واجهن تحديات وصعوبات للوصول بأولادهن لبر الأمان ولكن بعد كل سنوات التعب ليس من يسأل عنهن.. كلمة طيبة أو انتظارهم هدية بسيطة لكن لم يجدنها.. أمهات عشن في قلب الشارع يصارعن مع قسوة الحياة بعيدا عن رجل يسند أو يشارك في التعب.
انطلقت “وطني ” لتشارك أمهات مصر مشاعرهن الجميلة وتعبر عن مساندتها لكل أم كافحت في حياتها لتصل بأولادها لبر الأمان.
قالت منى إبراهيم:”توفي زوجي منذ عشرون عام وترك لي أربعة أولاد وبنتين، كان أكبرهم في الصف الثاني الثانوي وقتها لم يكن أي شخص بجانبي، تحملت العبء بمفردي فكنت أم وأرملة لم تجد من يقف في ظهرها أو يعاونها على مشاكل الحياة، عملت في محل فراخ، فكنت أخرج من الساعة السابعة صباحاً ثم أعود في مساء اليوم أقوم بتشغيل ثلاث غسالات وفي نفس الوقت أطهو الأكل ثم أجلس لمتابعة مذاكرة الأولاد.
وتابعت ” :”عملت طوال هذه السنوات حتى وصلت بأولادي لأحسن حال وـدخلتهم جميعا كليات رغم ـني غير متعلمة، ايضاً أتممت مهمتي حتى زوجتهم الستة، ورغم ذلك مازالت أشعر بالمسئولية تجاههم، فأاي مشكلة يتعرض لها ولد من أولادي سواء في مجال العمل أو الحياة الاجتماعية أشعر بضيق شديد وألم يصيبني, لقد أفنيت عمري عليهم حتى أصيبت بالأمراض من الروماتيزم وفيرس الكبد وحتى اليوم أتألم كثيرا من أجلهم”.
وأضافت :”رغم كل ما قدمته لأولادي إلا أنهم لم يهتم أحدا منهم بتقديم هدية تذكرية لي في أي عيد أم سابق، ليس هناك سوى ابني الأصغر الذي يحنو علي ويتذكرني دائماً بجلب الهداية لي كل عام في عيد الأم ، أيضاً احفادي يعطوني بعض الهدايا البسيطة، مثل “تمن سلك”، “طقم كوبيات”، فعلى الرغم من بساطة الهدية إلا أنني أشعر بسعادة غامرة، لأنهم تذكروني، فأي شيء قليل بالنسبة لي شيء كبير وغالِ يجعلني في غاية السعادة، فأي شيء منهم حتى لو قليل مهم جدا”.
وعن إحساسها في عيد الأم كل عام بدون هدايا قالت منى إبراهيم، بالطبع أحس بحزن كبير عندما أتذكر أن أولادي لم يتذكرونى حتى في عيد الأم, ولكني ألتمس لهم العذر، وكل سنة وأنتِ طيبة منهم بالدنيا كلها عندي” أنا مش زعلانة منهم” دول عمري كله وأتمني دايماً اشوفهم في أحسن حال. فقد أكملت رسالتي وفخورة بما قمت به.
في نفس السياق، تضيف أم صفوت التي ربت سبع أطفال بعد وفاة زوجها منذ عشرون عاما الذي عاش فترة كبيرة راقدا على السرير يعاني مرض في الشريان التاجي وكسر في قدمه، ويعاني حساسي شديدة.
وتابعت :”كان يعمل أرزقي، فاضطرتني الظروف للخروج للعمل وخرجت أفكر في عمل لأحافظ على بيتي وأوفر قوت لأولادي، حيث قمت بوضع طاولة عليها كراريس وأقلام لأبيعها أمام شقتي التي أعيش بها وهي إيجار قديم بجانب أني أقوم بالخياطة في المنزل وبعدها اشتغلت طباخة عند إحدى العائلات الكبيرة بمصر الجديدة، حيث ربيت أولادي على خوف الله وعلمتهم حتى أخذوا الدبلوم وأحدهم التحق بالمعهد العالي، وزوجتهم جميعا وللأسف وسط مشاغل الحياة نسوا أن لهم “أم”، يسألون عنها حتى ولو هاتفيا.
وبدأت أعاتبهم وأشتد النقاش، ثم توجهت للمعيشة بدار للمسنين وبعدها بدأوا يشعرون بالحنين وأخيرا تصالحنا وبدأوا يسالون من حين لآخر عني، وأحنهم علي الابن الأصغر الذى يسأل عني باستمرارو كان يساعدني منذ صغره في مصاريف أخواته، وكان يعمل بعد المدرسة لنكفي احتياجات أخواته السبعة.
*تخطت كل العقبات
على صعيد آخر، كافحت جيرمين في تخطى عقبات الصم مع ابنها الكبير كيرلس لتصل به إلى شاب موهوب، بل حولت كل سلبياته إلى إيجابيات، حيث عانى طفلها من ضعف السمع بأحد الأذنين وانعدام السمع بالأذن اليمنى وحاربت لكي تعلمه في مدرسة عادية لتدمجه في المجتمع وتجعله إنسان سوي، وكانت المعجزة أن وافقت مدرسة واحدة في كل أرجاء مصر ليلتحق ابنها فيها حتى أنهى المرحلة الابتدائية وبعد الكشف الطبي اكتشفنا رفض الإدراة التعليمية إكماله للتعليم، ولكني لم أحبط ولم أتوقف عن استكمال مسيرة ابني بمدارس عادية وألحقته بمدرسة تمهيدي التي عبر بها الإعدادية، وتوقفنا نظرا لصعوبه الاستكمال فى مدارس عادية لطالب يعاني انعدام السمع، ولكننى صممت عن أستغل وقته، فتوجهنا لساقية الصاوي واكتشفنا فن الأرجواني الذي انبهر به ابني، ونميت لديه الموهبة لدرجة أنه حصل على شهادات تقديرية من مدرسته ومن مهرجان الكرازة.
هذا كلة بجانب ارتفاع قيمة السماعة الذي يصل سعرها لثماني آلالاف جنيها. وأخيرا تكررت معي المعجزة بوقوف جمعية الرجاء بجانبي وساعدتنت في دفع سعر السماعة.
وقالت مدام صفاء :”سافر زوجي للعمل وترك لي ثلاث أطفال بنتين وولد قمت بتربيتهم وكنت لهم أنا الأم والأب في غيابه”.
كما قالت سلمى ابنتها :”ماما هي أغلى شيء عندي في الدنيا كانت لنا خير الأم والأب في نفس الوقت لم أستطع وصف حنانها وكفاحها معنا ومع بابا الذي تزوجته في غرفة واحدة ولم يكن لديهم أي إمكانيات مادية وسافر هو وتركنا لها، لم تقم بواجبتها الأسرية معانا في المنزل فقط وإنما أيضاً كانت تعمل بالحياة العملية واشتغلت حتى تساعد والدي في مصاريف الحياة، لذلك أبحث لطريقة لأرد لها جميلها علينا أنا وأخواتي ولما تحملت طوال هذه السنوات، ومع اقتراب عيد الأم كنت أبحث عن هدية أقدمها لها وسمعت عن أحد المطاعم المشهورة يقدم مسابقة من خلال كتابة بوست على صفحة ماما، وإذا استطعت أن أجمع أكبر قدر من اللايكات والشير أفوز بسفر لفرنسا أنا وماما، اشتركت بالفعل في المسابقة وكتبت على البوست “بليزا اعملو لايك على الصورة علشان عايزة أفرح ماما”.