على بعد 200 كيلومتر تقريبًا من القاهرة، شرع فريقًا من العلماء والغواصين في محاولة جديدة للبحث عن أحد أهم الاكتشافات في العصر الحديث، مقبرة الملكة كليوباترا المفقودة. ويعتقد العلماء أن مقبرتها قد تكون موجودة في أعماق البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل الإسكندرية، بحسب موقع إيجيبت إندبندنت.
منذ حوالي 20 عامًا، بدأت البعثة المصرية الدومينيكانية لأول مرة عملية البحث عن مقبرة كليوباترا وعشيقها أنطونيوس. واقترب العالم خطوة من الوصول إلى المقبرة في نوفمبر من العام الماضي، عندما أعلنت رئيسة البعثة كاثلين مارتينيز Kathleen Martinez اكتشاف نفق بطول 1305 مترًا على عمق 13 متر تحت سطح الأرض في تابوزيريس ماجنا الواقع غرب الإسكندرية، وابدى الخبراء إعجابهم بالنفق القديم و وصفوه بـ”المعجزة الهندسية”.
تابوزيريس ماجنا تعني مقبرة أوزيريس وهي مدينة قديمة أسسها بطليموس الثاني في الفترة من 280 -270 ق.م. واختارتها مارتينيز مكانًا لإجراء ابحاثها لاعتقادها أن الأدلة تشير إلى مكان مقبرة كليوباترا هناك.
وكشفت الأبحاث التي أجريت العام الماضي في نفق تابوزيريس ماجنا، عن مركز ديني يضم ثلاثة مقدسات، وبحيرة مقدسة، وأكثر من 1500 قطعة، وتماثيل نصفية، وتماثيل مقطوعة الرأس، ومجموعة من العملات المعدنية التي تحمل صور كل من الإسكندر الأكبر والملكة كليوباترا.
وقالت مارتينيز – وفقًا إيجيبت إندبندنت – أن جزء من النفق مغطى بمياه البحر المتوسط، والذي كان جزءً من السواحل المصرية ثم تعرضت إلى زلزال في الفترة من 320 إلى 1303 ق.م. والذي أدى إلى غرق جزء من تابوزيريس ماجنا وإغلاق النفق.
وقد كشفت أعمال التنقيب والمسح الأثري عن وجود شبكة من الأنفاق المؤدية إلى البحر الأبيض المتوسط والمباني الغارقة.
وقال رئيس صندوق استكشاف المحيطات ومكتشف حطام سفينة تيتانيك، روبرت بالارد Robert Ballard ، إن مارتينيز اتصلت به العام الماضي وطلبت منه المساعدة في سعيها للعثور على مقبرة كليوباترا، بعد اكتشافها للنفق.
وأضاف بالارد أنه بسبب انسداد النفق توجه الفريق إلى البحر بالتعاون مع سلطات الآثار المحلية في مصر لإجراء خريطة شاملة لشواطئ الإسكندرية أظهرت ما يبدو أنه مدخل لميناء مغمور. وقد دفعهم هذا إلى الاعتقاد بأن قبر كليوباترا قد يكون في هذا الموقع.
والآن، وبالتعاون مع فريق من الغواصين والبحرية المصرية، قال بالارد إن مرحلة جديدة من البحث عن مقبرة كليوباترا المفقودة قد بدأت.