أبينا الحبيب أنبا ميخائيل
لقد ودعناك بدموع غزيرة ، وكانت تذرف رخيصة لقاء حبك الذي قدمته لنا بسخاء طوال مدة 68 عاماً في كنيستنا المجاهدة .
الجراح قد التأمت ، جراح الحزن علي الفراق ، هذا الحزن الذي تأصل فينا بعد رحيلك يا حبيبنا ، بعد أن كنا نسمع صوتك الحنون المطمئن والذي كان يشعرنا أننا على مقربة من السماء وكلماتك التي كانت تعطينا الأمن والأمان لأنها صادرة من فم قديس مبارك .
أمسكت الكتاب المقدس وأنا أبحث بين أسفاره وبالتحديد توقفت عند سفر الرؤيا للقديس يوحنا الرائي الذي كان المسيح يحبه ويتكأ إلى صدره . وفرحت كثيراً وتعزيت كثيراً عندما قرأت وتأكدت أن الموضع الذي ينتظر أبينا بعد نياحته والذي أعده الله لأبنائه الأبرار الذين عاشوا وخدموا اسمه العظيم بأمانة وصدق وبر .. ذلك المكان الذى وصفه الرائي على أنه ” مجداً لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر ما أعده الله للذين يحبونه ” .
أبينا – لقد رعيت هذه البيعة التى سبق وإن اشتراها المسيح ودفع دمه الثمين الغالي عربوناً لها – قد رعيتها خير رعاية فسهرت عليها بأمانة وبر وقدمت من أجلها كل جهد ووقت وسهر لكي تجعل منها كنيسة منتصرة تترنم بنشيد النصرة للإله القادر على كل شيء ولا تتركها فريسة سهلة لأبليس المخادع لكى يهلكها حتى تسلم للحمل لكي تستمتع مع جوقة الأطهار الذين احتملوا الضيقات والاضطهادات وهم باكورة الشهداء ومن تلاهم والذين يمسكون في أيديهم القيثارات ويخرجون نغمة حلوة ولحن عزب من أجل الجالس على العرش والذي يحمل على رأسه أكليل من ذهب وفي يده الحساب عند الدينونة العظيمة حيث الفرح والتهليل والذى يكون مصحوباً بخضوع وسجود هي تسابيح من أجل الجالس على العرش .
فهنيئاً لك يا أبانا أنبا ميخائيل .. فإن أعمالك تجعلك تقف جنباً إلى جنب مع الكنيسة المجاهدة ، مع الأبرار والقديسين وستكون شفيعنا أمام الجالس على العرش تتشفع فينا مع القديسة الطاهرة البكر والأم الحنون شفيعتك عندما كنت بالجسد معنا .
أذكرنا يا أبينا أمام العرش الإلهي بعد أن تقدم ترنيمة النصرة بصوتك مع الملائكة والقديسين والشهداء ” قدوس . قدوس . قدوس رب الصباؤوت السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقدس ومن كرامتك ” .
إلى أن نلتقي يا أبينا بعد أن نخلع الجسد الفاني ونلبس الجسد النوراني وننطلق كما أنت ونجلس معك في حضرة معك مع الرب يسوع لك منا السلام مع طلبات لنا بالصلاة عنا والتشفع لأجلنا لكي يعيننا الله كما نذكرك يا سيدنا أذكر شعبك وكنيستك وأذكر مدينة أسيوط المحبوبة لك ولا تنسي أن تذكر مصر وشعبها المبارك لكي تعبر إلى بر الأمن والأمان والرخاء تحت قيادتها الواعية الرشيدة … وإلى أن نلتقي لك منا السلام .