رحل عن عالمنا الأحد الماضي بعد حياة حافلة بالمحبة والرعاية والقداسة ملاك كنيسة أسيوط نيافة أنبا ميخائيل الملقب بشيخ المطارنة… رحل وسط انقسام محبيه إلى فريقين: فريق يحبه ويتعلق به ولا يتصور مغادرته عالمنا الأرضي ولا غيابه عن كنيسته وشعبه، وفريق آخر يحبه ويتعلق به ويصلي إلى الآب السماوي ليعينه في أيامه الأخيرة وهو على فراش المرض… كلا الفريقين الآن يشعران بعمق الخسارة على رحيل هذه القامة العظيمة، ويفتقدان بركته ورعايته المتفانية لكنيسة أسيوط وشعبها على مدى 68 عاماً (1946 – 2014).
لكن فداحة خسارة الكنيسة لأنبا ميخائيل ليست مقصورة على إيبارشية أسيوط وكنيستها وشعبها، إنما تمتد إلى ملايين القلوب التي عايشت هذا القديس ولمست بركته… وأنا واحد منها… جمعتني بنيافته علاقة حميمة تفيض بمشاعر الحب والتقدير على المستوى الشخصي وفي إطار موقعي في أسرة “وطني”… علاقة بقيت في القلب ولم يشأ نيافته أن أفصح عن تفاصيلها، والتزمت أنا بذلك طوال الأعوام الخمسة عشر الماضية، والآن أشعر أن الوقت حان لأفي هذا الأب الطوباوي حقه… ولهذه القصة حديث قادم بإذن الله.