كريم غطاس الشهيد الثامن بحادث الكاتدرائية المرقسية بالاسكندرية
تحول يوم الأحد قبل الماضي من يوم بهجة للاحتفال بأحد الشعانين داخل الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني بابا وبطريرك الكرازة المرقسية، إلى يوم حزن وألم خيم على الجميع إثر سماع خبر حدوث تفجيرات بكنيسة مارجرجس بطنطا في الغربية.
وقام قداسة البابا باستكمال القداس وصلاة التجنيز وعند نهاية قداسة البابا للصلاة بدأت لجنة النظام بالكنيسة بصرف الشعب إلى الخارج الا أن بعض الأسر تبقت بالكنيسة وبالفناء الخارجي وحوالي الساعة الثانية عشر و47 دقيقة حاول انتحاري اختراق باب الخروج للكاتدرائية إلا أن عم “نسيم فهيم” المختص بأمن الكنيسة استوقفه وطالب منه المرور عبر البوابة الالكترونية المجاورة ليتظاهر الأخير باتباعه التعليمات إلا أن استشعار جهاز إنذار البوابة – حسب شهود عيان والكاميرات الموجود بالكاتدرائية فضحت أمره، ففجر حزام ناسف كان يرتديه أسفل ملابسه مما أسفر عن استشهاد 17 واصابة 48 أخرين. وفي أقل من ثواني معدودة تناثرت الأشلاء والأجساد هنا وهناك عقب الإنفجار وتعالت الصرخات وانتشرت حالة من الخوف والهلع من جميع الموجودين بالكاتدرائية.
كانت وطني في موقع الحادث ترصد شهادات شهود العيان عن الحادث.
في البداية يقول القمص آبرام أميل راعي الكنيسة المرقسية بالإسكندرية: “إن عم نسيم فهيم المسئول عن أمن الباب الخارجي للكاتدرائية قام بدور بطولي وكبير جدا وهو صاحب الفضل في نجاة الكنيسة من دخول هذا الإرهابي إلى الكنيسة. وعم نسيم كان عمله داخل الكنيسة وقبل يوم الأحد بأسبوع طلبت منه أن يساعد عمال الأمن بالكنيسة على البوابة الخارجية وذلك لقلة عددهم، على أن يكون هناك اثنان في الفترة الصباحية واثنان في الفترة المسائية بدءًا من يوم أحد الزعف حتى قداس العيد، وقمت بالتنبيه عليه أن هذا العمل هو عمل مهم جدًا وخطر ومسئولية كبيرة – وهو أن يقف علي البوابة حوالي 12 ساعة. وبالفعل رحب جدا باسنادي له هذا العمل، وكان هو سبب انقاذ الكنيسة كلها كما اتضح بكاميرات الكنيسة، لولا يقظته لكان هذا الشخص تسلل إلى الكنيسة بالداخل وكانت حدثت مشكلة أكبر بكثير. عم نسيم كان رجل أمين جدا في عمله وخدمته وابنه بالجنازة قال لي “اني عايز اقف بدل والدي على البوابه الأيام القادمة في الكنيسة يمكن اعمل عمل حلو زي اللي عمله بابا.”
وتابع القمص آبرام “ايضا احب انا اشير إلى شيء مهم وهو أن البعض ردد ان الكنيسة انهت القداس مبكرا عن الموعد المقرر وذلك خوفا من احداث تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا وهذا كلام غير صحيح فنحن قمنا بجميع الصلوات الطقسية لهذا اليوم، إضافة إلى صلاة المزمور باللحن بحسب طلب سيدنا الأنبا بافلي وهذا اخذ وقت اكبر، ورغم إطالتنا للصلوات إلا أننا انتهينا من صلاة القداس الساعة الثانية عشر الا عشرة دقائق وهذه كانت حاجة عجيبة جدا وعند قيام قداسة البابا برش المياه على الشعب قال “هذه المياه مش علشان الزعف ولكن علشان الناس احنا بنصلي تحسبا لو حد حدث له حاجة في اسبوع الآلام نصلي جميعا ونقوم اعطينا يارب النهاية الصالحة” لدرجة ان الناس كلها رددت كلام البابا بصوت عالي “اعطينا يارب النهاية الصالحة ” وكانت معظم الناس قد انصرفت فكان أكثر 3000 شخص بالكنيسة. أما عن الشائعة الثانية التي ترددت بين الناس أن البابا ترك الكنيسة وقت الإنفجار، فهذا غير حقيقي لأن قداسة البابا مكث ثلاثة ساعات ونصف بعد الإنفجار بالكنيسة للاطمئنان علي أولاده والتأكد من نقل المصابين إلى المستشفيات.”
