من محطة مترو غمرة امام الكوبري بمسافة قليلة تجد شارع السكاكيني بمنطقة الظاهر ، هذا الشارع يحمل اسم قصر عريق ، ونحن في طريقنا لرؤية هذا الأثر الفخم وإذ بشارع السكاكيني الذي هو عبارة عن سوق خضار الأن وفي نهايته قصر يظهر عليه علامات الزمان التي امتدات حتي الأن الي 120 سنة وهو قصر حبيب باشا السكاكيني ، الذي لم يوجد منه الأن سوي لوحات فنية تهالكت مع مرور الزمن،والقمامة أمام وجهته هذا ما جعلنا ندخل قصر السكاكيني لنتحدث للمسئولين لنعرف بعض من تاريخه وكيف وصل إلي هذا الحال ، كان حديثنا مصحوب بجولة داخل القصر وإلي التفاصيل .
في البداية تحدث معنا مدير عام منطقة وسط القاهرة والمسئول عن إدارة القصر ياسر عبد الكريم ، عملت بالقصر منذ سنوات ببداية عملي كمفتش صغير بهيئة الأثار ، ثم تسلمت إدارته بشكل رسمي من العام الماضي 2016 ، هذا القصر كان ملك حبيب باشا جبرائيل انطوان السكاكيني ثم ذهب إلي الورثة الذي كان احدهم طبيبا فتبرع به إلي وزارة الصحة عام 1964 م ، استخدمته وقتها الصحة كمتحف طبي إلي أن تم تسجيله كأثر بقرار من وزيرالأثار ورئاسة الوزارء برقم 1691 لسنة 1987 ومن وقتها صدر قرار بتسليم وزارة الصحة القصر لوزارة الأثار، الذي تم تفعيله عام 1995 من ذلك الوقت توجد موظفين الأثار داخل القصر بجانب موظفين وزارة الصحة و يملكونه من محتويات المتحف الطبي الخاص بهم بالقصر طوال عامين حتي تم اغلاق القصر تماماً ورحيل وزارة الصحة عام 1998 .
تابع ” عبد الكريم ” ؛: عندما تسلمنا القصر كان فارغ لم يوجد به اي اثاث وحالته المعمارية كانت سيئة ، وتدهورت اكثر بعد زالزال عام 1992 ، ولم يتوفر ميزانية مالية استطيع بها ترميم القصر ، مع العلم انه كلما ارسالت خطاباً لوزارة الأثار حتي تعد مشروع لترميم القصر وفتحه للزيارة والاستفادة منه يكون الرد ” ربنا يسهل ” مفيش فلوس” ، وانا لا يوجد بيدي حلول ، فما عليه اقوم به هو ان اباشر عملي اليومي بالتفتيش على المباني الأثرية بمنطقة وسط القاهرة وعمل محاضر للمتعدين على الأثر بقسم الشرطة ، اما بالنسبة إلى القمامة الملقاة امام القصر ارسلت عدة خطابات إلى حي الظاهر ويرسل الحي عمال نظافة تزيل القمامة من امام القصر ولكن في اليوم التالي يلقي المواطنين الساكنين بالمنطقة القمامة مره اخرى امام القصر فماذا افعل ” هل كل ما يرمي حد زبالة هلم وراه ” هذه ليست مسؤليتي .
وتكمل لنا دكتورة هند علي حسن مدير عام منطقة الظاهر حديثها عن تاريخ القصر ومنشئه حبيب السكاكيني ، قائلة: حبيب جبرائيل أنطون إلياس حنا من اصل سوري نزل من دمشق إلي مصر وسكن في البداية مع اسرته بشارع الفجالة ، كان حبيب السكاكيني مقاول معماري ، كلفة الخديوي اسماعيل ببعض أعمال المقاولات منها دار الأوبرا وحفر قناة السويس ، انشاء حبيب قصره الحالي عام 1897 والتي كان عباره عن بركة ردمها عام 1892 قبل انشاء قصره الحالي .
