احتفالا بالشهر المريمى وقرب الاحتفال بذكرى قدوم العائلة المقدسة الى
مصر في الأول من شهر يونية من كل عام قام حى المطرية بالتعاون مع منطقة آثار المطرية باستكمال مسيرة تطوير المنطقة المحيطة بمزار شجرة مريم.
وقام وطنى نت بالتوجه إلى موقع الشجرة بشارع المطراوى المتفرع من ميدان المطرية
بالقرب من مسلة سنوسرت للوقوف على ,ماتم من جهد فى تطوير وتجميل المنطقة
حيث التقينا بالاستاذة هناء لطفى اسكندر مديرة
موقع شجرة مريم والتى اصطحبتنا فى جولة ميدانية داخل وخارج موقع شجرة مريم .لمشاهدة مراحل تطوير المنطقة
وقالت الاستاذة هناء أن عملية التطوير شملت على طلاء الجدران والأرصفة المحيطة بالأثر وكذلك إعادة رصف المنطقة المحيطة وقد قام مدير حى المطرية بالتعاون مع مدير آثارمنطقة المطرية الاستاذ خالد ابو العلا بمجهود كبير لتزليل صعاب كثيرة واجهتنا لخروج المنطقة بالشكل الجميل حيث تم رفع كميات كبيرة من المخلافات والزبالة المحيطة بأسوار شجرة مريم، وتم ايضا نقل موقف التكاتك والذى كان موجود بجوار الشجرة الى منطقة بعيدة، كذلك نقل باعة الأغنام والماعز والذين احتلو مساحات كبيرة بجوار أسوار الشجرة الأثرية الى مناطق اخرى بعيدة، وتم استخدم لوادر الحى فى تنظيف ورفع المخلافات والاتربة وكميات كبيرة من الرديم واصبحت الشوارع والمنطقة الان جاهزة لاستقبال اتوبيسات السياحة والرحلات لزيارة شجرة مريم ،
حيث ان هذا الشهر هو الشهر المريمى وفيه .تكثر الزيارات والرحلات الكنسية للمكان
وتضيف الاستاذة هناء بأنه في الفترة الماضية نمت
أوراق الجيل الثالث من “الشجرة المقدسة” التى تعرضت للسقوط فى السابع من أكتوبر 2014، نتيجة لهجوم أسراب من النمل الفرعونى للتربة التى تنمو عليها الشجرة مما ادى الى سقوطها على السور وغلقها للشارع الجانبى مما اضطرنا لتقطيع فروعها
بالتعاون مع حى المطرية ومحافظة القاهرة حتى نسير حركة الطريق وبعد فترة فوجئنا بخروج افرع واوراق جديدة منها مما يعتبرة الكثيرين معجزة جديدة لشجرة العذراء بالمطرية و تعد هذه الشجرة من الجيل الثالث .من أصل الشجرة الأم
وهي واحدة من أشجار الجميز التى تشتهر بها مصر، وتشكل مزارا ومقصدا سياحيا عالميا وهي من أقدم الأشجار في مصر وربما في العالم، حيث نبتت عدة جذوع وأغصان منها على التوالى طوال عمرها، ومازالت أوراقها خضراء نضرة تتحدى .الزمن
.
وعن المعالجات التى تمت للشجرة لمحاربة النمل الابيض والحشرات المتطفلة عليها مثل ،الخنافس والدبابير
فتقول الاستاذة هناء لطفى بمجهود كبير من مفتشة الآثار الاستاذة فوزية مديرة الترميم بالمكان و المهندسة الزراعية ابتهاج محمد أحمد تم حقن التربة وأغصان الشجرة بمادة مضادة للحشرات مفعولها يمتد إلى ستة أشهر لقتل النمل الفرعونى وتوقف نشاطه فى باطن التربة وكذلك الدبابير الطائرة وتعمل على منع تكاثر الخنافس حيث أدى هذا العلاج السريع إلى عودة الشجرة إلى دورة حياتها الطبيعية بعد سقوطها وتحطيمها لأجزاء من السور المحيط بها
وعن البئر فكانت مياة البئر راكدة ومحاطة بالطحالب الخضراء وأوراق الشجر.. ونظرا لأهمية بئر شجرة مريم،
فقد تم شراء ماتور مياه يعمل على شفط المياه بصفة مستمرة كذلك تم تنظيف أرضية البئر جيدا من الطحالب والقازورات الموجودة بداخلة وتم وضع كمية مناسبة من الزلط ذات الحجم الكبير، ومعالجة المياه بالمواد الكميائية التى تجعل لون المياه أبيض شفاف. و عمل صرف خاص بالبئر لأقرب حجرة صرف صحى خارج السور وتشغيل شلال المياة الموجود اعلى البئر ليعطى للمنطقة شكلا جميل. .