“وأقول للبشر أننا يجب أن نعرف أن يومنا قريب ويجب أن نتحسب كلنا لهذا اليوم وتلك اللحظة، وكما لاحظنا أن الشعب بعد هذا الحادث وفي أثناء صلوات البصخة أعدادهم تزايد اضعاف السنوات الماضية والناس كلها تقف تصلي بروح واحدة من قلوبهم طالبة رحمة الله وغير مبالية وخائفة من أي أحداث.”
ويقول القمص رويس مرقس وكيل عام بطريركية الأقباط بالإسكندرية “لوسيندا” هي أصغر شهيدة بحادث الكاتدرائية وعمرها ثلاث سنوات ونصف هي أخذتها والدتها الكاتدرائية وقالت لزوجها انا عندي مشوار بالقرب من الكنيسة لذلك سأصلي اليوم بالكاتدرائية ووالدها اخذ اخوها وذهب الي كنيسة السيدة العذراء محرم بك بجوار سكنهم ووالدها يقول “كنا عند جدتها منذ عدة أيام فوجدت لوسيندا برواز للبابا كيرلس فاصرت علي تأخذه في حضنها وبالفعل روحت به البيت وتمسكت به وبالفعل هي اتدفت مع باقي الشهداء عند البابا كيرلس بدير مارمينا.”
أما عماد فاجر سكرتير القمص رويس مرقس وكيل عام البطريركية فيقول: “بعد انتهاء قداسة البابا من القداس ذهبنا مع قداسته والأباء الأساقفة والأباء الكهنة الي مبني المقر البابوي وحوالي الساعة الثانية عشر و47 دقيقة سمعنا صوت انفجار قوي لدرجة أننا شعرنا المبني يهتز من شدة الانفجار فالجميع أسرع إلى الخارج لتبين الأمر، منهم القمص رويس مرقس وكيل البطريركية والقمص آبرام أميل.. فوجدنا جثث وأشلاء متفرقة بجوار مكتبة الكنيسة وحجرة أمن الكنيسة والبوابة الخارجية وصرخات وبكاء من الناس الموجودة الذين فقدوا ذويهم.. فالمشهد كان أصعب من أن يوصف. ووجدنا جثة عم نسيم فيهم متفخمه بجوار الباب الخارجي. وفي الحال انتشرت قوات الأمن ووصلت سيارات الإسعاف وبدأ الجميع يحاول نقل المصابين، وكان قداسة البابا موجود بمبني المقر البابوي وقت الحادث ولم يغادر الكاتدرائية إلا بعد الحادث بثلاثة ساعات ونصف بعد أن قام بمتابعة الحادث والتأكد من نقل المصابين إلى المستشفيات”.
ويكمل الأستاذ عاطف عزيز أحد عمال الكنيسة وشاهد عيان على الحادث ويقول: “بعد انتهاء القداس بدأنا في صرف الشعب إلى الخارج وذلك للاستعداد أنا وزملائي لتعليق الرايات السوداء بالكنيسة استعداد لأسبوع الآلام وكنا بداخل الكنيسة فسمعنا صوت انفجار شديد فهرول الجميع إلي الخارج ووجدنا الجثث والأشلاء والدماء متناثرة بجوار مكتبة الكنيسة وحجرة الأمن والباب الخارجي ولم اتعرف غير على جثه عم نسيم فهيم المكلف علي بوابة الكاتدرائية. وفي هذا اليوم كان هناك اثنان مكلفين علي البوابة “عم نسيم” و”مارك” وقبل الحادث ببضعه دقائق طلب عم نسيم من مارك الدخول الي داخل الكنيسة لمتابعة شيء بينما بقى هو على البوابة الخارجية. وأوضح أن عم نسيم كان شخص محبوب من الجميع ورجل أمين جدا في عمله فهو اساسا كان يعمل سائق علي اتوبيسات الكنيسة ومع تقدم سنه اسند إليه مسئولية الأمن بالكنيسة.”
