تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثانى وبحضور نيافة الانبا موسى اسقف الشباب ونيافة الانبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة، وسكرتير المجمع المقدس ، نظمت خدمة اللاهوت الدفاعى المسيحى بأسقفية الشباب مؤتمرها ” على هذه الصخرة ” ببيت الاسقفية بالاسكندرية .
الايمان والعقل والالحاد
تحدث الانبا موسى فى المؤتمر عن أسباب الالحاد وادلة وجود الله ، فذكر ان ربنا موجود كلمة نعرفها جيداً ونسمعها كثيراً وان كنا فى عصر العلم فالعلم والعقل يؤكدان وجود الله ، والمصريون يقولون ” ربنا عرفوه بالعقل ” وان كانت معلومة ناقصة لان الله عرفوه بالعقل والايمان ، فعقل الانسان محدود والله غير محدود ، مؤكداً ان الايمان ليس ضد العقل ولكنه فوق العقل ، لان العقل محدود ، ولكن هناك اشياء غير محدودة مثل الارقام مثلًا ، والهنا اللا محدود لا اراه بعينى ولكن اراه بأيمانى ، فليس كل ما نراه ليس موجود . فلدينا جسد ونفس وعقل وروح وعلاقات والعلاقات 3 اسرة وكنيسة ومجتمع .
ثم تحدث عن ٱسباب الإلحاد وهى أسباب دينية: وهى بسبب الهجوم الشرس من الإعلام والميديا فى نقد الكتب المقدسة ، والذى لا يعرف إيمانه بعمق قد يتأثر بهذه الأفكار ، الأصدقاء وتأثيرهم ، الأحوال الإقتصادية ، الموضة والبحث عن كل ما هو غريب ومثير وملفت للنظر.
وايضاً الأسباب السياسية: ففى البلاد الشيوعية، كان سبب الإلحاد هو التربية السياسية الخاطئة، مع الضغط من جانب الحكومة، والخوف من جانب الشعب. فلما زال عامل الخوف بزوال الضغط السياسي دخل فى الإيمان عشرات الملايين فى روسيا ورومانيا وبولندا وغيرها. أو أنهم أعلنوا إيمانهم الذى ما كانوا يصرحون به خوفًا من بطش حكوماتهم.
كما اوضح أن البعض يحاول – هذه الأيام – تجديد فكرة الإلحاد الذى ينكر وجود الله، أو يرفض وجود الله. ومعروف إن الإيمان بالله إيمان فطرى منذ الطفولة، فى داخل قلوبنا “ايضا جعل الأبدية في قلبهم التي بلاها لا يدرك الانسان العمل الذي يعمله الله من البداية الى النهاية” (جا11:3). ولكن هذه فكرة عن بعض الشواهد على وجود إلهنا العظيم: أولاً: عقيدتنا فى وجود الله: نؤمن بوجود الله الذى يشهد له العقل والطبيعة والضمير والوجدان والروح الإنسانية وأخيراً بتجسده، ثانياً: عقيدة الشعوب فى وجود الله ، فالاعتقاد بوجود الله موجود عند جميع الشعوب، حتى عند الوثنيين يؤمنون بالإلوهية، ولكن يخطئون من هو الله…؟ بل وصل بهم الأمر إلى الإيمان بوجود آلهة كثيرين – وبعضهم آمن بوجود إله لكل صفة يعرفها من صفات الإلوهية – وعرفوا أيضًا الصلاة التى يقدمونها لله، وما يقدمونه من ذبائح وقرابين.
كما عرف أنواع الإلحاد ، من إلحاد ماركسى: وقد وصفه بعض الكتاب بأن كان رفضًا لله، وليس إنكارًا لوجود الله نتيجة لمشاكل إقتصادية، إلحاد الوجوديين: الذين يريدون أن يتمتعوا بشهواتهم الخاطئة التي يمنعهم الله عنه إذن ليس هو اعتقادًا مبنيًا على أسس سليمة، إنما هو سعى وراء شهوات يريدون تحقيقها.
فى نهاية كلمته وضح أن هناك سبعة شواهد على وجود الله هى ، التوافق بين العلم والكتاب المقدس ، نظرية التطور ، المادة لها بداية ونهاية ، علم الأجنة المقارن ، دورة الحياة ، اعلان الله عن نفسه ، الصلاة المستجابة ، فهذه الشواهد السبعة التى تعلن بوضوح وجود إلهنا العظيم هى مجرد بداية بسيطة للموضوع. لسنا بعد أمام افتراضات وتصورات، فلدينا الكثير من الأدلة والشواهد. ولقد حان الوقت الذى نقول فيه مع أيوب: “أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ وَلِيِّى حَى وَالآخِرَ عَلَى الأَرْضِ يَقُومُ” (أى 19: 25).
