بالفيلم العربي” الطوق الأبيض” للمخرجة حنين جابر، بدأت ندوة القدس فى السينما العربية”، بمهرجان الأسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، والتى حاضر فيها الكاتب الصحفي حلمى النمنم وزير الثقافة، ونظيره الفلسطيني الدكتور إيهاب بسيسو، ويحكي الفيلم عن قصة شاب فلسطيني يعيش بالقدس، يعيش مأساة كونه لاجئ فى وطنه، فهو يعيش فى غربة داخل مدينته، لم يجد بديلا للعمل سوي “عامل غسل الأطباق”، فى أحد مطاعم اليهود، لكنه لا يزال يحلم بالاستقرار والزواج من حبيبته، ويفتتح مشروعه الخاص، لكنه يقتل غدرا برصاص الإحتلال خلال عودته من عمله، وهو حاملا الخبر والدواء لامه.
قال الأمير أباظة، القدس فى قلب ووجدان كل عربي، وحين نصورها، نتمنى أن تكون عين الكاميرا تتنقل بين شوارعها، لتنقل حكاياتها، وأناسها، وابوابها وعروبتها، وأعمدتها المقدسة، وأعلن عن إنطلاق عام 2017 باعتباره عام القدس فى السينما العربية.
الدكتور إيهاب بسيسو وزير الثقافة الفلسطيني، قال “يسعدنا أن تكون فلسطين حاضرة، فى مهرجان الأسكندرية، من خلال سينما المقاومة، والقدس فى أحد ندوات المهرجان، يؤكد على حق شعبنا الفلسطيني، فى الوجود والحياة، رغم كل ما نعانيه”. وأضاف “ما نراه عبر شاشة الإبداع، من رواية وسينما، هو نقل حقيقي للواقع الفلسطيني، الذى نعيشه كل يوم، فعدسة الكاميرا تنقل وقائع بشعة، يحاول الإحتلال الإسرائيلي من خلالها أن يجعل الحياة كابوسا للفلسطينين، لكن شعبنا سيظل ويواجه كل التحديات من الإستيطان والجدار وعزل فلسطين عن عمقها العربي والدولى والمحاولات المتكررة لطمس الهوية الفلسطينية ومحاربة الرواية الفلسطينية بشتي الوسائل”.
وتابع “مصر بحضورها الداعم للقضية الفلسطينية ومشاركتنا بالمهرجان، يوفرمنصة، يسمع من خلالها صوت فلسطين والإبداع الفلسطيني، فى وقت يعمل فيه الإحتلال على محاربة الإبداع والفنون ويحاصر المؤسسات الثفافية، ويضيق الخناق على الكتاب، لافتا إلى أن مشاركة فلسطين فى المهرجان ، يؤكد على أن مفردات الإحتلال الإسرائيلي الذى نعيشه كل يوم، لن تصمت صوت الفلسطيني، وأن قضيتهم ستنفذ عبر الأسلاك الشائكة والحصار”، واستكمل “نحن اليوم فى الأسكندرية نؤكد على عمق تواصلنا مع محيطنا العربي، وإبداعنا مع المحيط الإنساني، فلسطين حاضرة فى الوعي الفلسطيني والعربي والإنسانى، حاضرة بميدعيها ورواياتها “، موجها التحية إلى وزير الثقافة، لدعمه فلسطين، لأن الدعوة التى وجهها له، هى بمثابة رسالة بالغة الأهمية بأن على فلسطين أن تكون حاضرة فى كل مناسبة ثقافية للتاكيد على وعينا الفلسطيني والعربي، خاصة أن العام المقبل يواكب مرور 50 عاما على إحتلال القدس، ومن المهم إعادة إنتاج هذه المناسبة الأليمة، عبر أشكال الثقافة، من سينما وأدب، كي نعي الجرائم التى تعانى منها القدس.
واختتم كلامه قائلا ” للثقافة دور مهم فى إعادة إنتاج الوعي الثقافي ونقله، فى ظل التحديات التى تحاول تشويه الواقع، فنحن نعيش صعوبات لكن نمد الجسور مع العمق العربي والإنسانى، الا أن لفلسطين الحق فى الحياة والمستقبل، ونحن نفخر بجهود مصر لدعم الثقافة الفلسطينية، ونتطلع إلى دور المبدعين فى ان يكونوا معنا فى المواجهة الثقافية، التى يحاول الاحتلال الإسرائيلي تشويهها، ومن “فلسطين نحن نتطلع إلى دور الثقافة العربية فى دعم قضيتنا، فلا تنسوا القدس ولا تنسوا فلسطين”.