لجنة النظام داخل الكنيسة ليس هدفها التأمين فهذا دور الأمن ولكن تنظيم تجليس المصلين وتنظيم دخولهم وخروجهم
ويقول رفيق بشري رئيس لجنة النظام بالكنيسة: “لجنة النظام بالكنيسة كانت مقسمة إلي جزئين، جزء خاص بتجليس الناس داخل الكنيسة خاصة أنه في هذا اليوم ومع حضور قداسة البابا تضاعفت الأعداد، والجزء الأخر يكون خارج الكنيسة عند الباب الخارجي لمتابعة الدخول والخروج لمساعدة المكلفين من قوات الأمن. ولكن ليس مسئوليتنا التفتيش لكن مسئوليتنا المساعدة في التعرف علي الحاضرين من ابناء الكنيسة وتوجيههم للدخول الي الكنيسة ليكمل الجزء الأخر من لجنة النظام بالقيام بتجليس الحضور. وبعد انتهاء قداسة البابا من القداس حوالي الساعة 12 ظهرا وبمعرفتنا بالحادث الإرهابي بكنيسة مارجرجس بطنطا، كان هدفنا الأساسي هو اخلاء الناس من الكنيسة بطريقة سريعة وبالفعل تم إخلاء اغلب الكنيسة حوالي الساعة 12 ونصف، إلا أن البعض كان موجود بالكنيسة بجوار الكانتين يتناول الإفطار والبعض الأخر بالداخل وبعض بياعين الزعف بفناء الكنيسة امام مكتبة الكنيسة وكل اعضاء لجنة النظام كانوا بداخل الكنيسة ، وعندما سمعنا صوت الانفجار الذي هز جميع ارجاء الكنيسة هرول الجميع الي الخارج وجدنا الجثث والدماء متناثرة بجوار الباب الخارجي وبعد بوابة الكنيسة بامتار.”
واضاف بشري أن العناية الإلهية انقذت أرواح كثيرة من الموت في هذا اليوم فقام مدير الأمن بالمرور صباحا على الكنيسة قبل الحادث ووجد ان البوابة الالكترونيةبداخل الكنيسة وهذا كان المعتاد وضعها بعد الباب وامر بنقلها على الباب نفسه بالخارج فلولا ذلك لكانت الكارثة اكبر.
كيف اخترق الإرهابي الكردونات الأمنية الموجودة بالشوارع المؤدية إلى الكنيسة دون تفتيشه
روى سمير أيهاب من شعب الكنيسة قائلًا: “بعد انتهاء القداس الساعة 12 ظهرا كنت موجود انا وزملائي نتناول الإفطار بجوار كانتين الكنيسة بالفناء الخارجي، وفي لحظات سمعنا صوت الإنفجار هز كافة ارجاء المكان وصراخ وعويل على من الناس وبدأ الجميع يهرول الي داخل الكنيسة فاسرعنا إلى الخارج ووجدنا ناس مرمية علي الأرض والدماء تسيل منها، منهم مشهد يصعب أن انساه لسيدة بجوار زوجها ممسكه بيده والدماء تسيل منهما.”
“حدث ذلك في ثواني معدودة لم يتوقعه أحد وأتساءل كيف لهذا الشخص أن استطاع الدخول حتي من باب الكنيسة مع وجود كردونات أمنية علي الثلاث شوارع المؤدية إلى الكنيسة ، فمن المفروض انه يتم التفتيش قبل الدخول من بداية الكردونات الأمنية على الثلاثة شوارع المؤدية الي الكنيسة وهذا كان ما يتم في الصباح عند دخولنا الكنيسة.”
ويسترسل نعيم غطاس اخو كريم غطاس الشهيد الثامن الذي توفي اليوم الثلآثاء الماضي بالعناية المركزة بمستشفى القوات المسلحة بالإسكندرية، وكان يعاني من وجود شظايا بالمخ نتيجه الحادث: “كنت اصلي بكنيسة السيدة العذراء بمحرم بك وزوجتي سناء نظيم وابني واخوها ميلاد وزوجته واخي وزوجته وابن اختي بيشوي عبد الملاك يصلون بالكاتدارئية المرقسية فهم معتادون الذهاب الي الكاتدرائية بالأعياد، وفور انتهاء القداس قمت بالاتصال بزوجتي للأطمئنان عليهم خاصة بعد معرفة ما حدث بكنيسة مارجرجس بطنطا وطلبت منهم سرعة الحضور وبعد اكثر من نصف ساعة سمعت بخبر ضرب الكاتدرائية وهنا لم اتمالك نفسي وقمت بالاتصال بزوجتي واخي ولم يرد أحد ، فأسرعت إلى الكنيسة في الحال فلم اجد زوجتي وابني ووجدت اخي كريم غطاس وزوجته ماري أدوار ملقون علي الأرض في حوش الكنيسة والدماء تسيل منهم حتي جاءت الإسعاف لنقلهم ووجدت اخو زوجتي سناء نظيم غارق في دمائه وقد فارق الروح في الحال.”
