· بدأ في انشاء الكوبرى عام 1869 في عهد الخديوى اسماعيل حيث أصدر أمراً عالياً إلى نظارة الأشغال عام 1865 أثناء بناء سراي الجزيرة بإقامة كوبري يصل بين القاهرة والجزيرة بتكلفة 113 ألف و 850 جنيه مصري بواسطة شركة فرنسية ، ليكتمل بناؤه فى منتصف عام 1871 بطول (406 أمتار) وعرض (10,5 متر) منها (2,5 متر) للرصيفين الجانبيين وطريق بعرض (8 أمتار)، وبلغت تكاليف إنشائه من 108 إلى 110 آلاف جنيه.
· في البداية تقرر فرض رسوم عبور حسب نوع الشخص الذى سيمر بالجسر فالرجال والنساء ربع قرش والأطفال معفيين من الرسوم، والعربات المليئة بالبضائع تدفع قرشين والفارغة قرش.
· سمى الكوبرى بـ قصر النيل لأنه كان يوجد قصر كبير على النيل من جهة ميدان التحرير يسمى قصر النيل أنشاه محمد على لابنته زينب ولما تولى سعيد باشا الحكم قام بهدم القصر وتحويله لثكنات للجيش والتى قام الإنجليز بإحتلالها عند دخولهم مصر وبعد جلاءهم تم هدم الثكنات وبناء جامعة الدول العربية وفندق هيلتون.
· بعد 59 عاماً من إنشاء الكوبري تم عمل كوبري جديد مكان الكوبري القديم لسد حاجة النقل المتزايدة والحمولات الحديثة وليتلاءم مع ماوصلت إليه القاهرة من عمران في عهد الملك فؤاد الأول حيث قام بوضع حجر أساس الكوبري الجديد فى 4 فبراير 1932 إحياءً لذكرى والده وأطلق عليه اسم كوبري الخديوي إسماعيل أو أبوالأشبال، وقام الملك فؤاد الأول بافتتاحه فى 6 يونيو عام 1933.
· نشرت مجلة «المصور» موضوعاً طريفاً عن إفتتاح الكوبرى في عددها ٩ يونيو عام 1933 ورصدت فيه الإحتفال الكبير الذى أقامه الملك فؤاد الأول في افتتاح الكوبرى السادس من يونيو من العام نفسه والذى أسماه بأبو الأشبال إشارة لوالده وميزه بتلك التماثيل الأربعة للأسود القابعة عند مدخلي الكوبري المصنوعة من البرونز فكان بحق من أعظم الكبارى الموجودة في العالم وقتها.
· وعن وصف الإحتفال ذكرت مجلة المصور أنه أقيم سرادق واسع عند مدخل الكوبرى من جهة الجزيرة حيث اجتمع المدعوون من وزراء وعظماء أجانب ومصريين حول الملك فؤاد الأول، الذي سار موكبه على الكوبرى فكانت سيارته أول سيارة اجتازت الكوبرى وشهد كوبرى الخديوى إسماعيل- أو كوبرى قصر النيل كما هو معروف حاليًا- بعد افتتاحه وفوداً كثيرة من طبقات الشعب المصرى سواء الارستقراطية أو الطبقة العامة للإستمتاع جميعًا بالنزهة عليه والتمتع بمنظر النيل من فوقه، كما وذكرت مجلة المصور مزايا الكوبرى الجديد ذاكرة بأنه مضاء بالأنوار الكهربائية ومعد لتسهيل حركة المرور وتوفير أسباب النزهة للطلاب الذين يقصدون الجزيرة ويعودون منها.
· ألتقت مجلة المصور صورة لسيدة أجنبية تسير مع خادمتها وهى تدفع أمامها عربة صغيرة جلس بها طفل فى نحو السنتين من عمره ومعه طفل آخر فى الرابعة أو الخامسة، ووراء السيدة والخادمة أحد الرجال يتبعه آخر يشق لنفسه طريقًا بين جماعة من القرويين.
وهناك كاريكاتير لصبيان يقول أحدهم للآخر: “تعرف أنا نفسى فى إيه قبل ما أموت ؟ نفسك فى إيه بعد عمر طويل.. نفسى أسكن فى اللوكاندة ديه وبعدين يرمونى فى النيل أو يسلموا رقبتى لعشماوى” وذلك للإشارة لمدى روعة الكوبرى وجمال المنظر .
· ويعد كوبرى قصر النيل شاهداً على تاريخ مصر بحق فهو عاصر حقبات مصر المختلفة وملوكها وحكامها وحتى قيام الثورة – فكما كان شاهداً على لقاء الأحبة- ألقى فوقه مصرع الكثيريين فى جمعة الغضب وما تلاها من أحداث فى سبيل الحرية والعيش والعدالة الإجتماعية.