بين مؤيد و معارض اختلف الكثيرون على مردود هذا الحوار و تداعياته من قبل مصر و المصريين .
إتجاه إيجابى
فى البداية يقول ” صلاح عيسى ” _ الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة _ السيسى يريد فتح باب للتفاؤل بين جموع المصريين , و طمأنتهم بأن القادم هو أفضل , أيضاً محاولة لقطع الطريق و تفويت الفرص على من يريدون النيل من مصر , و تهييج الرأى العام و استخدام الإعلام المضاد فى الترويج للشائعات و المخاوف , المضمون فى مجمله إيجابى , و يسير ناحية تحسين الأحوال , و الرد على كل ما يشغل الرأى العام , و استطرد ” عيسى ” بقوله لكن ثمة بعض التفاصيل و الخاصة بقضايا معينة كنا نحتاج معرفة المزيد منها , كمشاكل الأحزاب و أنشطتها المختلفة , و تابع ” عيسى ” يتبقى الدور الأكبر على المصريين فى تجمعهم حول القيادة الحالية , و الثقة فيها و فى سياساتها , إلى جانب تقدير حجم الصعوبات , و تقدير حجم الإنجازات التى تم القيام بها , ربما ذلك يقلل بعض الشئ من مخاوفهم , و استكمل ” عيسى ” ثمة بعض الأمور إذا عادت إلى طبيعتها , سيكون لها مردودها الإيجابى , و سنتمكن بالفعل من الطمأنة بشكل كبير كعودة السياحة و استقرار بعض الأوضاع الإقتصادية , و عن المشهد السياسى و ما يعرقله فى هذه الفترة اختتم ” عيسى ” نعانى من عدة معوقات تؤثر على كافة المشاهد المصرية , و ليس المشهد السياسى و قط , فى مقدمتها الإرهاب , و إن كنا أنجزنا على المستوى الأمنى و الاستقرارى الكثير , حتى أن المواطن بات لا يقدر قيمة الأمن و الاستقرار , بعد وصول البلاد لحالة من التهديدات الجميع يعلمها , و لا عجب فهذه طبيعة البشر , و هى الارتقاء و التطلع للأفضل , و ابتغاء حياة كريمة .
تسويق سياسى
و يضيف د. ” حسن سلامة ” _ أستاذ العلوم السياسية _ بقوله السيسى يحاول من خلال حواراته تكوين ظهير شعبى يسانده فى هذه المرحلة و التى تمر بها البلاد , و لا شك تمكن من طمأنة المصريين , بالرغم من أن المأمول و ما يطلبه المصريون مازال بعيد المنال , و حتى الإجراءات و التى يتم إتخاذها ربما تعد غير ملموسة بالنسبة للمواطن البسيط , ناهيك عن القرارات الجديدة و الخاصة بالأوضاع الإقتصادية و ربما التى تمسه فى قوته و يومياته الحياتية , و تابع ” سلامة ” نحتاج تسويق سياسى لكافة المشروعات القومية و التى تم انجازها , رغبة فى إلمام المواطن و إطلاعه بما حققته مصر و تسعى لتحقيقه , و ربما الدور الأكبر فى ذلك يقع على عاتق الإعلام , و أضاف ” سلامة ” لكى نتمكن من إمتصاص غضب المواطن لا بد مبدئياً من تعريف المواطن بكافة الإختلالات و التى يعانى منها الهيكل الإقتصادى , أى توضيح الأزمة الإقتصادية و بشكل متكامل , أيضاً لا بد من عملية المكاشفة و المصارحة فتقوم الحكومة و بالتعاون مع مؤسسة الرئاسة بإطلاع المواطنين على التقارير الكاشفة و الموضحة للخطط و الإجراءات و التى سيتم من خلالها إقامة المشروعات القومية , مع تحديد ميعاد الإنتهاء من هذه المشروعات و خططها, بالإضافة إلى إلمام المواطنين بكافة المعلومات والخاصة بصندوق دعم مصر من كشوف المتبرعين و حجم المبالغ و ما إلى ذلك . أيضاً أن يمارس الجهاز المركزى للمحاسبات دوره فى المتابعة و المراقبة , فبطبيعتهما المصارحة و المتابعة يعتبران نوعاً من أنواع المشاركة مع المواطنين فى الهموم و المسئوليات , وهذا بدوره كفيل بتفتيت الحواجز بين المواطنين والمؤسسات , فلا بد و أن يشعر المواطن بفروقات حقيقة و خدمات ملموسة و يستطرد “سلامة” بقوله أؤيد القرارت فى إتجاهها الإقتصادى , إنما توقيتها غير مقبول وكان من الممكن أن تسبقها مجموعة من القرارات المرضية تكون بمثابة تهيئة للمواطن , فعلى سبيل المثال قرارات المصادرة والتصرف فى أموال الإخوان , أيضاً قرارات الإعلان عن مشروعات قومية , فقرارات مثل هذه بوسعها التهيئة المعنوية و النفسية لدى المواطنين لتقبل مثل هذه القرارت و الغير مرغوب فيها,و يضيف “سلامة” إنما فى إعتقادى أن الإخوان قد يستغلون هذه القرارت فى تأجيج الموقف و الإستفادة منه بخلق نوعاً من الفوضى و الإحتجاجات , و هنا يتأتى دور الإعلام فإلى جانب دور مؤسسات الدولة و التى ذكرناها أعلاه لا بد من أن يكون دوره واضح و أن يناقش الأمر بشكل موضوعى و إيجابى فعليه توعية المواطن و تعريفه بحقيقة الأمر و لا يستخدم الإثارة أو الضجة الإعلامية للتهويل و خلق الفوضى, و يختتم “سلامة” بقوله الشعب سيتحمل و يصبر فليس أمامه سوى ذلك.