وتابع: “ايضا ابن اختي بيشوي عبد الملاك تم نقله بالإسعاف وعقب وصوله إلى المستشفي توفي.. وظللت ابحث عن زوجتي حتي وجدتها علي سلالم الحضانة الموجودة بالكاتدرائية هي وابني مصابة بشظايا في رجليها والعناية الألهية فقط هي التي انقذت زوجتي وابني من الموت حيث كانوا قبل الإنفجار بدقائق معدودة بجانب الباب وهذا ظاهر بكاميرات الكنيسة وقبل الإنفجار بدقائق تركوا مكانهم وهذا من لطف الله بي.”
فقدت زوجتي في لحظة والعناية الإلهية انقذت اطفالي
أما وجيه نظيم جرجس من بائعي الزعف بالكنيسة وزوج الشهيدة حنان اسامة لمعي درياس 32 عام: “كل عام كنا معتادون علي الذهاب الي الكاتدرائية، انا وعائلتي فنقوم بافتراش الزعف بمدخل الكاتدرائية امام مكتبة الكنيسة لبيعه للحاضرين بالكنيسة. توارثت هذا العمل عن عائلتي من سنوات عديدة وكان معي في هذا اليوم زوجتي واولادي واخو زوجتي وزوجته وزوجه اخي وابنها ، وبعد نهاية القداس بدأت في جمع المتبقي من الزعف وتنظيف المكان المخصص وخرجت بالفعل بالزعف المتبقي لتحميله علي سيارة وعدت مرة اخري للكنيسة وبعد دخولي بدقائق حدث ما حدث ولم ادري الا بزوجتي ملقاة علي الأرض غارقة في دمائها من شدة الإنفجار والعناية الإلهية انقذت اولادي الإثنان مريم ويوسف، حيث انهم كانوا يلعبون بحوش الكنيسة بعد الكانتين بعيدا عن الباب الخارجي.. كيف حدث ذلك واين الأمن وكيف مر هذا الإرهابي من الكردونات الأمنية الخارجية في مقدمة الشوارع المؤدية إلى الكاتدرائية.”
فقدت ابني فكان سند لي في الحياة
ويكمل عبد الملاك عيسي ابن الشهيد بيشوي عبد الملاك (18 سنة ) ، “ابني كل سنة معتاد الذهاب الي الكاتدرائية لمساعدة خاله وجيه نظيم في افتراش الزعف لبيعه الي شعب الكنيسة، واستيقظ ابني في هذا اليوم الساعة الخامسة صباحا فرحان ومبسوط بهذا اليوم الذي يعتبره عادة كل عام وانا ذهبت الي صلاة القداس بكنيسة السيدة العذراء بالمعمورة وانا في الكنيسة سمعت خبر انفجار بالكاتدرائية، فشعرت بالخوف والرعب وقمت بالاتصال بابني للإطمنئان عليه فلم يرد فشعرت وقتها انه حدث له مكروه فاسرعت بالذهاب إلى الكاتدرائية ولم اجده، وعرفت أن الإسعاف نقلت المصابين إلى المستشفيات كان عندي أمل ان اجده من بين الأحياء ولكن مشيئة الله وإرادته ان يصبح شهيد.. لم أحزن فقط غير علي فراقه فكان سندي في الحياة ولكن أنا متأكد انه راح السما وفي مكان احسن بكثير.”
ويكمل أسامة لمعي درياس اخو الشهيدة حنان اسامة: كان اختي وزوجها وجيه واولادهم وابنائي الأثنان بالكنيسة فهم معتادون علي الحضور بالكاتدرائية وانا كنت بشغلي، فاتصل بي أحد الأرقاب وأبلغني بحادث تفجير الكاتدرائية، فاسرعت علي الفور للذهاب إلى هناك بعد ان قمت بالاتصال بهم ولم يرد احد عليا وعند وصولي عرفت انا اختي توفت في الحال وتم نقلها بالإسعاف والعناية الإلهية انقذت ابنائي الإثنين حيث كانوا يلعبون بحوش الكنيسة ويبعدون عن الإنفجار بامتار قليلة.”