كذلك تم شراء ماتور لشفط مياه الصرف الصحى من بيارة موجودة بجوار الحمامات ورفعها الى خطوت الصرف الصحى الحكومية بالشارع المجاور للشجرة حيث ان المنطقة الخاصة بالحمامات تقع فى منطقة منخفضة بالقرب من موقع الشجرة وكان لها تاثير سلبى على الشجرة من تسرب بعض من مياه الصرف اسفل المنطقة.
وتؤكد الأستاذة هناء لطفى على أن إدارة الترميم تقوم بشكل مستمر بأعمال الترميم للشجرة وأيضاً إدارة الزراعة ولا يوجد اى إهمال على الإطلاق.
ومما يذكره المؤرخون أن شجرة مريم هي عتيقة يرجع تاريخها إلى القرن الأول الميلادي والتي استراحت تحت ظلها العائلة المقدسة أثناء رحلة الهروب إلى مصر وظلت هذه الشجرة في مكانها طوال ألفي عام، والشجرة الأصلية أدركها الوهن والضعف وسقطت عام1656 م، فقامت جماعة من كهنة الأباء الفرنسيسكان بأخذ فرع من فروع هذه الشجرة وتم زراعته ملاصقة للشجرة الاصلية العتيقة وهى
عامرة الأن بالأوراق وثمارالجميز
وخلال هذه السنوات تحولت الشجرة إلى مزار سياحى ودينى يقصدها البشر من شتى أنحاء العالم،
أما الفرع الحي فقد نبت من الجذور الأصلية. والشجرة هى شجرة جميز لاتقلم أو تهذب فروعها أو تجمع ثمارها فهذا ممنوع حيث يذكر أن احد الأشخاص اراد أن يقطع هذه الشجرة وعند ضربها بسكين نزل منها دم ففى الحال تركها وهرب..
وقد قام المجلس الأعلي للآثار بوضع حوامل خشبية لرفع جذوع الشجرة الجافة من علي الأرض لحمايتها من السوس ومن أجل أن تظل واقفة في مكانها بعد أن أصابها الضعف والهزال والجفاف
وقام المجلس الأعلى للأثار ببناء سور حولها وحولتها إلى مزار سياحي عالمى برعاية المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث. وتحول المكان إلي متحف يحكي بالصور والرسوم والتماثيل رحلة العائلة المقدسة في مصر. ففي مدخل المزار لوحة ضخمة في غاية الروعة رسمها فنان كوري تصور مشهد جلوس السيدة العذراء مريم أسفل الشجرة وفي حجرها السيد المسيح وبجوارها يقف القديس يوسف النجار وتبدو المنطقة المحيطة في الرسم جنة خضراء تحيطها الأشجار والآبار والسواقي والمسلات الفرعونية والمناظر الطبيعية لتوضح مدى ارتباط العائلة المقدسة بأرض مصر.
وبداخل المزار نجد متحف صغير يضم إناء مياه من الحجر ومزود صغير من الحجر أيضا وخريطة ترصد رحلة العائلة المقدسة وبعض صور الأديرة والكنائس والأماكن المقدسة التى زارتها العائلة المقدسة أثناء رحلتها فى مصر.. وعلي جدران المزار رسوم ونحت رائع وكتابات باللغة القبطية القديمة منها عبارة تقول “من مصر دعوت ابني “