تلقي محافظ المنيا، طلبا من كاهن كنيسة “مار جرجس” بقرية دلجا، أقصي جنوب غرب المحافظة، يلتمس فيه الكاهن من محافظ الإقليم الموافقة علي هدم وإعادة بناء مسجد بالقرية، نظرا لسوء الحالة الإنشائية للمسجد، الذي يقدم خدمات جليلة، أوجزها الكاهن في تحفيظ القرآن الكريم والحفاظ علي اللغة العربية التي تعاني الإهمال.
وتعهد الكاهن في طلبه بالتصدي لجمع التبرعات من المسيحيين والمسلمين تحت إشراف الأوقاف، لبناء مسجد بشكل يليق مع مقتضيات العصر، مشددا علي أن الموافقة علي طلبه سيساهم في تعميق أواصر المحبّة بين مسلمي القرية ومسيحيها، ممّا يحافظ على الأمن الاجتماعي بعد معاناة القرية من أعمال العنف أواخر عام 2013.
وقال الكاهن في طلبه المقدم للواء عصام البديوي محافظ الإقليم، أتشرّف أنا الأب أيّوب يوسف، وبالميلاد وهبه يوسف وهبه جورجي، بصفتي راعيًا لكنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك بدلجا بمركز دير مواس، أن أعرض معاناة المصلين بمسجد النصر بالقرية.
وأوضح الكاهن أن مسجد النصر الملاصق لمبنى الخدمات التابع للكنيسة، قد مرّ على بنائه ما يزيد عن سبعون عامًا، وأن بنائه كان بإمكانيات بسيطة للغاية، بينما أصبح عدد المُصلين الآن أضعاف أضعاف ما كان وقت تشييده.
وتابع أنّ الأرض المقام عليها المسجد بها كميات مياه جوفيّة كبيرة للغاية وهذا نجده واضحًا بشدة في جدران المسجد التي أصبحت آيلة للسقوط.
و ناشد الأب أيوب يوسف المحافظ بالموافقة على هدم المسجد وإعادة بنائه، ليتوافق بنائه مع عدد المُصلين المتضاعف، وتناسبًا مع الخدمات الكثيرة والجليلة التي يقدّمها خاصّة في تحفيظ القرآن الكريم، والذي يتمّ من خلال اللغة العربيّة التي لم يعدّ لها ملجأ سوى أروقة المساجد التي تحافظ عليها، بعد أن تعرّضت للإهمال الشديد، علي حد قوله.
وتعهد يوسف بأن يقوم أهالي القرية مسلمين ومسيحيين، بجمع التبرعات بالتعاون مع أهل الخير وتحت إشراف وزارة الأوقاف، لكي يعاد بناء المسجد بالشكل الذي يليق ويتناسب مع مقتضيات العصر.
وشدد يوسف علي أن الموافقة علي الطلب، سيٌثلج صدور أهل قرية، عدد سكانها مائة وخمسون ألف نسمة، و سيساهم في تعميق أواصر المحبّة بين مسلمي القرية ومسيحيها، ممّا يحافظ على الأمن الاجتماعي، الذي ينشده أهالي القرية بعدما عانت مع العنف والإرهاب أواخر عام 2013.
يذكر إن قرية دلجا الواقعة أقصي جنوب غرب المحافظة كانت قد شهدت أعمال عنف شديدة, في الثالث من شهر يوليو من عام 2013 ، بمجرد إلقاء الفريق أول عبد الفتاح السيسي خطاب الجيش، الذي أعلن فيه تنحية الرئيس المعزول محمد مرسي ..بحرق وتدمير مبني كنسي تابع لمطرانية الكاثوليك.
وزاد الأمر سوءا يوم 14 أغسطس عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة حيث تم حرق وتدمير ونهب 3 كنائس بدير العذراء والأنبا إبرام ـــ بينهم الكنيسة الأثرية التي يرجع عمرها إلي 1600 سنة ــ وحرق نقطه شرطه القرية , كما تم فرض إتاوات علي الأقباط بجانب الاعتداء على نحو 27 منزل من منازل الأقباط ومساكن رعاة الكنيسة.
وفي منتصف سبتمبر 2013 اقتحمت أجهزة الأمن القرية بالمدرعات والقوات الخاصة والطائرات العسكرية، وتمكنت من ضبط العديد من المطلوب ضبطهم وإحضارهم المتهمين في أحداث العنف. ولازالت قوات الجيش والشرطة تتمركز بالقرية، وذلك بعد ما قام مسلحون من أنصار الإخوان بالقرية قد قطعوا الطريق الصحراوي الغربي وأطلقوا نيران عشوائية لمنع قوات الجيش والشرطة من دخول القرية مرتين للتأمين استجابة لاستغاثات أهالي القرية بعد أن أحدث الإخوان وأنصارهم بالقرية أكبر قدر من أعمال العنف بمحافظة المنيا خلال أكثر من شهر ونصف….