ينظم المعهد الفرنسي بالقاهره بالتعاون مع معهد جوته الثقافي الألماني أسبوع القصص المصورة (الكوميكس) الأول في مصر بالقاهره والاسكندريه فى الفترة من 23 حتي 27 سبتمبر . بهدف تعزيز التبادل الثقافي والخبرات في مجال الكوميكس بين فرنسا والمانيا ومصر ، وتكريم اثنين من رواد الكوميكس في مصر هما الفنان ” ميشيل معلوف” و الفنان “فواز” بإعتبارهما من رواد فن القصص المصورة محليا وعربيا.
وتضم فعاليات اسبوع الكوميكس إقامة معرض مفتوح يبدأ من الغد 24 حتي 27 سبتمر لأعمال مختارة من فنون القصص المصورة لفناني الكومكس في مصر ” فواز” و معلوف” ، والذى يقام بفندق فنواز بالقاهرة ويفتتح فى الخامسه مساءً . كما يتضمن عقد ورش عمل يحاضر فيها فنانين فرنسيين من المبدعين بمجال القصص المصوره ،مثل الرسام مارك انتوان ماثيو والكاتب تروبس وآخرين من معهد جوته الالماني . و فى اليوم الختامي 27 سبتمر سيتم عرض أهم نتائج ورش العمل وستعقد حلقه نقاش بمعهد جوته الالماني لفنانيين مصريين وألمان وفرنسيين حول خبراتهم خلال ورش العمل. كما تتضمن فعاليات الأسبوع أيضا ندوة عن تحديات ترجمة القصص المصورة مساء الأربعاء بمركز البلد الثقافي.
هذا وقد أقيمت ندوة أمس حول تاريخ الكوميكس في البلدان المشاركة وهى وفرنسا وألمانيا و مصر وعلقت إيزابيل سينيور Isabelle Seigneur الملحق الثقافي الفرنسي على أهمية القصص المصورة مشيرة إلى أنها فن رئيسي يعشقه الجميع ، وقد اصبح الفن التاسع بين الفنون .
· وقد تحدث محمد رأفت من فريق توينز كارتون عن تاريخ الكوميكس في مصر فقال إن أول بداية للقصص المصورة في مصر كانت مع مجلة “روضة المدارس المصرية” عام 1870 والتي أشرف عليها رفاعة الطهطاوي وبالرغم من إنها لم تحتوي على صور، إلا إنها تعتبر أول إرهاصات للقصص المصورة لما فيها من قصص للأطفال.
ثم ظهرت مجلة السمير الصغير في العام 1877 من إصدار جمعية التأليف العلمية، ثم صحيفة “المدرسة” عام 1893 التي أصدرها مصطفى كامل والتي كانت موجهة للشباب لحث الشعور الوطني لديهم، ثم أصدرت دار المعارف قصص مصورة متعددة ومختلفة ، وكانت أول محاوله لإصدار كومكس مصور علي يد مؤسسه دار المعرف المصريه عام 1912 .
أما أول محاولة قصصية مصورة بشكلها المتعارف عليه حاليا (تتكون من كادرات مختلفة) فكانت في عام 1923 ، والتى أصدرها الإحتلال البريطاني بإشراف من اسكندر مكاريوس ، وكانت تتحدث عن بريطانيا العظمى كمملكة حامية عادلة، وتحمل مشعل التقدم في كل مكان.
وتعتبر البدايه الحقيقيه لهذا الفن في أربعينيات القرن العشرين للفنانه دريه شفيق، وفيها كان يتم الأخذ من الكومكس الفرنسي والأوروبي بوجه عام .
وفي فترة الاربعينات أيضا ازدهر فن القصص المصورة، وظهر فنانون كبار مثل بيكار، وبعد الحرب العالميه الثانيه ظهرت مجله “سندباد” المصوره ، وفي عام 1956 اصدرت دار الهلال مجله ” سمير ” وكانت موجهه للأطفال والمراهقين وكانت تحمل مفاهيم القومية العربية للأطفال ، ثم ظهر فناني الكومكس في الستينيات والسبعينيات الذين عملوا في لبنان. وفي فترة التسعينات انتشر فن قصص المصورة واصبح من الفنون المعروفة، ، ففى عام 1990 تم إصدار مجله علاء الدين للمراهقين والتى أشرفت عليها جريده الاهرام ، ومجله بلبل عام 1998 ، تلك الشخصيه التي ابتكرها الفنان معلوف. ومع بدايه القرن 21 دخلت التكنولوجيا في عالم الكومكس ، وساعدت السوشيال ميديا على انتشار القصص المصورة وبدأ الفنانين الشباب إضافة إبداعاتهم علي الرواد , وظهرت قصص مصوره عديده للمراهقين امثال مترو لمجدي الشافعي وتوك توك ومجله مجنون.