وأيضا فادي اسامة 11 سنة: “بعد انتهاء القداس وجدت مجموعة من الأولاد يقومون بلعب الكره بحوش الكنيسة بجوار الكانتين فذهبت لألعب معهم وفجأة سمعنا صوت الانفجار، وظللت ابحث عن اختي وخرجت بره عند الباب لقيت عمتي حنان غارقة في الدماء وجثث تانية ولقيت اختي على الأرض. وخفت لم استطيع الخروج من الباب من مظهر الدم والناس المطروحة أرضًا. عندنا بيت في الدور الأرض نافذته تطل علي الكنيسة فدخلت البيت من الشباك انا واختي ولم استطع اخرج من باب الكنيسة.”
انا وابنتي كنا بجانب بعض لكن بنتي ربنا اختارها للسما
وتقول راند بشير اسحاق من المصابين بجروح وكسور بالساق بمستشفي القوات المسلحة والتي فقدت ابنتها الطفلة الصغيرة اربع سنوات في الحادث: كنت احضر القداس انا وبنتي الصغيرة ووالدتي وبعد انتهاء القداس الساعة 12 خرجنا من الكنيسة في اتجاه شارع سيزوستريس وذلك لطلب تاكسي اوبر الي والدتي لتوصيلها، وكل ذلك استغرق وقت حوالي اكثر من نصف ساعة حتي حضرالتاكسي لنا وبعد ذلك لم اعرف لماذا قمت بالمرور مرة اخري من شارع الكنيسة وكنت اسير علي الرصيف الثاني المقابل الي الباب الخارجي للكنيسة فلم اشعر إلا بصوت انفجار قوي علي اثره وقعت علي الأرض ووجدت ابنتي الصغيرة بجانبي ملقاه ولم اعرف انها توفت غير بعد الذهاب إلى المستشفي وتمت افاقتي الصدمة كانت كبيرة جدا عليا ولكن هذه هي ارادة ربنا اشعر بسلام داخلي لاني عارفة ان بنتي راحت السما وربنا اختارها وعزائي عنده ، بنتي تناولت في القداس وراحت السما بعدها بدقائق”
وتكمل قوت القلوب من المصابين بمستشفي القوات المسلحة: “كنت رايحة في طريقي لصيدلية خليل اللي بجوار الكنيسة علشان اشتري أدوية وقبل وصولي الي الصيدلية بحوالي اربع محلات وقع الإنفجار ولم أدري بنفسي غير وانا مرميه علي الأرض ومش قادرة احرك رجلي وشعرت ساعتها اني فقدت رجلي حتي جاءت سيارة الإسعاف وتم نقلي إلي مستشفي القوات المسلحة ولولا اني قمت بتصوير بعض الورق قبل وصولي الي الصيدلية الملصقة للكنيسة كنت زماني مت لأن شدة الإنفجار كانت كبيرة فانا اصبت وانا قبل الصيدلية باربع محلات ربنا فعلا سترها معايا”
اطلب الصلاة إلى زوجي بالعناية المركزة
وتقول ماري اداور احد المصابين بمستشفي القوات المسلحة المصابة باختراق 14 شظيه في أمعاءها الدقيقة والغليظة وكسور بالذراع وشظايا بالساق: ” كنت انا وزوجي كريم غطاس بالكاتدرائية نحضر القداس وبعد نهاية القداس الساعة 12 طلب مني زوجي الإنتظار حتي تهدأ زحمة الخروج من باب الكنيسة وقت الإنصراف وقبل وصولنا الي الباب بامتار قليلة استوقفتني زوجه اخي واثناء الحديث معها ودقائق معدودة، حدث الإنفجار فاترميت علي الأرض ولكن كنت واعية لما يحدث وزوجي ملقى بجانبي علي الأرض والدم بينزف منه وفقد الوعي، ثم انتقلنا بعد ذلك الي المستشفي العسكري انا وزوجي واجريت لي عدة عمليات بالبطن لوجود 14 شظيه مع العلم اني حامل في الشهر الثالث لكن الحمد لله الحنين بخير” وطلبت ماري الصلاة من أجل زوجها حيث أنه بالعناية المركزة
ويكمل فادي هاني متى ( 16 سنة ) يعمل بمحل “كان كان” للحلويات الملاصق للكنيسة من المصابين ب 4 شظايا بالبطن وحروق شديدة بالوجه ويتلقي العلاج بمستشفي القوات المسلحة العسكري: “قبل الانفجار كنت واقف امام المحل باتكلم في الموبايل وكان صاحب المحل وزوجته وابنته بالداخل حدث الأنفجار في ثواني معدودة واترميت علي الأرض ولكن كنت واعي لما يحدث وفضلت اصرخ لحد ينقذني فلم احد يلتفت لي حتي حاولت الدخول الي الكنيسة من الداخل وهنا قامت خدمة بالكنيسة بالإتصال بالإسعاف الذي احضرني هنا الي المستشفي.
