أعلن البيت الأبيض عن طلب الرئيس الامريكى باراك اوباما لقاء الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى على هامش اجتماعات الدورة 69 للأمم المتحدة ، كما طلب لقاء الرئيس المصرى اكثر من 30 زعيم اخر وذلك للتشاور حول الأوضاع فى مصر والأرهاب الذى تواجه ، وبعد هذا الطلب لم يكن غريبا أن يكون هناك لقاء أخر بين وزيرى الخارجية المصرى والتركى على الرغم من تشدد الموقف التركى تجاه مصر ودعمها المطلق لجماعة الأخوان المسلمين الذى ينتمى اليها الرئيس التركى رجب طيب اردوغان .
بين تغير هذه المواقف الدولية وثبات الادارة المصرية ، كيف يرا المحللون ذلك وماذا يجب على امريكا ان تفعل حتى تكون هذه الاجتماعات لها فاعلية اكثر ،فأمريكا تحمى جماعة الأخوان المسلمين وتفتح لهم البلاد ،فى الوقت الذى تقوم فيه بعمل تحالف دولى لمحاربة داعش ،والتى بدءت بالفعل فى ضرب هذا التنظيم .
كما انها لم تعترف بثورة 30 يونيو او بالرئيس السيسى ، وقد اوقفت المساعدات العسكرية لمصر حتى لاتقوم بمحاربة الاخوان ، بعد كل ذلك ماذا وراء تغيير سياسة كلا من امريكا وتركيا ومن قبلهم قطر ؟ وماهى أهم المواضيع التى تثار بين الرئيسين فى اللقاء المنتظر ؟ هذه مانحاول معرفته فى هذا التحقيق
فى البداية أكد السفير محمد المنيسى مساعد وزير الخارجية سابقا : ان أمريكا كانت راعى للأخوان من قبل ولكن الوضع الان تغير ، فمجرد طلب الحاح الأدارة الأمريكية على عقد لقاء بين السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس ،اوباما خلال وجود الرئيس فى افتتاح الدورة 69 للامم المتحدة ، يؤكد أن الادارة الامريكية بداءت تعى حقائق الأمور فى الشرق الأوسط ، وعلمت أنها لاتستطيع أن تستغنى عن دعم مصر فى مقاومتها للحركات المتطرفة مثل داعش .
واوضح المنيسى ان هذه اللقاءات عادة يكون التركيز الأساسى فيها على العلاقات الثنائية بين البلدين ، ثم الخروج بوجهة نظر مشتركة حول القضايا الأخرى ، لذلك اهم المواضيع التى سيتم مناقشتها هو أصرار مصر على أن تعى الولايات المتحدة حقائق الأمور، وأن الوضع فى مصر قد تغير ، كما ان العلاقة بين مصر وأى دولة ليست الولايات المتحدة فقط علاقة قائمة على الندية والمصالح المشتركة .
واوضح الباحث الامريكى اريك تراجر فى تقرير لمعهد واشنطن لابحاث الشرق الادنى : ان الهدف من اللقاء لكى يوضح الرئيس الأمريكى الى أن العلاقات الثنائية بين البلدين عادت الى مسارها ، الصحيح على الرغم من الخلافات التى اثرت على هذه العلاقة طوال الأشهر الماضية ، فقد حجبت واشنطن الكثير من المساعدات العسكرية السنوية الأمريكية اأى القاهرة والتى تقدر ب1.3 مليار دولار ، وادعت الأدارة الأمريكية أن الهدف استخدام المساعدات كوسيلة لدعم ضغط لدعم الأنتقال الديمقراطى ومعارضة العنف .