· أما جون بيير jean pierre mercier الخبير بمتحف القصص المصورة بانجولم Le site de la Cité internationale de la bande dessinée et de l’imge فتحدث عن ثراء القصص المصورة في فرنسا سواء من حيث الموضوعات أوالأفكار أو اساليب الرسم، حيث دخلت أشكال فنية جديدة في القصص المصورة مثل القصة الأدبية والقصة الخفيفة، بالإضافة ألى فنون مختلفة مثل الفن التشكيلي والفنون المعاصرة.
كما دخلت دراسة الظواهر التاريخية والثقافية، حيث قدم مجموعة من الفنانين المهاجرين قصص مصورة لمتحف القصص المصورة عن تاريخ الهجرة إلى أوروبا من خلال دراسة انثروبولجية .
وقال بيير : إن القصص المصورة بدأت من خلال الصحف والمجلات في القرن 19 وكانت تقدم موضوعات للكبار، وفيما بعد بدأت تخرج القصص المصورة في شكل كتب، كما بدأت القصص المصورة تقدم موضوعات للأطفال، لكنها وجدت رفض من الآباء ومن المعلمين ومن الكنيسة الكاثوليكية أيضا لأنها كان متمردة وتستخدم ألفاظا غير لائقة، وبعد أن بائت محاولات المنع بالفشل حيث أقبل الأطفال على هذا الفن، قامت الكنيسة بنشر قصص مصورة تحتوي على مواد اخلاقية مثل كتاب “المحترم”. وأوضح بيير أن العنصر النسائي بدأ يظهر في القصص المصورة منذ 15 عاما حيث بدأت رسامات للقصص المصورة في الظهور، وأصبحت هناك شخصيات نسائية وصارت الموضوعات أكثر رومانسية ودخلت موضوعات نسائية مثل الموضة.
وتطرق بيير إلى أن القصص المصورة هي أحد وسائل التبادل والإنتشار الثقافي ضاربا مثال برسومات الفنان جولو التي استطاعت ان توصل الثقافة والواقع المصريين إلى فرنسا.
· وتحدث “فولفجانج شتريتس” wolle strzyz مدير معارض بمعرض فرانكفونت للكتاب بألمانيا عن أهمية القصص المصورة وتأثيرها، فقال : أن فن الكوميكس بدأ في ألمانيا منذ عام 1865 ، ومنذ البدايه كانت هناك حملات ضده من بعض الألمان الذين اعتقدوا أنه يؤدي الي غباء الاطفال وتم تبديله بكتب اخري مفيده ، كما تم حرق بعضها ، ولكن بعد ذلك توسع مجال الكوميكس وتم إحضار المجلات من فرنسا .
وفي الستينيات سادت فتره من التحرر أدت الي تحرر الكوميكس؛ وظهر نوعان منه الكوميدي والمغامرات . وفي عام 1990 ظهرت ” المانجا” وقد جاءت من اليابان وهي عباره عن قصص مراهقات لديهن مشاكلهن الخاصه ومع ذلك تنقذن العالم مما جذب البنات والنساء لهذا النوع من الأدب وجعل البعض يتعلم اليابانيه ليتمكن من قراءه الأصل من “المانجا” ، و أكد “شتريتس” أن “المانجا” استطاعت فرض الثقافة اليابانية في عدة دول على مستوى العالم، وأضبح هناك من يريد تعلم اللغة اليابانية والسفر إلى اليابان لشدة تأثره بهذا النوع من القصص المصورة، وأشار إلى أنه في ألمانيا تقام مسابقة يقوم فيها المتسابقون بصناعة ملابس تنكرية لشخصيات المانجا الشهيرة والفائز يحصل على منحة للذهاب والدراسة في اليابان. وأدى هذا إلي خلق تبادل ثقافي بين ألمانيا و اليابان .
وأشار “شتريتس” إلي أن هناك بعض انواع الكوميكس الذي تناول بعض السياسات واظهر معاناه الاطفال قبل توحيد ألمانيا . كما أن هناك قصص تربويه تعليميه ، واخري تراجيديه او مرحه ، وفي فرانكفونت بألمانيا يتم تنظيم العديد من مسابقات الأزياء المستوحاه من شخصيات الكوميكس .
وفي حوار خاص لوطني قال الفنان معلوف: إن مستقبل الكوميكس في مصر مرتبط بمدي وعي الدوله ورجال الأعمال المصريين بأهميته القصوي في خلق جيل مثقف ووطني، والحل الوحيد للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد حاليا هو تشجيع الثقافة و رسم ثقافه خاصة بالأطفال الذين هم عماد الدوله في المستقبل لنبذ التعصب فيما بينهم من خلال دعم القصص المصورة بشكل خاص والثقافة بشكل عام، حتى يمكن أن ننشيء جيل جديد لديه شعور وطني وقادر على الابداع، مشيرا إلى أن أهمية القصص المصورة من أهمية السنيما. وتطرق إلى إنه يجب أن يكون هناك فن قصص مصورة مصري للمنافسة بين فنون القصص المصورة الأجنبية والتي انتشرت بين يدي الأطفال. منوهاً إلي ضروره تقديم الدعم المادي من جانب رجال الاعمال والحكومه لهذا الفن؛ حتي يستطيع الوصول الي جميع فئات المجتمع .