الكاتب الصحفي حلمى النمنم وزير الثقافة، قال، إن العام المقبل، هو عام كبيس بذكرياته، حيث يمر 100 عام على وعد بلفور، و70 سنة على التقسيم، و50 عام على احتلال القدس، و500 عام، على اجتياح مصر والشام بجيوش الغازى سليم الأول، والذى كان بداية دخول المشروع الاستعماري”.
أضاف نحن نري الظروف السياسية فى فلسطين والقدس ، لكن هناك دور مهم للمثقفين والمبدعين، ففلسطين قضية هامة، يجب ان نجعلها يقظة فى وعينا، وعلى الرغم من أن القدس لها قيمة روحية، ولكن علينا أن نعرف أن فلسطين ليست القدس وحدها، وإنما كامل فلسطين، ومالم تقم الدولة الفلسطينية لن يكون للديمقراطية معنى، فالتطرف سيظل سلاحا مشهورا فى وجوهنا”.
أضاف اذا كنا نسعي إلى أن نؤسس دولة مدنية، فإن الفن له دور كبير، فهو جزء من حالة المقاومة، والعام المقبل، بكل ما يضمه من ذكريات، فانه يفرض علينا ككتاب وفنانين جهودا مخلصة فى نشر الوعي بالقضية الفلسطينية”.
وردا على سؤال عن دعم السينما وزيادة دعمها إلى 50 مليون جنيه، قال الوزير، إن المركز القومى للسينما لديه ميزانية وهى 20 مليون جنيه فقط، وقد تم زيادة هذه القيمة إلى 50 مليون جنيه، لافتا إلى أنه وجه الدكتور أحمد عواض لدعم الأفلام ذات القضايا الإنسانية، أما بالنسبة لباقي البنود التى تم الاتفاق عليها فقد كان هناك طلب من السينمائيين، بفرض ضريبة على جمهور الأفلام الأجنبية، تترواح من جنيه إلى 5 جنيه ، إلا أن وزير العدل رفض ذلك بحجة ضرورة وجود قانون ينص على ذلك”.
وأضاف أن لدى الحكومة، والرئيس عبدالفتاح السيسي، قناعة بأن الثقافة قضية أمن، لهذا فنحن نسعي إلى الوصول إلى كل مواطن، بعد أن عشنا 30 عاما، كان الإهتمام فيها الأكبر، للكتاب، والكاتب، لكن الثقافة أوسع من ذلك، فى ظل وجود نسبة أمية 26% وفقا للتقارير الرسمية، فضلا عن الأمية الثقافية.
وتابع ” علينا أن نصل للناس بالسينما والمسرح، و علينا أن نتعلم من المتشددين، لانهم نزلوا للناس فى الزوايا والمساجد من خلال الميكرفونات، لهذا يجب أن ننزل للناس ونخاطبهم، وأنا لدي إنحياز للسينما لأنها فن البهجة والجمال، ويمكنها أن تواجه القبح فى حياتنا من تشوه الحوائط وأكوام القمامة، مع التأكيد بأن القضية الوطنية لا تعنى التجهم أو الكآبة، ففيلم “عنتر ولبلب”، كان فيما كوميديا لكنه يقوم على حوار سياسي.
حضر الندوة كل من الدكتورة نيفين الكيلانى رئيس صندوق التنمية الثقافية، والدكتور خالد عبدالجليل مستشار الوزير لشئون السينما، والناقد طارق الشناوى، والمخرج محمد فاضل، والفنان سامح الصريطي، والناقدرة ماجدة موريس، والفنانة سميرة عبدالعزيز، والمنتج محسن علم الدين.
وقد اختتمت الندوة، بتقديم درع المهرجان للدكتور إيهاب بسيسو، واهداء درع فلسطين للكاتب الصحفي حلمى النمنم وزير الثقافة والأمير أباظة.