استطاع علماء من معهد سانت بطرسبرج للبحوث الزراعية الروسي من إنشاء مجمع نباتي فريد من نوعه للزراعة بدون تربة ، حيث تمكنوا من زراعة البطيخ في واحدة من أبرد الأماكن على وجه الأرض، وهي منشأة أبحاث محطة “فوستوك” في انتاركتيكا، وتقع محطة “فوستوك” في أنتاركتيكا في القطب الجنوبي، والذي يُصنف على أنه أبرد مكان على وجه الأرض، إذ تصل فيه درجة الحرارة إلى -89 درجة مئوية، واختار العلماء نوعاً مناسباً من البطيخ بناءً على قدرته في النمو على الرغم من انخفاض ضغط الغلاف الجوي ومستويات الأكسجين، واختار الفريق بشكل مقصود نوعين من البطيخ الذي ينضج بشكل مبكر، ليس فقط بسبب مذاقه ولكن أيضًا لقدرته على التكيف مع الضغط الجوي المنخفض ونقص الأكسجين داخل المزرعة.
ولجعل المكان المخصص للزراعة في محطة “فوستوك” أكثر ملاءمة للبطيخ، أنشأ الباحثون جنبًا إلى جنب مع زملاء من معهد البحوث الفيزيائية الزراعية ومعهد المشاكل الطبية الحيوية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، “واحة”، استطاعوا فيها زيادة درجة حرارة الهواء والرطوبة إلى الظروف التي كانت مواتية للفاكهة الغنية بالسوائل، كما زرع العلماء البذور في طبقة رقيقة من التربة البديلة واستخدموا إضاءة خاصة تحاكي ضوء الشمس، ونظرًا لعدم وجود حشرات لتلقيح النباتات، تم تكليف الباحثين بتلقيح كل شيء يدويًا، بحسب بيان الجمعية الجغرافية الروسية، وبعد 103 أيام من زرع البذور، قطف الباحثون ثمانية ثمرات ناضجة وحلوة، ظهرت على 6 نباتات مختلفة، وكان وزن البطيخة الواحدة حوالي 1 كيلوغرام تقريبا، بأقطار تصل إلى 5 بوصات (13 سم).
ويعد ابتكار العلماء الروس لتكنولوجيا زراعة النباتات بدون تربة تم بفضل الاختيار الصحيح للمحاليل المغذية، ما يزيد على الضعف إنتاجية المحصول، ولا يستبعد العلماء أن تساعد تلك التكنولوجيا على زراعة النباتات في الفضاء.
ووعد العلماء بأن بطيخ أنتاركتيكا لن يختلف طعمه عن طعم البطيخ الذي يزرع في منطقة أستراخان المؤاتية له بجنوب روسيا، وسيحصد كل عام هناك 300 كيلو جرام من البطيخ، وذلك بفضل مناخ محلي تم اختياره بشكل صحيح وطيف أشعة مصباح قريب من طيف أشعة الشمس ومجموعة مطوّرة من بذور النباتات.