أقام المعهد الفرنسي بالمنيرة اليوم الخميس ندوة بعنوان
“الحدود في الشرق الأوسط”، تحدث فيها ميشيل فوشيه michel foucher الخبير في الجغرافيا السياسية.
قال فوشيه إن الشريف حسين كان يحلم بدولة “سني ستان” والتي تضم
كل دول الشرق الأوسط، والتي كانت ستصبح نوع من الخلافة الجديدة، وكانت بريطانيا
تدعمه في ذلك حتى تكون قوة أخرى مضادة للدولة العثمانية. لكن هذا الحلم فشل بسبب
الانقسامات الأثنية والعرقية واللغوية والدينية في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح فوشيه إن حلم الوطن العربي الموحد من المحيط إلى الخليج لهو يراود
الكثيرين، لكن الأمر معقد فهناك فارق بين لغة الكتابة الموحدة بين كل أقطار
المنطقة واللغات المحلية المختلفة فيها. وهناك شيء آخر يتعدى اللغة والثقافة هو
الحنين للتكوينات الجغرافية القديمة.
وأشار ميشيل فوشيه إلى أن الوضع في أوروبا مختلف عن منطقة الشرق الأوسط،
موضحًا إن منطقة الشرق الأوسط منقسمة سياسيًا، فكلمة الوطن العربي لا تدل
سياسيًا على ما تدل عليه ثقافيًا.
وقال الخبير الجغرافي: “إن السؤال يجب أن يكون: ما هي الحدود الجيدة؟
وأمامنا إجابتان، الأول هو الحدود المقبولة بين دولتين أيا كان مصدرها، والثاني
الحدود التي يفرضها القوي على الآخرين.
وتطرق ميشيل فوشيه إلى دور الاستعمار في تقسيم الشرق الأوسط، فقال إن
بريطانيا وفرنسا هما من وضعا الحدود بين سوريا ولبنان والعراق وتركيا، ثم عاد
ليوضح إن تلك الدول قبلت ذلك التقسيم ولم ترفضه، كما تحدث عن إن هناك دول حدودها
غارقة في القدم مثل مصر كما إن هناك دول حدودها معروفة من القرن السابع عشر مثل
إيران والعراق، وأيضًا الحدود بين روسيا والإمبراطورية العثمانية.
ونقل فوشيه رأي خبراء حول الحدود في الشرق الأوسط حيث نصحوا بتغييرها، لكنه
رفض ذلك وقال يجب أن نحافظ على ما هو قائم، لكن يجب أن نقيم توازنًا بين الأقلية
والأغلبية داخل المنطقة وداخل الدولة الواحدة. وأوضح إن التدخل وتقسيم الأراضي ليس
السبيل الصحيح فالقوات التي دفعها باراك أوباما إلى الشرق الأوسط، لايزال الجميع
يدفع ثمنها إلى الآن.
وعن سؤال حول وضع إسرائيل وربطها بإتفاقية سايكس بيكو، قال فوشيه إن ربط
إسرائيل بسايكس بيكو هو خاطئ لأن معاهدة سايكس بيكو التي تم تقسيم وضع الحدود بين
الكثير من دول الشرق الأوسط فيها، تم قبل وعد بلفور بعام كامل. وقال فوشيه:
“إن إسرائيل تعتبر “عذر يستخدم كمبرر” للكثير من مشاكل الأنظمة في
الشرق الأوسط، بالرغم من إنه غير حقيقي، فعلى سبيل المثال، إن المشاكل التي تتعرض
لها العراق لا علاقة لها بإسرائيل، فالأزمة هناك هي بين السنة والشيعة، وبالمثل
كافة أزمات الشرق الأوسط الأخرى.”