بكل صراحة أوجه رسالتي مباشرة إلى كل من ينتقد سفريات قداسة البابا تواضروس الثاني لبلاد المهجر، “و برغم أن الصمت كان الأفضل”، و لكني وجدت أن أدعوكم بكل أخوة و محبة أن تعلموا أن قداسته بعد كل زيارة يسرد كل مقابلاته وأفكاره واشتياقاته من أجل مزيد من الخدمة، ويدعو الجميع للمناقشة والحوار.
فتجد في عدد الكرازة الجمعة 24 أكتوبر 2014 ص2 قداسة البابا يقول في نهاية افتتاحيته (هذه سبع ملاحظات عابرة أطرحها للدراسة والحوار، وسأكون سعيداً لتلقي أية اقتراحات أو خبرات عملية تثري رؤيتنا، ونحن نضع ملامح خدمة المهجر خلال الخمسة والعشرين سنة القادمة).. أدعوك بدلاً أن تضيع وقتك بالنقد أن تساهم بأفكارك لمجد الكنيسة بكل المسكونة..
وبكل محبة وأخوة أيضاً أقول لكم إن زيارة البابا للنمسا الآن ليس أن قداسته يشتاق لجو فيينا بعد يوم واحد من عودته من روسيا!! ولكنها كانت دعوة شخصية قدمت لقداسته منذ عام 2013، ونجد في خطاب قداسة البابا تواضروس لقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، والذي بعث به بمناسبة الذكرى الأولى للقائهم التاريخي في أبريل الماضي، “كما يشرفنا خلال شهر نوفمبر المقبل حضور الاحتفال باليوبيل الذهبي على تأسيس هيئة Pro – Orienta في فيينا؛ حيث وجه لنا ممثلو هذه الهيئة الدعوة الشخصية خلال مقابلتنا العام الماضي”.
و أنا أعلم تماماً أننا بالكنيسة لسنا بصدد مقارنات ولكن أتذكر مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث في بدايات حبريته كان كثير السفر لأبناء المهجر الذين في أشد الحاجة للمساندة وسط مجتمعات لا تعرف التقاليد الشرقية و قيامها حتى وصل انه فى عام 1989 قام البابا المتنيح بزيارة استغرقت أكثر من 3 أشهر، فليس دور البطريرك أن يجلس في مقره ويغلق بابه ويحل مشاكل الإيبارشيات المسئول عنها آباء أفاضل أجلاء مطارنة وأساقفة، ويشكل كل واحد منهم عموداً في كنيستنا القبطية، ولكن البطريرك هو بطريرك الكرازة المرقسية ورافع اسم مصر وكنيستنا القبطية في كل بلاد العالم، والحقيقة طوال متابعتي لزيارات قداسة البابا تواضروس الثاني أطال الله حياته لم أجد حديثاً أو عظة أو حتى لقاءً رسمياًّ لقداسته إلا وأجده يحمل اسم مصر و مكانتها العظيمة في قلبه وفمه، وبشارة الإيمان بعينه وهو يتحدث عن تاريخ الكنيسة وأرثوذكسيتها وتعاليمها الجميلة عبر السنين.
اتركوه يرفع من شأننا.. اتركوه يعمل لمد جسور الصداقة والمحبة الأخوية بين الكنائس أجمع.. فقد شرفت أن أرافق قداسته في الفاتيكان ورأيته حقاًّ البابا المسكوني.. اتركوه يعمل فهو البابا الكاروز.. اتركوه يخدم ويجول يصنع خيراًِ!