دفع نقص المواد الأساسية من المطاط والورق، وحاجة الإنسان اليها الى ابتكار طرق لتغطية هذا النقص أو الحد منه، ودفعته لاعادة التصنيع حتى يتم الاقتصاد والاستغلال الجيد لهذه المواد، والتقليل من النفايات للمحافظة على البيئة، لذلك ظهرت إعادة تصنيع الورق، وهي سلسلة من العمليات التي تحول الورق المستعمل إلى مواد جديدة قابلة للاستعمال
في هذا الإطار، وتزامنا مع الاحتفال بيوم البيئة العالمي، وما خصصته وزارة البيئة من إسبوع دعم الإستثمار البيئى، قامت د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، بجولة في احد مصانع مدينة السادات المعني بتدوير الورق. وذلك في إطار دعم التوافق البيئي للمساهمة في زيادة الصادرات وتقليل الاستيراد، حيث يوفر المصنع حوالي 70 % من الاستهلاك المحلي لكرتون الدوبلكس بقيمة حوالي 2.5 مليار جنيه سنويا من إجمالي حجم استيراد الورق والكرتون علي مستوي الجمهورية، و يصدر المصنع حوالى 30 % من إنتاجه.
يضم المصنع محطة معالجة الصرف الصناعي وإعادة التدوير. ويجري تطويرها الان، بهدف رفع كفاءة المحطة لتحقيق فرص أكبر لإعادة تدوير مياة الصرف الصناعي واستخدامها مرة أخرى والنسبة المستهدفة 80 % ( بدلا من 70 % حاليا)،
يتم تطوير محطة المعالجة عن طريق إضافة أجزاء جديدة للتهوية والتبريد مع عمل تعديل وتطوير لحوض الترسيب لاستيعاب كمية اكبر من المياه المعالجة، لتقليل الحمل الهيدروليكي والعضوي علي باقي مراحل المحطة ، ويقوم المصنع بإستخدام المخلفات الصلبة الناتجة بعد المعالجة في انتاج انواع مختلفة من الكرتون وذلك بالتنسيق مع اللجنة الدائمة للصرف الصناعي بوزارة البيئة لتخفيف الحمل البيئي علي الشبكة العمومية.
في ذات السياق قامت وزيرة البيئة بتفقد عدد من المشروعات الجاري تنفيذها، كمشروع التوسع في محطة أعادة تدوير المخلفات الورقية ( الدشت )، الذى يهدف إلى تنفيذ خطط التوسعات المساحية المستقبلية المطلوبة لزيادة القدرة علي إعادة تجميع وتدوير المخلفات الورقية ( دشت الورق والكرتون كمادة خام أساسية )، وذلك عن طريق انشاء ساحات جديدة لتجميع وفرز وكبس الدشت، بدلا من الاستعانة الكاملة بموردين دشت بالإضافة الي تجهيز وتشطيب المنتج النهائي.
وخلال الجولة ناقشت وزيرة البيئة الخطوات التنفيذية لمشروع إعادة تدوير عبوات المشروبات الكرتونية المبطنة، الجارى تنفيذه بالتعاون مع إحدى الشركات العالمية باستثمارات تبلغ حوالى 2,5 مليون يورو ؛ لاستقدام أحدث تكنولوجيا لإعادة تدوير العبوات الكرتونية من خلال المعدات التي سيتم تركيبها خلال النصف الثاني من عام 2023، بقدرة تدوير أكثر من 8000 طن سنويا خلال خمس سنوات، وذلك ضمن استراتيجية الشركتين للإستدامة وحماية البيئة حيث يعد هذا المشروع الأول من نوعه في مصر وشمال افريقيا.
وأشارت الوزيرة إلى أن وزارة البيئة تتولى مسئولية تنظيم وتخطيط قطاع المخلفات وتحديد الأدوار والمسئوليات، وتسعى بعد تطبيق قانون إدارة المخلفات إلى تشجيع الاقتصاد الدوار، وترسيخ فكرة مسئولية مولد المخلف عن ثمن إدارته، والبحث عن فرص التشبيك بين القطاع الخاص ومولد المخلف للتأكد من إدارته إدارة سليمة، في ضوء المسئولية الممتدة للمنتج، وأيضا بحث آليات إشراك المواطن في ادارة مخلفات التعبئة والتغليف من خلال إرجاعها مرة أخرى للمصنع تدويرها، بما يساهم في توفير جزء من مدخلات الإنتاج للمصنع، ويحقق عائد بيئي بتنفيذ فكرة المسئولية الممتدة للمنتج وتقليل وصول هذه المخلفات إلى مراحل الدفن النهائي والاستفادة منها، ورفع وعي المواطن بدوره في ادارة المخلفات غي إطار المبادرة الرئاسية اتحضر للأخضر وحملة جميلة يا مصر.
كما ناقشت الدكتورة ياسمين فؤاد مخطط مشروع التوليد المشترك للطاقة ( Cogeneration ) الجارى تنفيذه بالشركة، حيث يوجد لدي الشركة مشروع لتوليد التيار الكهربي والبخار بإستخدام الغاز الطبيعي باجمالي استثمارات حوالي 12 مليون دولار عن طريق انشاء محطة Cogeneration ذاتية داخل المصنع، وجاري الحصول علي موافقة وزارة الكهرباء والطاقة المصرية، واستمعت وزيرة البيئة إلى التحديات التى تواجه المستثمرين لدعم توسع صناعتهم لتغطية ١٠٠% من السوق المحلى.
الجدير بالذكر أن فكرة إعادة وير الورق بدأت أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية،ا لما خلفته من تلوث، وتراكم النفايات، حيث جمعت هذه المخلفات لإعادة استخدامها، و مع بداية التسعينيات أصبحت عملية إعادة التصنيع من أهم الطرق المتبعة في إدارة النفايات الصلبة لفوائدها البيئية.