كيف أستطاعت وسائل التواصل الاجتماعى فى الخمس سنوات الماضية ، المضى قدمًا لتتحول من الترفيه إلى تغيير نظرة الشباب لكثير من الأمور السياسية والمجتمعية والمهنية، لتكسب قطاع عريض لم تستطع أى جهة أو حزب تجميعه ولتساهم بشكل كبير فى تغيير نظرة الشباب لكثير من الأمور أهمها الزواج ولتنشر معها أفكاراً لاقت صدى واسعًا ، مما يؤكد أن وسائل التواصل الإجتماعى هذه ستعمل فى تغيير شكل الأسرة المصرية … فاليكم هذا التقرير عن أهم الصفحات والتعليقات وأراء الخبراء .
عن الزواج، أهم الصفحات صفحة “يوميات زوجة مفروسة” والتى تناقش أهم القضايا والمشكلات التى تواجه المرأة المتزوجة وما يتبعها من تحذيرات للفتيات المقبلات على الزواج وإن كان أغلبها يأخذ شكل الترفيه لكنه يحمل فى باطنه التركيز على الكثير من السلبيات دون الإشارة لبعض النقاط الإيجابية فى الزواج والولادة … وعندما انتشرت هذه الصفحة بشكل ضخم تعدى ال 4 ملايين مشارك، انشء مجموعة من الرجال صفحة “يوميات زوج مفروس” لتكون رداً حازماً على السيدات المفروسات… ولإنتشار يوميات الزوجة المفروسة جدًا استوحى الكاتب ياسر رزق وزوجته الصحفية أمانى ضرغام الفكرة وأخرجوها فى مسلسل شهر رمضان الماضى بعنوان” يوميات زوجة مفروسة جدا” بطوالة داليا البحيرى … لتكون الزوجة المفروسة رمزاً للفتيات الحالمات فى النت والتليفزيون .
ولم تقف الفكرة عن هذا الحد فالمفروسات كثيرات واقتحموا وسائل التواصل الإجتماعى بقوة ليكونوا بحق الحائط التى تصطدم به آمال الفتيات فهناك أيضا عدة صفح تحمل نفس الطابع منها : يوميات زوجة طالع عنيها، يوميات زوجة عصرية، زوجة مخنوقة من نفسها، يوميات زوجة مجنونة، يوميات زوجة موظفة.
وعن اراء الخبراء صرح الاستاذ أحمد ضبيع أستاذ علم النفس بجامعة المنصورة أن التقدم التكنولوجي سلاح ذو حدين، فالمشكلة أننا نستخدم وسائل التواصل الإجتماعى بشكل خاطئ كمثال الفيس بوك يستخدم في العالم الغربي بشكل مختلف وهم من خلاله ينظمون وقتهم، ولكن فى مصر يستخدمه المصريون فى كل شئ فهو يكتب يومياته بأنه يلبس ويأكل ويشرب ويحب ويتزوج على فيس بوك وهذا خطأ فادح.
لذا يجب على المجتمع المصرى أن يقوم بتوعية مجتمعية بأضرار وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع بشكل عام، وعلى الأسرة بشكل خاص، فالأسرة تترك الأطفال تتعامل بهذه الوسائل، مما يؤدي إلى انعزال الأطفال عن التواصل المباشر وتربية الطفل ليكون منعزلاً، وبعد فترة تظهر عليه أعراض الانطوائية لأنه فى الحقيقة لا يتعامل إلا من خلال شاشة الموبايل أو الآيباد، ولذلك يجب حظر هذه المواقع عن الأطفال وإرشاد الكبار عن فوائد وسائل التواصل الإجتماعى والابتعاد عن إدمانها، وتوعية الشباب بأنه الفيس بوك ليس الشكل الحقيقى للزواج وليست بوستات المتزوجين هى الحقيقة سواء كانت مليئة بالحب أو سلبية.
وصدر عن تقرير “وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي” عن قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب فى دورته الأولى إشارة إلى أن أكثر من نصف مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى (55%) في العالم العربي يستخدمونه للتواصل مع الناس بشكل أساسي، في حين جاء الحصول على المعلومات، ومشاهدة مقاطع الفيديو، والاستماع إلى الموسيقى ومشاركة الصور كثاني أهم سبب لاستخدام وسائل التواصل الاجتماع.، ويعتبر الفيس بوك وواتس آب المنصتان الأكثر استخداماً بين وسائل التواصل الاجتماعي في جميع دول العالم العربي،حيث كان فيس بوك وسيلة التواصل الاجتماعي الأكثر استخداماً في 10 دول عربية وهم الإمارات العربية المتحدة وقطر وعمان والأردن وفلسطين والعراق واليمن وليبيا ومصر والمغرب .
وعن اراء الشباب تقول آية محمد: بالطبع نحن كفتيات يلفت انتباهنا بوستات المتزوجين وحديثى الزواج فكلاهما ينقلنا إلى عالمه الخاص … الأولى مليئة بالمسئولية والهم والشكوى والثانية بالأحلام والآمال التى ترنو كل فتاة العيش فيها فى حياة يملائها الحب والسعادة… ويجب بالتأكيد النظر إلى أمور الزواج من خلال شاشة الفيس بوك بحذر شديد فليست هذه هى الحقيقة ويجب خوض التجربة شخصيا للتعرف على فوائدها وكيفية التعامل مع السلبيات.
ومحمد فهمى يقول: أرى أن فضح أمور المتزوجين على الفيس بوك أمر ليس مرحب به، فنرى حاليا كل شاب يفسخ خطوبته أو يفشل فى علاقته ، أو زوجة تعانى مع زوجها أو العكس يكتب على الفيس بوك ما يعكس ما بداخله ويؤثر على الاخرين فى حين انها بالطبع حرية شخصية ولكنى ارى أنه من الأفضل التعامل مع المشاكل بجدية ورغبة فى التغيير لان هذه سيساعد على تقوية العلاقة وليس على العكس طرح المشكلات على الملأ … والدليل على ذلك أن حياة أجدادنا لم يكن بها كل هذا الكم من الشكوى .