ناهد حمزة : مشاركة المرأة فى ثورة 25 يناير لم ينعكس عليها سياسيا
رندة فؤاد : دور الإعلام التنموى يظهر فى مواجهة تحديات المرأة المصرية
د . هويدا مصطفى : وضع المرأة بعد الثورة تراجع على كافة المستويات
طالب شباب الإعلاميين والصحفيين بضرورة إدراج قضايا المرأة المصرية على أجندة وأولويات عمل المؤسسات الصحفية والإعلامية وحتى مواقع التواصل الإجتماعي والمدونات ، وأن يتم تغيير الصورة السلبية والنمطية عن المرأة ومحاولة وضعها في الإطار الصحيح ، بما يتناسب مع طوابير النساء في الانتخابات والاستفتاء وبما يتناسب أيضاً مع حجم كتلتها التصويتية والتي تصل إلى مالا يقل عن 23 مليون صوت انتخابي . جاء ذلك خلال الدورة التدريبية ” تحدثى يا مصر .. للمرأة صوت ” الذى نظمها المنتدى العربى الاعلامى للبيئة و التنمية و الاتحاد الاوربى على مدار خمس أيام ( 15 – 19) من شهر يناير الجارى ،و التى شارك فيها خبراء متخصصين لتعزيز مهارات شباب الاعلاميين العاملين بالصحافة و الاذاعة و التليفزيون و الاعلام الالكترونى بما يمكنهم من القيام بتغطية إعلامية حيادية و متوازنة للمرأة المصرية نحو طريق الديمقراطية .
فى البداية قدمت سونيا هوبكنز – مديرة مشروعات المجتمع المدنى بالاتحاد الاوربى نبذة حول مشروعات المجتمع المدنى بالاتحاد الاوربى قائلة : “إن الاتحاد يدعم كافة منظمات المجتمع المدنى داخل الدول الشريكة و خاصة مصر نظرا لما تسهمه من دور فى احداث التنمية. كما ان الاتحاد يركز فى دعمه على الأنشطة المتعلقة بخفض حدة الفقر ومساندة حقوق المرأة و الطفل و البيئة , و بالنسبة لقضايا المرأة فتمويله هذا العام يصل ل11 مليون يورو .”
و أوضحت هوبكنز فى كلمتها أن السبب فى اختيار مشروع ” تحدثى يا مصر .. للمرأة صوت “”،يأتى نظرا لما يقدمه من فكرة مهمة بالتركيز على قضايا المرأة و صورتها فى الاعلام الذى بامكانه تشكيل الرأى العام .
و أشارت ناهد حمزة – رئيسة قسم المرأة بجريدة الاخبار الى ألفرق بين صحافة اليوم و الامس فى ظل التطور التكنولوجي وخاصة فى التحول فى تناول قضايا المرأة و التى شهدته الصحف المصرية فمنذ السبعينيات نجد المساحات المخصصة للمرأة كانت تهتم بالموضه و علاقة الزوجين ثم حدث التغير ليتطور المفهوم بانها شريكة الرجل فى المجتمع و لعلنا شهدنا دورها المشرف فى ثورة 25 يناير و رغم ذلك ففى المقابل نجد ان الامر لا ينعكس عليها من الناحية السياسية و هنا علينا دور كاعلاميين بكوننا شركاء فى احداث عملية التنمية بان نشكل الوجدان و الوعى لدى الرأى العام الى ان تنظر للمرأة بنظرة جديدة ففى وسط الظلام الحالك و عصر الردة التى تعيشها المرأة فى وقتنا الحالى اؤمن ان ” بكرة احلى “
هذا و ألقت د . حنان الجندى – منسق مشروع ” تحدثى يا مصر .. للمرأة صوت ” الضوء حول طبيعة المشروع و هدفه من تعزيز حرية التعبير بتشجيع النساء على التعبير عن مختلف قضاياهم و تعزير دور شباب الاعلامين لمساندة حقوق المرأة على ان يستهدف المشروع شريحة من شباب الاعلاميين تتراوح اعمارهم ما بين 20 – 35 سنة الى جانب ممثلين عن الجمعيات الاهلية المعنية بالاعلام و حقوق المرأة داخل محافظات القاهرة الكبرى و الاسكندرية و الشرقية و السويس و المنيا و قنا .
و عن دور الاعلام فى التنمية ذكرت رندة فؤاد – رئيسة المنتدى العربى الاعلامى للبيئة و التنمية بانه لا يمكن حدوث تنمية بدون بعد الاقتصادى و الاجتماعى نت خلال تفعيل لدور المرأة و الشباب و بعد ثقافى بالحفاظ على الهوية الثقافية و الحوار بين الحضارات الى جانب بعد سياسى بالديمقراطية و دور المرأة و الرجل فى الانتخابات و الترشح و بعد بيئى بالحفاظ على مواردنا حتى يتحقق مفهوم التنمية المستدامة و هنا دور الاعلام فى التركيز على هذه القضايا بخلق الوعى و تكوين الصورة الذهنية تجاه كل قضية .. فمصر لن تتحرك لتواكب التقدم و التطور بدون تنمية حقيقية . مشيرة الى ان المسئول دائما يسعى لتلميع صورته فى الاعلام و لكن الصحفى المتميز يرصد السياسات الايجابية و السلبية ليضغط بها على صانع القرار من اجل تعديل سياسته , فمشكلتنا الحقيقية كاعلاميين ان احيانا ما تكون المعالجات الصحفية سطحية و ليست تحليلية .
