“انا غادة عندى 18 سنة ونصف، مولودة بتشوهات فى العمود الفقرى عملت 3 عمليات وفشلت بسبب انى كنت فأر تجارب للدكاترة ومريضة بتشوهات نادرة جدا فى الجلد ومليش علاج غير بره مصر.. وصل بيا الحال انى اصحى من النوم القى هدومى مليانة دم، حاولت كتير مع برامج الخير لكن للأسف لم يستجيب احد لى”.
بتلك الكلمات بدأت “غادة رجب” ابنة مدينة كفرالدوار بمحافظة البحيرة، حديثها وتوجه غادة رسالتها قائله: انا مش عايزة حد يفكر انى لانى معاقة ومريضة يبقي عندي يأس وضعيفة أنا بالعكس متفائلة جدا وقوية أكثر وبتمنى أكون بطلة قصة اتحدت الاحباط وكان الكل بيقول عليها مستحيل، أكيد فى حل لحالتى، أنا عندى أمل ومش هتخلى عنه.
بدأت مشاكل غادة رجب، منذ لحظة الولادة عندما اكتشف والداها أن صغيرتهما مصابة بتشوهات فى العمود الفقرى، تطمينات عدة تلقياها من الأطباء أخبروهما أن كل شىء سيكون على ما يرام بعملية جراحية وأجرتها، إلا أن الأمور لم تسر على ما يرام، فبعدها بنحو ستة أشهر، بدا أن العملية كانت فاشلة وقالت “ركبوا لى مسامير ثابتة، ولما بدأ جسمى ينمو، بدأت تتكسر وتتخلع من مكانها، المسامير كانت خارجة من ضهرى، فقالوا لازم عملية تانية، عملتها وبعد فترة تعبت تانى وعملت جراحة تالتة شالوا فيها كل المسامير والشرايح” وقال الأطباء لأسرتها فى مستشفى ناريمان بالإسكندرية “ما تحاولوش تلعبوا فى ضهر البنت تانى، كفاية أوى كده، ملهاش علاج ولا ليها حل، هتفضل طول عمرها على كده”.
وتروي والدة غادة بداية معاناة ابنتها ، فتقول إن غادة ولدت لديها عيوب خلقية بمنطقة القفص الصدري والعمود الفقري، فالجلد مشوه يختلف لونه عن باقي جسدها ويميل إلى اللون البني، وهو الأمر الذي لم يفسر، مضيفة أنها كانت تأمل ان يتغير الوضع مع بداية نمو غادة ولكن الأمر ذات تعقيداً.
تكمل الأم أن مع بداية نمو غادة وخلال العام السادس من عمرها بدأ يظهر إنعواج في عمودها الفقري، مما دفعها لذهاب إلى مستشفي الجامعة بمحافظة الإسكندرية، لتبدأ رحلة الأشعة بالرنين وما شابه، لم يكن أمام الأم باب غير التأمين الصحي الذي تعلم ضعف إمكانياته ولكن ما باليد حيلة، لتتنقل بين آراء الأطباء حتى أن حولت غادة لمستشفى ناريمان بالإسكندرية.
ومع بلوغها التاسعة من عمرها بدأ الإنعواج يشدت والقفص الصدري يتأثر، حتى أن وصلت والدة غادة لأخصائي عمود فقري في مستشفى ناريمان، ليقرر أن الفتاة تحتاج عملية بالعمود الفقري.
لتبدأ غادة مآساة العمليات، أجرى الطبيب لها أول عملية وهى في العاشرة من عمرها، وركب لها شرحتين و8 مسامير بالعمود الفقري، لتفشل العملية بعد 6 شهور مع نمو جسدها لأن المسامير ثابتة ولم تكن مطاطية، ليقرر الطبيب إجراء عملية ثانية ويلغي نصف شريحة ومسمارين مما تم تركيبهم، لتفشل هي الآخري ويبرز المسمار في ظهرها، ليقرر أن تجري عملية ثالثة يلغى من خلالها كل ما ركب ويخاطب الأم قائلاً: “المهم بنتك تعيش”، ليتابعه القول: “ماتلعبيش في ضهر بنتك تاني”.
تروي الأم أن ابنتها ما بين وضعين كل منهما أمر من الآخر الأول يتمثل في تأثر ظهرها من العمليات والخياطة التي تمت فيه مع استمرار الانعواج به، وما بين تغير لون الجلد.
وتتابع قائلة بمرارة “منظر ضهرها بقي بشع.. بقى في ترهل.. ضهرها بيعمل عفونة.. بيكون دمامل.. بينزف دم” مضيفة أن ابنتها تجلس في برد الشتاء القارس بملابس صيفية لأنها لا تتحمل الملابس الشتوية من سخونة ظهرها.
وتكمل الأم أن تشوه القفص الصدري لغادة يؤثر على تنفسها، وأن جسدها نحيل ولا تستطيع المشى سوى لأن تتحرك لدورة المياة بصعوبة، مضيفة أنها لم تكمل تعليمها بعد الصف الثاني الإعدادي لأنها حبيسة المنزل نتيجة ما ألم بظهرها.
“وقالت غادة نفسي صوتي يوصل للمسؤولين والإعلام ويساعدوني أسافر اتعالج برا، وأقدر أمشي وأتحرك وأكون البطلة اللي واجهت الإحباط” .
وأضافت “غادة” قائله: هدفي أثبت انى بطلة تتحدي المرض واكون مصورة للنادي الاهلي ،وانا اعشق كابتن عماد متعب وحسام غالي وعبدالله السعيد وكل الفريق، كما من امنياتي ان اتطوع في أعمال الخير وأساعد المرضي والمحتاجين”.