اختتمت اعمال المجمع المقدس للكنيسة الأنطاكية السريانية الأرثوذكسية الذي انعقد في المقرّ البطريركي في العطشانة، بلبنان برئاسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع وقد أصدر المجمع البيان الختامي له وجاء نصه كالتالي:
بدعوة من قداسة سيدنا البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع، انعقد المجمع المقدّس للكنيسة الأنطاكية السريانية الأرثوذكسية في دورة عادية في المقرّ البطريركي في العطشانة، بكفيا بلبنان، وذلك في الفترة ما بين 5 و10 يونيو 2023 وذلك بمشاركة أصحاب النيافة المطارنة الأجلاء.
افتتح قداسة سيدنا البطريرك أعمال المجمع المقدّس بالصلاة حيث طلب إلهام الروح القدس ليقود اجتماعات المجمع المقدّس بالحكمة، مذكّرًا برسالة الكنيسة والخدمة التي تقدّمها للمؤمنين، وبواجب الرعاة بأن يثابروا على الصلوات والقراءات المقدّسة وأن يكونوا مثالاً للآخرين في الخدمة والتقوى.
وأكّد على روح الأخوّة والتعاون التي يعمل بها آباء الكنيسة للوصول إلى النتائج المطلوبة. وصلّى قداسته وآباء المجمع المقدّس من أجل الكشف عن مصير صاحبي النيافة المطرانين مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم وبولس يازجي المغيّبين قسرًا منذ أكثر من عشر سنوات.
وبعد أن عرض قداسته لأهمّ الانجازات والمستجدّات الكنسية منذ انعقاد المجمع المقدّس في يونيو عام 2021، أشار قداسته أيضاً إلى الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير الماضي وعن مشاهداته لآثار الزلزال المخيفة خلال زيارته لمدينة حلب ولمدينتي أديمان وأنطاكية في تركيا، فصلّى الآباء من أجل كلّ ضحايا الزلزال وشكروا كلّ مَن ساهم بمساعدة المتضرّرين جرّاء هذا الزلزال المدمّر. وكذلك شكر قداسته كلّ مَن تجاوب مع مبادرة “ميلاد دافئ”.
رحّب الآباء بالانفتاح الحاصل بين سورية ومحيطها العربي وطالبوا بسرعة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، مصلّين من أجل أمن وسلام المنطقة بشكل خاص والعالم أجمع.
تطرّق آباء المجمع المقدّس إلى الواقع الاقتصادي والمعيشي المتدهور الذي يرزح تحته أبناء الكنيسة في الشرق الأوسط، والذي تسبّب بتزايد الهجرة وخاصة بين الشباب رغم الجهود التي تقوم بها البطريركية والأيبارشيات والشعب المؤمن في بلاد الانتشار في دعم الكنيسة وأبنائها في الشرق الأوسط.
شدّد الآباء على ضرورة متابعة هذه الجهود.
نوّه الآباء بدور الشباب في الكنيسة كونهم حاضر الكنيسة ومستقبلها، وتفعيل نشاطهم في كلّ الأيبارشيات.
أكّد الآباء على أهمية أن يعيش أبناء الكنيسة إيمانهم المسيحي في وسط التحديات الكبيرة التي يواجهونها من تيارات إلحادية وأيديولوجيات محاربة للإيمان، وعلى ضرورة الحفاظ على هويّتهم الدينية السريانية أينما كانوا.
تابع الآباء مجريات الأحداث في كنيستنا في الهند واستمعوا إلى التقارير الخاصة في هذا الشأن مؤكّدين على وحدة الكنيسة الأنطاكية في كلّ مكان. كما تأسّفوا على استمرار الاستيلاء على كنائسنا وأملاكها في الهند من قبل المنشقّين. وثمّنوا موقف أبناء الكنيسة الثابت وانتمائهم العميق إلى كرسي أنطاكية السرياني الأرثوذكسي.
ثمّن الآباء المبادرة التي قدّمها قداسة سيدنا البطريرك بدعوة أصحاب القداسة والغبطة بطاركة الكنائس ذات التراث السرياني الذين اجتمعوا في المقرّ البطريركي في العطشانة بلبنان في 15 و16 ديسمبر 2022، مصلّين من أجل نجاح هذه اللقاءات واستمرارها.
درس الآباء الاقتراحات الواردة من الأيبارشيات السريانية بما يخصّ موعد الاحتفال بعيد القيامة، فرأوا الحاجة إلى الاستمرار بدراسة الموضوع وانتظار نتائج المساعي المسكونية مع باقي الكنائس في هذا المجال.
بعد مراجعة نظام المجلس الأيبارشي وكذلك قانون إدارة الأوقاف وأملاك الكنيسة، تقرّر إعطاء فرصة لتقبّل ملاحظات إضافية قبل تصديقهما.
أقرّ الآباء إعادة تنظيم هيكلية أيبارشية أميركا الوسطى وذلك باستحداث ثلاث أسقفيات تحت إدارة الأيبارشية.
استعرض الآباء أهمّ النشاطات التي تقوم بها الكنيسة بمختلف أيبارشياتها في هذه السنة بمناسبة اليوبيل المئوي الخامس عشر لاستشهاد القديس مار فيلوكسينوس المنبجي كما قرّروا تكريس العام القادم 2024 للاحتفال باليوبيل المئوي الثالث عشر لانتقال القدّيس مار جرجس أسقف العرب الذي إنتقل في 724.