ثم فتحت لنا هبة عبد المنعم مدير منطقة الظاهر بقصر السكاكيني ابواب القصر واثناء الجولة تروي لنا تفاصيل هذا الأثر العريق لنعود بالزمن 120 عاما و قالت هبة “يبدأ القصر بحديقة بها عدة تماثيل في غاية الروعة والرقي والفن تهالك البعض منها ونحن نقوم بعمل صيانة دورية لها ونضع أغطية عليها ، يوجد للقصر بابان واحد رئيسي والأخر غربي ، من الرئيسي ندخل فنجد القصر يتكون من 5 طوابق البدروم وهو عبارة عن المطبخ وغرف الخدم ودورات مياه ثم يعلوه الدور الاول الذي يحتوي على منطقة ” الدركاء ” وهو مصطلح بالعمارة الإسلامية تعني المكان الذي يلي دخلة الباب ثم نجد قاعة الإستقبال يليها قاعة الاحتفالات الأساسية وهناك اضافة عليها قاعة اخرى للتوسيع واطلق عليها القاعة المضافة ، ايضاً هناك اضافة بجوار القاعة غرفة المدفئة ، وعلى اليمين من الباب غرفة المكتب يعلوها برج ، بجوارها غرفة الحب وهي الأخري يعلوها برج ثاني من يسار الباب الرئيسي غرفة الطعام يعلوها برج ثالث وتحتوي على نيش فارغ واسانسير يحمل الطعام من المطبخ للغرفة ثم غرفة الموسيقي التي يعلوها برج رابع .
وهنا توقفت هبة عبد المنعم قائلة الطابقين الثاني والثالث هما في حالة معمارية سيئة فهما مغلقان ولم يصعد إليهما احد حتي لا يتضرر، بالرغم من ذلك قررنا ان نصعد إلي الطابقين الثاني والثالث حتي نشاهد الوضع الحالي واذا بسلم مهتز للغاية و الاتربة في كل مكان ثم وجدنا الطابق الثاني الذي تهالك حتي جدرانه ويغطيه العنكبوت والاتربة ، ايضا كان الطابق الثالث حالته سيئة ، حتي أبواب الطوابق اصبحت هاشة .
وبعد ان شاهدنا الوضع ” اكملت هبة عبد المنعم حديثها ” استطيع ان اقول لكم ما يوجد بالطوابق الاعلي دون الوقوف فيه لانه خطر علينا ، الطابق الثاني كان عبارة عن قاعة تطلق عليها القاعة العربية تتميز بالزاخرف الإسلامية المكسية بالخشب ، و قاعة وسطة وغرف للنوم ودورات مياه ، اما الطابق الثالث فتم عمله بنظام ” جمالوني ” بمعنى انه على شكل مثلث وسقفه منخفض فلا يصلح للمعيشة وحسب روية احد الورثة وهي المخرجة اسماء البكري ان هذا الدور كان يستعمل كمغسلة ، والطابقين الرابع والخامس عبارة عن قاعدة صيفية والقبة والخوذة .
القمامة امام وجه القصر
مع هبه عبد المنعم داخل حديقة القصر
مدخل الطابق الاول به اسانسير
الباب الغربي للقصر
منطقة الدركاء
بداية الجولة
قاعة الاحتفالات
القاعة المضافة
باب غرفة المدافئة
مع دكتورة هند داخل غرفة المدافئة
غرفة الحب
غرفة الموسيقي
تراث القصر
غرفة الطعام
اسانسير الطعام
زاخرف حوائط قاعة الاحتفالات
يمين البابا الرئيسي للقصر
البدروم
الطبخ داخل البدروم
سلم الطابق الثاني
نيش بغرفة الطعام
الأترابة بسلم الطابق الثالث
الطابق الثالث
الطابق الثاني
بغرفة المكتب مع مدير القصر
القبة والأبراج