وأكد على ذلك صبرى سعيد المحلل السياسى : حيث قال أن الأدارة الأمريكية اقتنعت ان ماحدث فى مصر 30 يونيو ثورة حقيقية ، وان الرئيس السيسى رئيس منتخب وله ظهير شعبى كبير، ولابد من الولأيات المتحدة ان تغير سياستها فى المنطقة ، لأنها اكتشفت أنها تدعم جماعة ارهابية وليس نظاما سياسيا وهو نظام حكم الاخوان ، وكادت الادارة الامريكية أن تقتنع بخطر هذه الجماعات ، حتى أن باراك اوباما بنفسه يسعى الى تكوين تحالف دولى لمحاربة احدى التيارات الفاشية وهو تنظيم داعش ، وهذا يؤكد تغير واضح فى السياسة الأمريكية فرضتها الارادة والدبلوماسية المصرية وسياسات الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى ، وهذا المشهد يدل على أن الولايات المتحدة الأمريكية اقتنعت بأن مايحدث فى مصر ثورة حقيقية ، وأن مصر فى طريق التحول الديمقراطى الحقيقى خاصة انها ألتزمت بخارطة الطريق وانتهت من الاستحقاقين الأوليين ، وهم الاستفتاء على الدستور والأنتخابات الرئاسية والأن يتم الأعداد للانتخابات البرلمانية ،هذا يؤكد بالضرورة استقرار الأوضاع فى مصر ،ومصر دولة محورية بالنسبة للوطن العربى وللعالم ككل .
وعن الطلب التركى لعمل اجتماع على مستوى وزراء الخارجية اوضح سعيد هذا متوقع حدوثه لأن تركيا ذراع للولايات المتحدة الأمريكية مثلها مثل اسرائيل ، فمن المؤكد عندما تحرك الرأس يمينا او يسارا بالضرورة تتحرك الاذرع ، كما ان الاتراك اقتنعوا بما يحدث فى مصر حتى وان كان نظام حكمهم ينتمى الى التنظيم الدولى لجماعة الاخوان المسلمين ولكن لابد أن تتحرك وهذا يطلق عليه تحول الأدوات السياسية على الأرض خاصة بعد التصريحات الأمريكية ،و يدل هذا على أن مصر فرضت ارادتها وايضا اجندتها وقوتها على المجتمع المحلى والدولى .
ويرى دكتور حسن وجيه استاذ التفاو ض الدولى : أن هناك تغييرات ستحدث من الدول المختلفة مع مصر، وهذا يعنى تدارك للموقف المصرى من قبل هذه الدول بشكل ايجابى حيث أتضح للعالم من الذى كان يقوم بعمل بروباجندا ومن الذى كان يعمل لصالح مصر .
واضاف أستاذ التفاوض الدولى حتى تكون هناك مصدقية فى هذه الاجتماعات ، لأبد أن تقابلها أفعال حقيقية وتغير اتجاه الاخوان المسلمين ، وأن يكون هناك موقف من هذه الجماعة على الأقل لاتقوم هذه الدول باحتضانهم خاصة الدول التى لها علاقة مثل قطر وتركيا .
واكد حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهورى : ان هذا اللقاء يدل على أن الثورة المصرية أتت بثمارها وفرضت ارادتها ، ويتضح ذلك من أهتمام الولايات المتحدة بفتح حوار مباشر مع الأدارة المصرية الجديدة التى اختارها الشعب ليبنى معها مستقبل مصر ،كما حرصت الولايات المتحدة على فتح مجالات جديدة للتعاون مع مصر.
واوضح مصطفى بكرى الكاتب الصحفى : ان الرئيس السيسى ليس من القادة التى يملى عليهم مايفعلون اتجاه بلادهم ، لذلك استطاع فرض ارادته واحترامه على الدول التى رفته من قبل وهاجمت ثورة 30 يونيو .
واضاف بكرى فى تصريحات تلفزيونية ان لقاء الرئيسين المصرى والامريكى سوف يتطرق الى الاوضاع الثنائية بين البلدين وكيفية مواجهة الارهاب الذى يؤثر على العديد من دول العالم واستطاعت مصر ان تحاربه ومازالت تواجه تباعاته حتى الان ، كما يتطرق الرئيسان الى القضية الفلسطينية التى تتبناها القيادة المصرية واستطاعت التفاوض منذ عدة اسابيع لوقف اطلاق النيران بين الجانب الاسرائيلى والجانب الفلسطينى كما ان امريكا لها سلطة على اسرائيل .