رئيس شعبك لا تقل فيه سوءاً
سافر البابا الوقور الأنبا تواضروس الثانى إلى القدس لترأس الصلاة على جثمان المتنيح الأنبا ابراهام مطران الكرسى الأورشليمى والشرق الأدنى وبمجرد الاعلان عن السفر انبرت أقلام بعض الاعلاميين والصحفيين لانتقاد قرار البابا بالسفر…
بداية حق النقد مكفول لكل انسان لكن ان يختلط الحابل بالنابل ويدلو بدلوه من يعرف ومن لا يعرف طبيعة القرار وهناك من يخلط الأمور ويدق أسافين أو يلعب على وتر اشتياق البعض من الاقباط للسفر إلى القدس وزيارة المقدسات المسيحية وأهمها كنيسة القيامة واعجازية بزوغ النور الالهى داخل القبر المقدس الى غير ذلك من بركات الزيارة.
نعم حق النقد مكفول لكن ما يلاحظ أن عدداً من الاعلاميين من أبناء الكنيسة ينساقون وراء توجهات الصحف التى يعملون لها أما من أشقاء الوطن الاعلاميين ربما نلتمس العذر لهم فأمامهم قرار للبابا شنودة الثالث بحظر سفر الاقباط للقدس طالما ان الاحتلال الاسرائيلى يجثم على المدينة المقدسة فكيف تنسف الكنيسة القرار؟!
ولاننا نتعرض لشخصيته دينية رفيعة القدر والمستوى الروحى هل يصح أن تخرج الفاظاً لا تليق بالجالس على كرسى مارمرقس الرسول كرسى الاسكندرية؟!.. وهل يستقيم أن ندعى إدعاءات وافتراءات دون دليل أو سند؟!
الثابت أن البابا تواضروس اتخذ قرار السفر وليس الزيارة والفارق كبير لترأس صلاة الجنازة على أقدم مطارنة الكرازة المرقسية بحسب تقليد الكنيسة القبطية الارثوذكسية كما أن مطران الكرسى الأورشليمى يعامل أمام الكنائس المسيحية فى القدس كبطريرك وهذا ثابت فى المراسم بالمدينة المقدسة.
والثابت أيضا أن البابا فى كلمة رثاء الانبا ابراهام أعلن صراحة أن السفر لمهمة دينية ومن ثم اقتصر سفره على الصلاة ومن الطبيعى أن يأخذ بركة المكان الذى تقدس بشخص الرب يسوع المسيح أثناء مهمته الخلاصية على أرضنا وإلا يكون أخطأ فى حق نفسه.
لم يقابل البابا تواضروس أحدا من الشخصيات الرسمية حيث رفض مقابلة الرئيس أبو مازن حتى لا يفهم أن السفر زيارة وبداية تطبيع مع اسرائيل وهذا لب وجوهر الانتقادات التى وجهت للبابا الوديع خطا لما الرجل يتلقى الانتقادات وهو صامت محتمل.
مكتوب فى سفر الاعمال(23: 5):” رئيس شعبك لا تقل منه فيه سوءاً” فهل يعى منتقدو البابا مضمون الآية ومفعولها أما من لا تعنيهم الاية فمن الظلم البين المزايدة على وطنية الاقباط شعبا وقيادة روحية وهذا ما أعلنه البابا تواضروس مراراً وتكراراً أن السفر إلى القدس مازال محظور ولن ندخل القدس إلا يدا بيد مع أخوتنا المسلمين ماضينا فى نفس المسار وفق مقولة البابا شنودة الثالث بأن الاقباط لن يكونوا خونة العرب.
قد يقول قائل إن البعض من الاقباط بدأوا السفر كل عام لزيارة المقدسات المسيحية بالقدس وأن الكنيسة لم تمانع فى سفر كبار السن ممن يشتاقون للتبرك قبل الرحيل من ارض الشقاء والأتعاب.. لكن قرار البابا شنودة مازال سارياً وتحظر الكنيسة الزيارة رغم مرور 35 سنة على القرار السياسى فى المقام الأول والأخير…