ويقول فادي “النهاردة شوفت الست العذراء والمسيح أمامي في الغرفة وانا واثق اني ربنا حيشفيني واخرج من هنا كان نفسي احضر العيد مع عائلتي”
العناية الألهية انقذتي من الموت
ويقول العميد شريف الحسيني احد قوات الأمن المكلفة بتأمين الكنيسة ومن ضمن المصابين الموجودين بمستشفي الشرطة: ” كنت أجلس علي الرصيف المقابل لباب الكنيسة انا والرائد الشهيد عماد الركايبي والعميد نجوي الحجار المكلفين بالتأمين قمنا بإجراءات التفتيش علي كافة بوابات الكنيسة في ليلة الحادث وتأكدنا من كافة الأجراءات الأمنية وكانت الأمور تسير في هدوء تام بعد انتهاء القداس وبداية الناس في الإنصراف من الكنيسة وفي لحظات حدث الانفجار، ومن شدته وقعت علي الأرض وظل جسمي ينزف و شهدت الرائد عماد الركايبي والعميد نجوي بجانبي متوفين في الحال من أثر الانفجار الي الي أن جاء احد العساكر الذي حملني وجري بي بعيدا حتي جاءت سيارة الإسعاف. العناية الإلهية هي التي اتقذتني من الموت فأنا والرائد عماد والعميد نجوي نحن الثلاثة كنا نجلس بجوار بعض وتم أجراء 9 عمليات لي حتي الأن بالمستشفي والحمد لله في تحسن”
جنازة شعبية مهيبة لشهداء الكاتدرائية المرقسية من دير الشهيد العظيم مارمينا العجائبي بصحراء مريوط
اكتظ دير مارمينا العجائبي يوم الأثنين الماضي بجموع الشعب القبطي لحضور صلوات تسبحة البصخة المقدسة من يوم الأثنين بحضور جثامين شهداء الكاتدرائية المرقسية، الذين حضرت جثامينهم الطاهرة صلوات التسبحة في جنازة شعبية مهيبة لسبعة شهداء وهما.
1- الشهيد جرجس غطاس عطا الله
2- الشهيدة حنان لمعي درياس
3- الشهيد ميلاد نظيم جرجس
4- الشهيدة الطفلة لوسيندا كريستيان كمال
5- الشهيد بيشوي عبد الملاك عيسى
6- الشهيد نسيم فهيم بخيت
7- الشهيد ابراهيم جرجس باخوم
وأرسل قداسة البابا رسالة عزاء تلاها نيافة الأنبا دانيال أسقف المعادي خلال صلاة التجنيز، هذا نصها:
قال القديس بولس الرسول: “لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهًا بموته” كلمات اختبرها هذاالقديس، وها نحن نعيشها مع وداع أبنائنا الأحباء الشهداء من الكنيسة المرقسية بالإسكندرية. في يوم عيد وفرح واستقبال المسيح الوديع بالسعف والورود والتسابيح مع الألحان استعدادًا لبدء أسبوع الآلام الخلاصية، وبعد أن حضروا صلوات التجنيز العام، تهيأوا للرحيل يرحلوا فعلا كما تقول كلمات الوحي الإلهي ؛ “ما هي حياتكم إنها بخار يظهر قليلًا ثم يضمحل” ويستقبلم المسيح ضابط الكل في الأحضان السماوية بكل الفرح بعد أن أكملوا حياتهم الأرضيّة، نياحًا لهم. و عزاءً أيضًا لأبناء الشرطة الوطنية والذين ضحوا بأنفسهم من أجل مصرنا الحبيبة؛ هؤلاء حراس جبهتناالداخلية، وصاروا في عداد شهداء الوطن الغالي.
