أعلنت شركة “تاكيدا للأدوية”، الشركة اليابانية الرائدة عالمياً في مجال بحوث وصناعة الأدوية، اليوم أنه أصبح بإمكان مرضى الارتجاع المريئي (أو ارتجاع حامض المعدة إلى المريء والمعروف باسم “جيرد” GERD)، في مصر التعامل مع مرضهم بطريقة أكثر كفاءة وفاعلية عبر أحدث الأدوية المثبطة لمضخات البروتون PPI والتي تقلل من إنتاج الحمض المعدي، أو “إفرازات المعدة”.
وفي ملتقى طبي، بالقاهرة، قدمت “تاكيدا” عقار “ديكسلانسوبرازول” (Dexlansoprazole) الذي يعد العقار الأول والوحيد المعتمد حالياً كدواء مثبط لمضخات البروتونPPI ، وهو يعتمد على تكنولوجيا “الجرعة ذات المفعول المزدوج”dual delayed release التي توفر للمريض عبر كبسولة واحدة، الراحة والتحكم في أعراض المرض على مدى ال24 ساعة. ويتميز العقار الجديد بأنه يمكن تناول تلك الكبسولة في أي وقت من اليوم، بصرف النظر عن توقيت تناول الطعام.
وبالرغم من كون الأدوية المثبطة لمضخات البروتون PPI المتاحة حاليا والتي تثبط إنتاج الحمض المعدي، أو “إفرازات المعدة” بصورة عالية الكفاءة، مقبولة وذات تكلفة معقولة بالنسبة لمعظم المرضى، فلا تزال هناك حالات مرضية واحتياجات علاجية للمرضى لم يتوفر لها العلاج بعد. وتظهر الإحصاءات أنه ما بين 19% و44% من المرضى عالميا لا يزالوا يعانون من أعراض الارتجاع المريئي بشكل مستمر، حيث أن الأدوية المثبطة لمضخات البروتون PPI المتاحة حالياً لا تساهم في التحكم بأعراض المرض لديهم على نحو كافٍ. وتسعى “تاكيدا العالمية لصناعة الأدوية” إلى تلبية تلك الاحتياجات عبر تقديم عقار ديكسلانسوبرازول (Dexlansoprazole) للمجتمع الطبي في مصر.
وقال الدكتور/ مازن نجا، أستاذ أمراض الباطنة، بكلية الطب، جامعة القاهرة، أنه “على الرغم من أن مرض الارتجاع المريئي عادة ما ينتشر أكثر بين الأشخاص فوق سن الخمسين، إلا أنه يمكن أن يصيب كل الفئات العمرية، ولعل هذا ما يعكسه النمو المتزايد بأعداد المرضى، في مصر وعلى مستوى العالم على السواء. وأرجع الكتور نجا تزايد معدلات انتشار المرض إلى “أنماط الحياة العصرية، وما يصاحبها من تراجع النشاط البدني وتزايد استهلاك الأغذية الغنية بالدهون، فضلا عن تزايد مستويات الضغوط النفسية والعصبية، حيث تساهم تلك العوامل في انتشار المرض وتزايد الإحساس بأعراضه”.
وقال الدكتور مازن نجا أن التقديرات تشير إلى أن ما بين 25% و40% من الأشخاص الناضجين الذين يتمتعون بصحة جيدة يعانون من أعراض مرض الارتجاع المريئي -شائع الانتشار- مرة في الشهر على الأقل، بينما 14% يعانون من الحموضة أو حرقة المعدة مرة في الأسبوع، و7% يشعرون بأعراض المرض مرة في اليوم”.
ويأخذ المرض في التطور مع ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء، لتسبب للمريض إحساساً بالحموضة أو الحرقة مع شعور بالغ بعدم الراحة والانزعاج، وهذا يؤثر في طبيعه حيّاة المريض وأداءه لعمله. وفي بعض الحالات قد يؤدي المرض إلى تلف في أنسجه المريئ يستدعي المتابعة الدقيقة.
وتشير التقديرات إلى أنه ما بين 8.7% و33.1% في المائة من السكان بمصر والشرق الاوسط يعانون من هذا المرض، الذي يشهد في نفس الوقت انتشاراً متزايداً في مجتمعاتنا العربية وفي العالم الغربي.
من جانبه، قال الدكتور/ محمد عبد الفتاح، مدير شركة تاكيدا للصناعات الدوائية في مصر: “أن استراتيجية تاكيدا تركز على توفير الحلول الصحية التي تلبي الاحتياجات الطبية غير المتوافرة بعد للمرضى، وبصفة خاصة الأمراض المرتبطة بأنماط الحياة العصرية مثل الأورام ومرض السكر والارتجاع المريئي”. وأضاف أن “عقار ديكسلانسوبرازول يوفرا حلا فريدا ومبتكرا لمرض الارتجاع المريئي، حيث يمكن المرضى من التعامل مع المرض بطريقة أكثر كفاءة وفاعلية فضلا عن تحقيق تحسن في حالتهم وفي جودة الحياة التي يعيشونها”.
وعلى الرغم من التزايد المستمر في انتشار مرض الارتجاع المريئي وامتداد الإصابة به لتشمل كافة الفئات العمرية، إلا أن الوعي العام بأسباب المرض وأعراضه والخيارات المتاحة للعلاج لا يزال محدودا.
وتعليقاً على ذلك، قال الدكتور إبراهيم مصطفى، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بمعهد تيودور بلهارس، أبرز المراكز البحثية التابعة لوزارة التعليم العالي “أن لمرض الارتجاع المريئي أعباء ضخمة، حيث يؤثر على جودة حياة المرضى، إذ يترك أثراً واضحاً على الحياة الاجتماعية والجسدية والنفسية، فضلاً عن أنه يؤدي إلى تراجع عدد ساعات القدرة على العمل”.
وأضاف قائلا: “رغم أن الأدوية المثبطة لمضخات البروتون PPI والتي تساهم في الحد من إنتاج الحمض المعدي، أو “إفرازات المعدة” تعد أحد الحلول العلاجية الأكثر كفاءة وفعالية تجاه مرض الارتجاع المريئي، وهي ربما أكثر فعالية من مضادات الحموضة أو العقاقير المضادة لمفعول الهستامين، إلا أن بعض المرضى ربما يستمر في المعاناة من أعراض المرض، وقد يجد البعض صعوبة في الالتزام بمواعيد الجرعات المقررة لتلك الأدوية، بينما قد يكون لدى البعض الآخر قلق من مدى تفاعل تلك الأدوية مع أدوية أخرى يقومون بتناولها”.
يعد ديكسلانسوبرازول (Dexlansoprazole) هو العقار الأول والوحيد المعتمد حالياً كدواء مثبط لمضخات البروتونPPI بتركيبة ذات مفعول مزدوج توفر راحة تستمر لمدة 24 ساعة من الحموضة لدى غالبية المرضى، حيث تعتمد على نوعين مختلفين من الحبيبات التي تطلق مادة الديكسلانسوبرازول الفعالة في وقتين مختلفين لضمان التحكم لفترة أطول بالحموضة. ويمكن تناول هذا الدواء في أي وقت من اليوم بغض النظر عن وقت أو كمية وجبات الطعام. ويمكن للمرضى أن يختاروا الوقت الذي يناسبهم لتناول الدواء، مما يجعله مريحاً ومرناً للغاية بحيث يتلائم مع أنماط حياة المرضى على اختلافها.