اللذين وضعا عنقيهما من أجل حياتي, اللذين لست أنا وحدي أشكرهما بل أيضا جميع كنائس الأمم 0رو16:4).
* أكيلا وبريسكلا. أكيلا هو الرجل وبريسكلا هي المرأة. وكلمة أكيلا تعني النسر, وكلمة بريسكلا تعني امرأة فاضلة.
* أسرة مكونة من زوج وزوجة, ويبدو أن الله لم يسمح لهما بنسل… إلا أنه سمح أن يكونا ضمن الخدام والخادمات, وأصبح حياتهما مؤثرة وقوية… يجوز أن يكون في زمنهما أسر كثيرة لها أبناء ولم يذكرهم التاريخ, أما أكيلا وبريسكلا بشخصيتهما وبالقليل الذي نعرفه عنهما خدما في الخفاء, ولكن عملهما صار عملا عظيما.
* يقال إن حياتهما انتهت بالاستشهاد في القرن الأول الميلادي.
أولا: صناعة الخيام
* كانا يعملان في نفس صناعة بولس الرسول, وهما كانا يهوديين, واليهود يحملون قاعدة من التربية تقول: إن من لم يعلم ابنه حرفة… يعلمه السرقة, فلذلك كان الابن من الصغر يتعلم حرفة, لذلك كانا يعملان في صناعة الخيام, وهذا يذكرنا بالسيد المسيح الذي كان يعمل نجارا في ورشة القديس يوسف النجار.
* صناعة الخيام صناعة بسيطة تدخل رزقا قليلا, ويبدو أنهما كانا يعملان بها عندما وصل بولس الرسول إلي كورنثوس, وهي مدينة تشبه مدينة الإسكندرية, مكث فيها حوالي سنة ونصف في بيت أكيلا وبريسكلا, وهي ثاني مدينة يمكث فيها بولس فترة طويلة بعد مدينة أفسس, التي مكث فيها ثلاث سنوات.
ثانيا: ضيافة الغرباء
* جعل أكيلا وبريسكلا بيتهما مضيفة, وعاشا فضيلة إضافة الغرباء.
* كانا عاملين معه في الخدمة, وهي فرصة لكي يتعلما من بولس الرسول التعليم الصحيح في مدة السنة والنصف, وأصبح بينهما كنيسة, وصار البيت بمثابة مدرسة يعلم فيها بولس. وكان بولس يعتز بهما جدا, ونحن لا نعرف عنهما غير ما قاله بولس الرسول: اللذين وضعا عنقيهما من أجل حياتي (رو 16: 4).
* فليس فقط أنهما استضافاه في البيت بل أيضا دافعا عنه وحفظاه من أي أذي أو شر, وربما تعرضا للاستشهاد لكي ينقذا حياته.
ثالثا: كنيسة البيت
* جعل أكيلا وبريسكلا بيتهما كنيسة لأنه من المعروف في هذا الزمان أنه لم يكن هناك مبان لكنائس, بل كانت البيوت هي الكنائس.
* ومعني أنهما عاملان في الخدمة, أنهما جعلا بيتهما كنيسة مكرسة للصلاة, ومدرسة مؤثرة يأتي الناس إليهما ليتعلموا من بولس الرسول, ربما لو كان لهما أبناء لتعطلا عن هذا العمل.
* وما أجمل أن تنطبق هذه العبارة عن كل بيت (الكنيسة التي في بيتك.
رابعا: التلمذة الكارزة
* عندما كانا في أفسس بعدما تركهما بولس الرسول… تقابلا مع خادم يدعي أبلوس, وأبلوس كان يظن أنه يعلم المسيح جيدا, فكان يتحدث ويخدم عنه, ولكن أكيلا وبريسكلا لاحظا أن خدمته ليست ناضجة, فيقول الكتاب: وابتدأ هذا يجاهز في المجمع. فلما سمعه أكيلا وبريسكلا أخذاه إليهما, وشرحا له طريق الرب بأكثر تدقيق (أع 18:26), هذا يعني أن أكيلا وبريسكلا عندما وجدا خدمة أبلوس ليست كاملة, ولأنهما تتلمذا علي يد بولس الرسول, فهما الخدمة والإيمان الصحيح. طلبا من أبلوس أن يشرحا له التعليم الصحيح فأصبحا بمثابة فصل إعداد خدام لأبلوس وشرحا له طريق الرب بأكثر تدقيق, لكي تصبح خدمته صحيحة وكاملة, لدرجة أن أبلوس أصبح مقتدرا في الخدمة والكتب, حتي إن الناس في كورنثوس جعلوه مقدما علي بولس الرسول, كما جاء في رسالة كورنثوس الأولي, عندما تحزب الشعب جزءا لبولس وجزءا لأبلوس, وأرسل لهم بولس يوبخهم قائلا لهم: هل انقسم المسيح؟! إننا جميعا نخدم في كرم واحد.
* فهذا يبين مقدار خدمة أكيلا وبريسكلا, والتي لم نعلم عنها شيئا الخادم الذي لم يكن كاملا في خدمته جعلوه خادما كاملا ناضجا ومدققا ومقتدرا في الكتب, وصار بيتهما ليس فقط كنيسة أو مدرسة بل أيضا فصلا لإعداد الخدام, يعلم وينتج خداما آخرين.