نصلي من أجل المصابين والجرحى وكل الذين تأثروا بهذه الأحداث الجسام وليحفظ الله مصر بلادنا وكل أهلنا فيها من كل الشرور، واثقين في مستقبل مشرق و غد افضل لكل البلاد والعباد.
قال نيافة الحبر الجليل الأنبا دانيال أن شهداء الكاتدرائية المرقسية حضروا الصلوات واشتراكوا في التسابيح ولحقوا بموكب المسيح بالسماء فالسيد المسيح له المجد في أحد الشعانين دخل الي أورشليم بموكب، لينتهي هذا الموكب بالصليب وهؤلاء الشهداء اليوم يشتركون مع السيد المسيح في هذا الموكب وينالون المجد السمائي.
أكمل نحن نتأثر لأجل فراقهم ولكن نجد التعزية لما حصلوا عليه من مجد سمائي، نحن لدينا شهداء كثيرين في هذا العصر نحتاج الي أن ندون قصصهما في صفحات، هنينأ للشهداء بالمجد الأبدي والحياة الأبدية.
وترأس الصلوات نيافة الحبر الجليل الأنيا باخوميوس مطران البحيرة والسبعة المدن الغربية، ونيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس ونيافة الحبر الجليل الأنبا دانيال اسقف المعادي وتوابعها، ونيافة الحبر الجليل الأنبا بافلي الأسقف العام أسقف قطاع المنتزة، ونيافة الحبر الجليل الأنبا أيلاريون السقف العام وأسقف غرب الإسكندرية، ونيافة الحبر الجليل الأنبا كيرلس أفامينا رئيس دير مارمينا، والقمص رويس مرقس وكيل عام بطريركية الأقباط الأرثوذكس، ولفيف من الأباء الكاهنة بالإسكندرية ومجمع الرهبان وجموع الشعب القبطي.
كما شارك بالحضور الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية، والدكتورة سعاد الخولي نائب محافظ الإسكندرية، وقناصل الدول بالإسكندرية منهم قنصل عام لبنان وقنصل عام اليونان.
محافظ الإسكندرية يتابع حالة مصابي الكاتدرائية المرقسية ويطمئن على استقرار حالاتهم الصحية
وعلي صعيد أخر، يتابع الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية حالة مصابي حادث الكنيسة المرقسية واطمأن على حالاتهم الصحية ، والتأكد من تلقيهم العناية اللازمة لهم بالمستشفى ، وتواجد الفريق الطبي اللازم لمتابعة حالاتهم الصحية ، وذلك لليوم الثالث على التوالي ، مؤكدا أنه يتابع بنفسه على مدار الساعة حالاتهم من خلال التقارير الطبية لهم .
واطمأن سلطان على جميع المصابين المتواجدين بمستشفيات الشرطة والأميري الجامعي ومصطفى كامل للقوات المسلحة ، مشددا على جميع المسئولين والفريق الطبي المتابع لحالات المصابين بضرورة التواجد على مدار ال ٢٤ ساعة لحين لامتثالهم للشفاء واستقرار حالتهم الصحية ، وخروجهم من المستشفى بعد تلقيهم العلاج اللازم .
وأشار المحافظ إلى أنه تم إعداد فريق طبي متكامل من العظام والجراحة العامة والأوعية الدموية والمخ والأعصاب ومتواجدين بشكل دائم على مدار ال ٢٤ ساعة ، وقد رفعت صحة الإسكندرية درجة الاستعداد القصوى بجميع المستشفيات المتواجد بها المصابين ، موضحا أن عدد المصابين في هذا الحادث ٤٨ مصاب منهم ٣١ تلقوا العلاج اللازم وتم خروجهم من المستشفى ، و١٧ مصاب مازالوا بالمستشفيات ، منهم ٨ بمستشفى الشرطة أحدهم بالعناية المركزة والباقي استقرت حالتهم الصحية ، و ٤ مصابين بالعناية المركزة بمستشفى الأميري الجامعي ، علاوة على ٥ بمستشفى مصطفى كامل أحدهم بالعناية المركزة و ٤ مصابين بأقسام العظام والجراحة