أين الإنجازات
و يوضح د . ” جمال شحاتة ” _ أستاذ علم الإجتماع السياسى ” بقوله فى مصر نعانى مشكلة الكلام دون الأفعال , الأحاديث و الأقوال كثيرة , فأين الإنجازات فى حياتنا اليومية , فالمصرى يومياً يتجرع الغصص , و يعانى من ارتفاع الأسعار فى كل ما تمتد إليه يده , و لا سيما احتياجاته الأساسية من مأكل و ملبس و مشرب و مواصلات و فواتير كهرباء و مياه , و تساءل ” شحاته ” هل كافة التقارير عن المواطن و احتياجاته هى مرسلة إلى السيسى , أم إنه ليس على علم , و هناك من يعرقلون وصول هذه التقارير إليه ؟! و لو بالفعل تم توصيلها , أين إجراءات رفع المعاناة عن المواطن المصرى ؟! على الأقل فى أبسط الاحتياجات , و تابع ” شحاته ” رافضاً ما يحدث من زيادات برواتب النخب من رجال الشرطة و القضاء , و ما يحدث من زيادة لأعباء على كاهل الموظف و العامل البسيط , بقوله نعاصر تفاوت فى الطبقات و الدخول , و اختتم مشيراً إلى ما يحدث من مهزلة على مواقع التواصل الإجتماعى فيما يخص السخرية ىمن الاوضاع المصرية و تحديداً اوضاع المصرى البسيط .
مصر على المحك
و يؤكد السفير ” رخا أحمد حسن ” _ مساعد وزير الخارجية الأسبق _ على أن حوار السيسى لم يرتق إلى الحوار بأبسط مفاهيمه و المتعارف عليها من تيادل الآراء و الرؤى , لكنه أشار إلى توافر سمات الخطاب على حديث الرئيس , بقوله الحديث فى معظم جوانبه ارتكن إلى طرف واحد , و هو الرئيس , و لم يعرف نقاط نقاشية و حوارية , و تابع ” حسن ” مؤكداً على صعوبة ما يواجهه المواطن المصرى , مشيراً إلى أن معظم القرارات الاقتصادية و و التى سيتم اتخاذها , ستمس المواطن فى أبسط احتياجاته و لا سيما شروط صندوق النقد الولى , و فى مقدمتها تخفيض عجز الموازنة , و هو ما يتطلب ايقاف أى زيادات فى المعاشات و الرواتب و الإتجاه لترشيد الدعم و هو ما يعنى تعجيز للمواطن و معاناة حقيقية , فثمة العديد من الدول و التى خاضت هذه التجارب كاليونان , و لازالت فى كرب , و استكمل ” حسن ” بقوله مصر على المحك , و الفترة عصيبة , على كافة المستويات سواء على المستوى الاقتصادى و السياسى , أو حتى على مستوى الرأى العام , فالناس فى انتظار الإجراءات و لن تنصاع للكلام مهماً حدث , و ما نحتاج حالياً هى إجراءات عاجلة و سريعة قبل اشتعال الموقف و إثارة المشهد , و استطرد ” حسن ” ربما هناك بعض الفئات بإمكانها الاستفادة مما يحدث اقتصادياً كالتجار و الباعة و اللذين يحركهم الجشع و الميل إلى رفع الأسعار و غيرها كما تتسم معاملاتهم بالمرونة , لكن ماذا عن الموظف و العامل , الذى يحكمه الأجر الثابت , و اختتم مشدداً على ضرورة تبنى قرارات سريعة تخدم على المصرى و احتياجاته .