تفتتح قريباً فى القاهرة قناة تكفيك نعمتى لمتحدى الإعاقة وهى فرع من قناة بنفس الاسم موجودة فى أمريكا تأسست فى شهر مايو عام 2012 كمؤسسة غير قابلة للربح، هدفها أن يكون لها صوت على مستوى العالم لخدمة ذوى الحالات الخاصة، خدمة حقيقية فى كل المجالات.
يرأس قناة تكفيك نعمتى فى كاليفورنيا بأمريكا الدكتور نزيه رزق، وهو أول كفيف يعمل مصوراً فى العالم، وقد احتفت به مصر كمواطن مصرى وأقامت له عدة معارض، وهو حاصل على درجة الدكتوراه فى أمريكا فى موضوع: تكنولوجيا الحواس.
أعضاء مجلس إدارة القناة فى مصر، مع الدكتور نزيه، دكتور نبيل باقى سليمان، وهو عم قداسة البابا تواضروس الثانى، ويعمل استاذا بكليات الطب بجامعات أمريكا، وهو أول متخصص فى: المشورة الأسرية فى مصر.
تأسست قناة تكفيك نعمتى فى مصر.. عام 2014 ومقرها خلف المقر البابوى فى الدور الأرضى وقد تم إنشاء عدد اثنين ستوديو للتسجيل، وسيكون بث القناة من أمريكا، أما البرامج فتسجل كلها فى مصر، والقناة تقام تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثانى، وقد طلب ذلك حتى لا تخضع للروتين.
أما العاملون فى مصر فى هذه القناة فكلهم شباب ناجح ومتفوق من أصحاب الحالات الخاصة وهم كوادر إعلامية، ففى برامج الفن والأدب ستعمل: هايدى فاروق، وفى الاقتصاد رأفت جورج، وفى التاريخ جورج عطاالله، وفى البرامج الروحية مذيعة مرفت حنا مع القمص يوحنا باقى، وفى البرامج موضوع المشورة الأسرية دكتور نبيل باقى المتخصص فى ذلك، المهم أن هذه القناة تحاول أن تقدم خدماتها لكل أصحاب الحالات الخاصة بشتى ظروفهم الخاصة.
قال لى الدكتور الفنان نزيه T.N.TV ودخلها يقوم على التبرعات، مع العلم أننا لا نتاجر بالمعاقين، وهذه القناة بدأت فى العمل على مساعدة الطائفة التى تخدمها قبل الإفتتاح فقد عالجنا عددا كبيرا من المحتاجين الى ترقيع القرنية وعاد البصر فعلا لهم، كما عالجنا طفلين يعانيان من ثقب فى القلب من سورية، وهما أبناء السوريين النازحين إلى مصر من جراء الإرهاب، كذلك عالجنا مجموعة من الأطفال المصابون بلين عظام، وبعض المصابين بمرض السرطان، وزرعنا قوقعة لمواطن حتى يستعيد سمعه، كما نقرر مساعدات شهرية للمحتاجين، وفى طريقنا لعمل معاش لكل معاق شهريا.
سألت الدكتور نزيه المشرف على القناة من أمريكا: هل هذه الخدمات التى تقدموها للمعاقين للمسيحيين أو الأقباط فقط؟
أجاب: هذه الخدمات للشعب المصرى كله، وكل من يعيش على أرض مصر، فقد عالجنا أطفالا سوريين فى مصر، والخدمة للجميع، لكل أصحاب الحالات الخاصة مسلمين ومسيحين، فنحن لا نفرق بين شعب مصر الواحد، والكل ممكن أن يتقدم للقناة لأى طلب تحقيقا لأهدافها.
وأضاف الدكتور نزيه.. بالمناسبة حتى المذيعين فى هذه القناة ليسوا أقباطا فقط فهناك مذيعين مسلمين.
نحن نخدم كل إنسان معاق دون النظر إلى دينه أو جنسه أو لونه أو لغته، نخدم الإنسان لأنه إنسان.
أسعدنى أن عرفت أيضا أن قناة تكفيك نعمتى ساهمت فى سفر ثلاثة أشخاص من المعاقين للدراسة فى الخارج نظراً لاستعدادهم لذلك، اثنين أطباء لدراسة الماجستير، وثالث لدراسة الهندسة.
الحقيقة أن خبر افتتاح قناة تكفيك نعمتى فى القاهرة خبرا مهما أثلج صدرى، وأسعدنى كثيرا، لأن هؤلاء الناس يعانون بعض الصعوبات بعضهم يصل إلى درجة العبقرية، وهم عدد غير قليل فى مصر، فقد يندهش القارئ عندما يعرف أن نسبة هؤلاء فى مصر 17% من عدد السكان الذى يبلغ 95 مليون نسمة. هذا العام، أى أن عدد أصحاب الحالات الخاصة يبلغ فى مصر 12 مليون و 150 ألفا، وهم قوة عاملة لا يستهان بها، فمنهم كما قلت عباقرة وموهوبين يمكن لهم خدمة مصر ومستقبلها.
اتذكر خلال رحلتى الى المانيا، عندما زرت بعض المؤسسات التى تخدم المعوقين أن قال لى رئيس المؤسسة: لم يعد المعاق معاقا، نحن نتحدث ونتعامل معهم كاخوة لنا فى الانسانية، ومواطنين من الدرجة الأولى، فمثلا السماعة للذى لا يسمع تجعله إنسان كامل غير معوق، وكذلك أى قطع غيار بالنسبة للإنسان تعيده إلى حياته العادية.
ثم هل نذكر السيدة العظيمة هيلين كيلر، التى أصيبت فى طفولتها بمرض التيفود الذى حرمها من البصر والسمع والكلام، ومع ذلك عاشت وتعلمت وتدربت على الكتابة (برايل) وأستطاعت أن تحصل على درجة الدكتوراه مرتين، وتجول العالم شرقه وغربه تدافع عن أصحاب الحلات الخاصة حتى لقبت بمعجزة القرن العشرين.
تحية لهذه القناه الجديدة.
تكفيك نعمتى
وفى انتظار افتتاحها قريباً.