تحمل لنا الايام رائحة الايام التى مضت وكأن التاريخ فى منطقتنا يعيد إنتاج نفسه هذا الشرق الاوسط البائس الحزين الذى يحمل على كاهله عبءثلاث ديانات سماويه كبيره بتاريخها وحروبها وجناتها ونيرانها يودع وعودها ونذرها الى العالم ثم يعود ليتلقى وعود العالم ونذره وكأنه المنطقه التى خلقت فقط من أجل حرب الارض والسماء.
ومع ان الحياه تستحق احياناً أن نعيشها كحياه بسيطه بلا اى حرب بلا اى وعود بلا اى نذر ولكنها الاقدار وضعتنا جميعاً داخل تلك القدر الاسطوريه الهائله لنصطرع مع تلك الملايين التى أتت من زوايا التاريخ حتى صرنا لانستغرب ابدا ان تجلس على القهوه مثلا مع مواطن يدعى معاذ فلت فجأه من روايه للطبرى ويطلب قرفه بالجنزبيل على حسابك او يبتسم لك وانت تستلم راتبك فى البنك المدعو شلومو ويغمز لك غمزه غامضه تستغرق نصف نهار فى تفسير معناها او تهبط عليك كرامه إلهيه وانت مستلقى آخر الليل بعد ظلم الحياه فى المدن المخنوقه قذيفة توماهوك من الفراديس تفتح لك فى الحر الخانق فتحه فى سقف المنزل تستطيع فيها ان ترى القمر والسحاب.
يمكن لأول مره بعد عدة شهور نسيت فيها شكل السما من الاساس ..تلك الحكم الالهيه العظمى لاشك يعيشها بإخلاص نادر مواطن الشرق الاوسط المقهور حتى إنها لاتعد مفاجآت ولاتبعث أى دهشه ..ان تصحو كل يوم وتجد نفسك فى حكايه جاهليه او توراتيه او من العهد الجديد صار من الطبيعى والمدرك والمعتاد أصلاً وفصلاً ونصاً ولاتستعجب إنها ارادة الله وكثيرا ما أقول لنفسى ياريت استيقظ ذات صباح فى مدينتى الشرق اوسطيه بلا حكايات وارى شمسا لاتحمل للناس كل هذه الحمم من جهنم وارى قمراً لاتتدفق منه كل تلك الروايات عن النساء والدموع وقصص الحرملك نريد طبيعه محايده لاتنتمى الى مذاهب وايدلوجيات وفصولا محايده لاتحمل الوعود والنذر وبشراً ولدوا فى الحاضر لاهؤرء الزومبى الذين جاءوا من الماضى ليدافعوا عن الحوريات بينما يتدفق الظلام والبؤس من الحنفيات والبلاعات هذا وبالله التوفيق