضا عن مدارس حارة السقايين فقد كان لها دو تاريخى حافل فى نهايةالقرن التاسع عشر والقرن العشرين فقد درس بها العديد من المشاهير وتخرج منها ايضا الكثير من السياسين مثل بطرس باشا غالى رئيس وزراء مصر ويعقوب نخلة صاحب كتاب تاريخ الامة القبطية وسعد بك ميخائيل الذى احتفى بقداسة البابا كيرلس الرابع بعمل زفة كبيرة فى حارة السقايين صار فيها الشمامسة والقساوسة رافعين الصلبان و المجامر من بيتة حتى باب الكنيسة وكانت هذة اول مرة يخرج فيها الشعب بالصلبان فى الشوارع بعد حادثة القديس سيدهم بشاى واستشهادة كذلك ميخائيل بك شاروبيم صاحب مجموعة الكافى فى تاريخ مصر والمؤرخ القبطى توفيق اسكاروس صاحب كتاب الاقباط فى القرن التاسع عشر وايضا رؤساء الوزارة يوسف باشا وهبى وعبد الخالق ثروت باشا وحسين باشا رشدى كما لاننسا ايضا شهداء حارة السقايين المعلم انطوان ابو طاقية والمعلم ملطى يوسف اللذان استشهدا عقب خروج الحملة الفرنسبة وايضا من اعلام هذة الحارة الارشيدياكون ميخائيل بسالى امين عام الخدمة بالكنيسة لفترة تقرب من خمسون عام والعلامة المتنيح المطران الانبا لوكاس اسقف منفلوط والانبا اغناطيوس اسقف السويس والانبا مكسيموس اسقف بنها وقوسنا والانبا انطونى اسقف ايرلندا وشمال شرق انجلترا واسكتلاندا والعديد من ابناء الملاك غبريال كهنة ورهبان وراهبات وقد تم حديثا اقامة مذبح على اسم الملاك مخائيل بالمدرسة القديمة للبنات بالدور الثاتى قام بتدشينه نيافة الانبا رفائيل وجارى الآن الإعداد والتجهيز لاقامة متحف يضم مجموعة كبيرة من الايقونات النادرة من كنوز الكنيسة يشرف علية الدكتور عزت حبيب.