التبرير من الله
وتحدث نيافة الانبا رافائيل عن التبرير ، وكيف أن السيد المسيح رأى كوكب الارض فقيرا فى البر فجاء الى الارض هو الغنى فى البر ليحررنا من فقر الروح ، لذلك المسيح وهو على الارض عمل اعمال البر ، فقال ليوحنا المعمدان ” ينبغى ان نكمل كل بر” ، ولاجل البشرية اسس لنا سر المعمودية لأخذ هذا البر ، ومن خلال الصوم ايضا صام المسيح ليعطينا بصيامنا قوة وكذلك وجدنا الله يصلى فهل هو يحتاج الى الصلاة بل لانه ينبغى له أن يكمل كل بر ، فيصلى الى الاب مما يعطى صلاتنا قيمة وبر ، فكان المسيح كان يجول يصنع خيراً ويشفى المرضى ، مما اعطى خدمتنا قوة على عكس القوافل الطبية مثلاً فما يقدم من خلال الاشخاص والحكومات هو خدمة انسانية انما ما نقوم به فى الخدمة فهو خدمة الهية ، فعندما قامت هيئة محو الامية بتقييم المؤسسات قالت ان الكنيسة من افضل المؤسسات التى تقوم بمحو الامية لانها بلا مقابل مادى وبالبر الالهى .
كما أكد أننا نتغطى ببر المسيح فى الايمان والمعمودية والاعمال الصالحة وخدمة الاخرين والتناول ، وشبه التبرير برجل غنى أعلم ان اهل بلدته فقراء ومديونين فترك وديعة بالبنك وقال انها لسداد ديون كل شخص من اهل بلدتى شرط ان يقول انه يعرفه ولديه ورقة منى بذلك ، فيأتى قاضى الدين يسأل المدان كيف ستسدد ديونك ، يقول له المديون انه من طرف هذا الغنى ولدية ورق يثبت ذلك فيأخذ براءة من الدين والخطية ، ولكن يأتى اخر مدان ويرفض ان يدفع له احد فيسجن ، هكذا نحن والمسيح ، فقد دفع ديوننا وغطى ديوننا وكفر عن خطيتنا ولكن بشرط ان نؤمن به ونعترف به واعطانا الدليل على اننا اولاده ونتبعه من معمودية وتناول للأسرار المقدسة وهكذا تقول الاية فى رسالة بولس الرسول ” الذى لا يعمل ولكن يؤمن بمن هو قادر ان يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له براً ” ، ومن يشعر انه غنى ولا يحتاج الى البر المسيح هو شخص فقير ولا يزيده الله ، فهو الفرق بين نور الشمعة ونور الشمس .
منهجية التفكير الدفاعى
وتحدث القس متى بديع مسئول خدمة اللاهوت الدفاعى بالأسقفية ، عن منهجية التفكير الدفاعى وسيكولوجية الدفاع عن الايمان المسيحى ، كما أوضح أدلة وجود الله ومن هو الله واين يوجد الله وما هى صفاته سواء فى المعتقدات القديمة او الحديثة وما هو الله فى المسيحية ، وكيفية اثبات وجود الله ووحدانية الله ومن هو المسيا ، ولماذا اختار الله شعب اسرائيل .
كما تحدث عن أن هناك العديد من النظريات التي هاجمت حقيقة الوجود الإلهي أو أعطت صورة غير سليمة عنه من بين هذه النظريات أنه لا يوجد إله ونشأة الكون مصادفة وكيف انها نظرية خاطئة ولا يمكن الاقتناع بها بالادلة .
كما تحدث عن المفاهيم الايمانية والمعضلة التى تواجه البشرية من خطية وموت وكيف اعلن الله عن نفسه وما هى صفات الله المخلص او المسيا المنتظر ، وكيف تحققت فى المسيح مخلصنا القدوس .
كما تحدث عن الوهية المسيح وما يؤكد ذلك من وثائق وادلة تاريخية ومادية ، وعن الثالوث ، وفكرة الثالوث فى الديانات القديمة والفرق بينها وبين الثالوث الواحد فى المسيحية .
وعن التفكير المنطقى واستخدام العقل والنظريات العلمية فى الاثباتات الايمانية ، أوضحت أنجيل رضا أن الايمان المسيحى يقبل أعمال العقل ، واستخدامه لاثبات الايمان بوجود الله بأساليب التفكر المنطقى بالاضافة الى المغالطات الممكن ان يقع فيها التفكير البشرى ويظن عدم امكانية التفكير المنطقى لتحليل الايمان المسيحى ، مؤكدة ان الايمان المسيحى يرفض الايمان بالتسليم واللاعقلانى ويقبل الايمان العقلى .
وتحدثت مارى ادوارد عن المعتقدات الدينية وكيف أوجدت وتطورت ، بل وكيف تطور معها المفهوم عن الله .
وعرضت ماريان وليم محاضرة عن وجود الله وكيفية اثباته بالنظريات العلمية والمنطقية ، كما عرضت ليليان جورج عن حقيقة الصلب والقيامة وكيفية أثبات حقيقة الصلب بالادلة التاريخية والعلمية والاثار التاريخية الموجودة حتى الان .
وتحدث عن مدرسة الاسكندرية ومنهجية الايمان ماركو عاطف ، موضحاً كيف كانت مدرسة الاسكندرية منارة للعلم والايمان المسيحى ، كما كانت معلمة لكثير من الاساقفة والبطاركة فى العهد القديم وأخرجت كثير من العلماء والفلاسفة الذى وضحوا الايمان المسيحى بالمعلومات والمعارف والعلوم التى ينهال منها الى الان كل البشرية .