أولاً أتقدم بخالص العزاء لأسرة الشهيد المقدم/ محمد أبو سريع وكذلك لكل أسر الشهداء الذين سقطوا وهم يدافعون عن أمن الوطن. ونطلب من الله أن يرحمهم ويرحمنا جميعاً.
عرفت المرحوم المقدم/ محمد أبو سريع في فترة ما قبل ثورة 25 يناير 2011 حين كنت واعظاً للنزلاء المسيحين في ليمان 430 الصحراوي ووقتها كان المرحوم المقدم/ محمد أبو سريع رئيساً لمباحث الليمان. كان شخصية قوية يجميع بين المحبة والحزم وكان صاحب فكر في حل مشاكل المساجين وكذلك مراقبتهم أثناء خروجهم على ذمة القضايا وعند رجوعهم وفي الزيارات التي كانت تأتي لهم. كنت بعد انتهاء الدراس أذهب إلى مكتبه وأيام كثيرة كانت معي بعض الطلبات والتساؤلات من النزلاء عن ميعاد خروجهم وزياراتهم والجزائات الموقعة عليهم وشكواهم. فكنت أجلس معه في المكتب ويحضرهم كل واحد بإسمه ويبحث شكواهم ويضع لهم الحلول بروح القانون دون مخالفته ودون إهدار حق أي أحد…. ربما كانت تطول الجلسة إلى ساعة أو أكثر ولكن يخرج الجميع ويعرف ما له وما عليه. كان هادئاً رغم حزمه متضعاً رغم مكانته العالية محباً للجميع رغم الظروف التي تحيط بالليمان والنزلاء. وأريد أن أثمن دوره في عودة النزلاء الذين خرجوا من الليمان بغير رضاهم وكنت أنسق معه عودهم إلى الليمان مرة أخرى حتى عاد كثير منهم. ولا أريد أن أنكر حق كل من خدمت معهم في هذا الليمان من كل الذين تبؤوا مركز/ مأمور الليمان ونائب المأمور وضباط المباحث والضباط وصف الضباط لهم مني كل الشكر على تعبهم والتي تربطني بهم علاقة ود ومحبة حتى الآن.
تحية لروح الشهيد المقدم/ محمد أبو سريع ونتمنى أن يتغمده الله برحمته في الفردوس الأعلى وعزاء لأسرته ولكل أسر الشهداء
وحمى الله مصر من كل شر
وهدى الجميع إلى الحب والخير والسلام