و استطردت رندة فى عقد مقارنة بين حالة الاعلام قبل الثورة و بعدها بوجود تنوع على مستوى محطات التليفزيون بكونه قبل الثورة كان لدينا اعلام حكومى و آخر خاص و على المتلقى الانتقاء فيما بينهم اما الحال بعد الثورة فاصبح الاعلام الحكومى يمارس سياسة التعتيم بشكل ممنهج فى المقابل فضائيات اخرى تأجج الاحداث , و نفس الحال ينطبق على مستوى الصحافة .
واختتمت رندة حديثها حول تمكين المرأة من خلال تغيير السياسات الاجتماعية لتفعيل دور المرأة . متساءلة اين المرأة المصرية بعد ثورة 25 يناير ؟ و ما وضع القوانين الحالية للاحوال الشخصية ؟ و ماذا عن التمكين للمرأة من خلال توفير فرص عمل و رعاية صحية و محو أمية السيدات بكونهم يشكلون شريحة لا يستهان بها ؟ لا شك ان هناك حالة تراجع و ردة لوضع المرأة بعد الثورة , فالمرأة فى البرلمان المنحل كان نسبة تمثيلها لا تتعدى ال 2 % و عليه تصنف مصر آخر دولة عربية تسمح بدخول المرأة البرلمان . لذا يظهر دور الاعلام التنموى فى ظل التحديات التى تواجه المرأة المصرية لمساندتها فى المطالبة بحقوقها و الدفاع عنها , ” فصوت المرأة ثورة و ليس عورة ” والثورة القادمة هى ثورة المرأة .
و تناولت د . هويدا مصطفى – استاذة و رئيس قسم الاذاعة و التليفزيون كلية الاعلام جامعة القاهرة عرضا لاوضاع المرأة بعد ثورة 25 يناير التى نادت بالعدالة والمساواة و محو فكرة التمييز ورغم مشاركة النساء فى سقوط النظام ،إلا أن الثوار عندما قرورا تكوين ائتلاف لشباب الثورة لم يضم سوى الشباب فقط دون الفتيات . و جاءت حكومة الدكتور عصام شرف بدون نساء فلم تحمل سوى وزيرة واحدة بما لا يعكس مدى مشاركتها فى الاحداث . فضلا عما حدث من تغييرات بالكتب الدراسية من الغاء وحدات ابراز دور المرأة فى المجتمع و منها ما حدث مؤخرا من الغاء صورة د . درية شفيق بمادة التربية الوطنية .
و بالنسبة للمرأة على مستوى الحقوق أشارت د . هويدا الى اعلان ميثاق حقوق الانسان الصادر فى عام 1948 و مناداته بالمساواة و عدم التمييز و رغم ذلك لم يطرأ على مستوى الاحزاب اى تحسن فى وضع المرأة , و بالنظر لدولة فرنسا نجدها تفرض غرامات على الحزب الذى يغفل المرأة فى قوائمه و هذا هو التمكين الفعلى للمرأة.
وأستطردت قائلة :”اما على مستوى الدستور الجديد نجد فريق يدافع عن وضع المرأة بوجود باب للحريات و المساواة بينما آخر يرى ان هناك خللا ما بالدستور و منها المادة ( 9 ) و التى نصت ” تلتزم الدولة بتوفير الامن و الطمأنينة و تكافؤ الفرص لجميع المواطنين دون تمييز ” بكونها لا تلزم الدولة بآليات وطنية لحماية المرأة من العنف و عدم تحديد تمثيلها المتوازن داخل المجالس النيابية الى جانب عدم تحديد نوع التمييز سواء على اساس الجنس أو العقيدة و هو ما يسمح بممارسات غير مقبولة فيما بعد . ايضا المادة (10 ) و التى اشارت فى احد فقراتها الى ” تكفل الدولة خدمات الامومة و الطفولة بالمجان و التوفيق بين واجبات المرأة نحو اسرتها و عملها العام و تولى الدولة حماية و عناية خاصة للمرأة المعيلة و المطلقة و الارملة ” و هى مادة تكرس الادوار النمطية للمرأة دون تحديد ضمانات لتمكين المرأة و الرجل من القيام بواجباتهم الانتاجية و الاسرية . فضلا عن المادة ( 70 ) و ارتباطها بالمادة ( 73 ) التى لم تنص على حظر الاتجار بالبشر و اكتفت بحظر الاتجار بالجنس .”
و اختتمت د . هويدا بصورة المرأة فى الدراما و تقديمها بصورة غير لائقه حيث تقديمها فى ادوار الخضوع للزوج أو تقديمها بصورة المرأة الغيورة أو الشخصية المتسلطة , الى جانب تصدرها فى العمل الدرامى كمسألة ثانوية تأتى بعد اهتمامها بالمظهر و التجميل و الموضه فضلا عن ظهورها فى المهن التقليدية كالسكرتارية و التمريض . ناهيك عن وضع المرأة فى الاعلانات و التى تستخدم فيه المرأة للاعلان عن السلع بصورة تسىء لوضع المرأة بشكل عام . اما عن صورتها فى البرامج فحسب دراسات قدرت ان هناك ما يسمى بكوته لتناول قضايا المرأة بالبرامج التليفزيونية دون ادراج المرأة ضمن قضايا المجتمع بكونها شريك هذا الوطن .
إس