هكذا قال الرب في عظته علي الجبل بالدينونة التي بها تدينون تدانون وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم.
أي بنفس المعاملة تعاملون فإن كنت تكيل لغيرك بالعنف يسمح الله أن يصيبك العنف وإن كنت تعامل بالقسوة يسمح أيضا أن تعامل بالقسوة.وهكذا إذا كنت تعامل الغير بالرحمة فإنه يقولطوبي للرحماء فإنهم يرحمونمت5:7ويقول الكتاب أيضا.
من يسد أذنيه عن صراخ المسكين هو أيضا يصرخ ولا يستجابأم21:13إن أردت إذن أن يعاملك الله بالرحمة كن رحيما في التعامل مع غيرك حتي في المغفرة يقول الرب اغفروا يغفر لكملو6:37وقال في التعليم علي الصلاة الربية:فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أبوكم السماوي وإن لم تغفروا للناس زلاتهم لايغفر لكم أيضا أبوكم السماوي زلاتكممت6:15,14ذلك لأنهبنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكملو6:38
استر إذن علي الناس ولاتتحدث عن زلاتهم ليستر الله عليك.
ألسنا في صلاة الشكر أول شيء نشكر الله عليه هولأنه سترنالماذا إذن لانستر علي الغير؟!هل لأن الله قد غطي علي عيوبك فلا يراها الغير.لاتحفظ الجميل وتظل تتحدث عن عيوب غيرك فيتداولها السامعون وينقونها إلي آذان أخري أنت أيضا لك عيوب ويقول المثل:
من كان بيته من زجاج فلا يقذف الناس بالحجارة!
إذن كما عاملك الله وستر عليك,عامل غيرك بالمثل وإن عرفت عنه عيبا لا تكشفه وإن حوربت بالحديث عن ضعفات الناس,قل لنفسكمن أقامني قاضيا؟!لو12:14.
القذي والخشبة:
يقول السيد الربلماذا تنظر القذي الذي في عين أخيك وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها.أم كيف تقول لأخيك دعني أخرج القذي من عينك وها الخشبة في عينك؟!يا مرائي أخرج أولا الخشبة من عينك وحينئذ تبصر جيدا أن تخرج القذي من عين أخيكمت7:3-5.
أتريد أن تصلح أخاك بإخراج القذي من عينه؟إن إصلاحه لايكون بالتشهير به وتحقيره أمام الناس!هوذا الرسول يقول:أيها الإخوة إن انسيق إنسان فأخذ في زلة فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظرا إلي نفسك لئلا تجرب أنت أيضاغل6:1.
تصلحه بروح الوداعة وليس بإساءة سمعته وفي نفس الوقت تدرك أنك مثله تحت الضعف لئلا تجرب أنت أيضاويقول بعدهااحملوا بعضكم أثقال بعضغل6:2والذي يحمل أثقال غيره يشفق ولايدينه.
ويقول الرسول أيضا:يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعفات الضعفاء,ولا نرضي أنفسنارو15:1.
ما أسهل أن يقع الإنسان في الخطأ الذي يدين به غيره,ولذلك قاللئلا تجرب أنت أيضاأي لئلا بسبب عدم محبتك لأخيك وتشهيرك به يرفع الرب نعمته عنك,فتسقط لكي تتضع ولا تعود تتحدث عن أخطاء الغير,بل كما قال الرسول:
اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم والمذلين كأنكم أيضا في الجسدعب13:3.فلا تظن أنك فوق مستوي التجربة والخطية,فكلنا معرضون لذلك فهوذا القديس يعقوب الرسول يقول عن إيليا النبي العظيم الذي صعد في مركبة نارية إلي السماء2مل2إيليا كان إنسانا تحت الآلام مثلنايع5:17لذلك قال الرب أنك تبصر القذي الذي في عين أخيك ولاتبصر الخشبة التي في عينك أي تبصر الخطية البسيطة التي عنده ولاتبصر الخطية الثقيلة التي هي عندك!فلماذا؟
ذلك لأنه غالبا ما يكون للإنسان ميزانان:أحدهما في منتهي التساهل يزن به خطاياه والآخر في منتهي التدقيق يزن به خطايا الغير!وفي ذلك عدم محبة للغير لهذا تحدث الرب عن القذي والخشبة…وقال أخرج أولا الخشبة من عينيك وحينئذ تبصر جيدا أن تخرج القذي من عين أخيك فما هي تلك الخشبة؟وما معني تبصر جيدا؟
الخشبة قد تكون القسوة أو عدم محبتك لأخيك أو الغيرة والحسد أو قد تكون الكبرياء أو التعالي أو التلذذ بالحديث عن ضعفات الغير,وفي كل ذلك عدم رؤيتك لنفسك علي حقيقتها وقد شرح لنا الكتاب أمثلة عديدة لهذه الأنواع وموقف السيد الرب منها.