شربت من أنهار الدنيا
وجدتها أنهارًا مالحة
ظننتها ستكون للأفراح تكون مانحة
ولكنني ظللت عطشان بدون مبالغة
جربت كل المتع والمباهج ولكنها للأسف كانت لي جارحة
غيرت الطرق وبحثت أخرج من النفق
ولكنني انتهيت إلى نفس القلق
نوعت الأماكن وغيرت الأساليب
وجدتني لا أزال عطشان حتى لو استنزفت كل السراديب
قضيت عمري أنزف بدون منقذ
حتي ظننت أن هذا نصيبي
وليس هناك من أي منفذ
رفعت عيني إلى السماء
أبحث عن رب الماء
وطلبت منه الإنقاذ والارتواء
فما كان منه إلا أن أرسل السيول
وأخذت أسبح محمولًا في الماء
أسأل نفسي لمَّ رفضت القبول
من قبل لهذه المياه السخية؟!
فجاء صوت داخلي يقول
لأنك في البداية اعتقدتها غير مجدية
ومرات أخرى كنت ذا أهداف غير نقية
تصورت أنها فقط من أجل الاستفادة المادية
وأنها مصدرا للحلول السحرية
لمَّ تمر به من مشاكل مادية
في هذا العالم فطلبتها لأهدافك مؤدية
ولم تطلبها لعلاقة أكثر مع الرب مؤدية
ولم ترَ فيها للهبات والعطايا الروحية مؤدية
ولم تفهم أنها للبنيان للروحي مؤدية
بل اعتقدت أن حياتك اللاهية
ستتعطل عن مساراتها الطبيعية
وأن الروح القدس ورمزه المياه
التي هي من البطن جارية
هي خادعة كاذبة أوهامًا هي
وأنها مجرد مبالغات روحية
بل أكدت لنفسك أنها لأيام ماضية
في التاريخ المسيحي ولهذا كافية
اليوم هي تصنع وغير ذات أهمية
وضعيفة وساذجة وعلى مواجهة إغراءات العالم غير كافية
وسمعت من بعض الأخوة في الديانة المسيحية أنها غير ضرورية
وأنها مجرد شكل من أشكال الهروب والحيل النفسية
وأنت فرحت لأنك ارتحت
من أن تتضع وتنزل تحت
على ركبتيك وتطلبها تغمرك من تحت قدميك
وحتى تغوص في بحر سباحة لا يعبر
فتبدأ حياتك من جديد تتغير
ومن مرحلة إلى أخرى تنمو وتعبر
وتقول أني منك لن أشبع وسأظل دومًا أطلب أن منها أغمر