أشاد لاعب الوسط البالغ من العمر ١٩ عاماً بوصول تونس إلى ثمن نهائي كأس العالم تحت ٢٠ سنة، مسلطاً الضوء عن التجربة المفيدة التي يعيشها حالياً في الأرجنتين.
تأهلت تونس لدور الـ١٦ في كأس العالم تحت ٢٠ سنة الأرجنتين ٢٠٢٣، و تعين على أبناء شمال أفريقيا انتظار نتيجة مباراة فرنسا لضمان صعودهم
وبحسب موقع الفيفا الرسمي , تحدث إلى شيم الجبالي أحد هدافي نسور قرطاج في البطولة.
بدا التونسيون متسمرين في أماكنهم الاحد الماضى ، حيث ظلوا ينتظرون بترقب كبير تلقي الخبر السار منذ انتهاء مباراتهم في ميندوزا مع أوروجواي التي حسمها ممثل أمريكا الجنوبية لصالحه بنتيجة ١-٠ وضمن بذلك تأهله إلى ثمن نهائي كأس العالم تحت ٢٠ سنة الأرجنتين ٢٠٢٣.
فقد كان على أبناء شمال أفريقيا انتظار ما ستؤول إليه المباراة التي كانت تدور رحاها بين منتخبي فرنسا وهندوراس لمعرفة مصيرهم في البطولة.
وبعد ساعات قليلة، جاء النبأ المنشود، حيث بقي الزُرق على بعد هدف واحد من تحقيق التأهل، مما يعني صعود نسور قرطاج إلى دور الـ١٦ حيث ينتظرهم العملاق البرازيلي في مواجهة نارية يوم ٣١ مايو في لا بلاتا.
وبعد ذلك التأهل الذي حبس الأنفاس، تحدث إلى شيم الجبالي، أحد أبطال الملحمة التونسية ولاعب أولمبيك ليون الذي سبق له تمثيل فرنسا دولياً في فئة تحت ١٦ سنة، علماً أنه أصبح من نجوم الحاضر والمستقبل في سماء كرة القدم التونسية، حيث لعب مباراة ودية (١-٠) مع المنتخب الأول في اللقاء الذي جمع بين نسور قرطاج وجزر القمر في مارس ٢٠٢٣.
وخلال مشاركته مع كتيبة شمال أفريقيا في نهائيات الأرجنتين، سجل لاعب الوسط هدفاً في الفوز بثلاثية نظيفة على العراق في الجولة الثانية من فعاليات المجموعة الخامسة.
بسؤاله كانت المباراة الأخيرة أمام أوروجواي معقدة للغاية، حيث لم تُتح لكم سوى فرص قليلة وانتهت بهزيمتكم. ما هو شعورك في هذه اللحظة؟(عند إجراء هذه المقابلة، لم يكن شيم يعرف ما إذا كانت تونس ستتأهل)
شيم الجبالي: لقد كانت مباراة معقدة بالفعل. كانت مباراة صعبة للغاية أمام فريق رائع. ثم جاءت ركلة الجزاء في الدقيقة ٩٠ وكان الأمر مؤلماً حقاً. لكن لا يزال بإمكاننا التأهل وسنترقب النتائج الأخرى وكلنا أمل في أن تصب في مصلحتنا.
إلى أي مدى يمكن لتونس أن تصل في هذه البطولة؟
شيم : بصراحة طموحنا لا حدود له. نحن نأخذ الأمور خطوة خطوة، ونقدم كل ما لدينا في كل مباراة. نحن لا نخشى أحداً. سوف نكافح ونقاتل في كل دقيقة من كل مباراة، وسنُخرج كل ما في جعبتنا للمضي قدماً في أدوار خروج المغلوب.
لقد وقعت عقداً احترافياً مع أولمبيك ليون في صيف ٢٠٢٢، وتم استدعاؤك إلى المنتخب التونسي الأول في مارس وها أنت تشارك الآن في كأس العالم تحت ٢٠ سنة… ما الذي يخبئه لك عام ٢٠٢٣ في الأسابيع والأشهر القادمة؟
الجبالي : صحيح أنها سنة جيدة بالنسبة لي لأنني حققت الكثير من النجاح، سواء في النادي أو مع المنتخب الوطني. لكن كل هذه الأشياء ليست غاية في حد ذاتها. الأمر بيدي. عليَّ أن أواصل العمل بجد وأن أحاول اجتياز المراحل واحدة تلو الأخرى، ومن ثم المضي قدماً في مسيرتي. هدفي هو الفوز بأكبر عدد ممكن من الألقاب.
ماذا تعلمت من دروس هنا في كأس العالم تحت ٢٠ سنة؟
شيم : إنها بطولة هائلة حيث نواجه أفضل اللاعبين من كل بلد. وهذا يتيح لك بالحكم على مستواك. إنه أمر مفيد للغاية. أنا سعيد جداً بالمشاركة في هذه البطولة.
كيف كان شعورك بعدما سجَّلت هدفاً أمام العراق في مباراة الجولة الثانية؟
شيم : إنه شعور لا يصدق، خاصة وأنه هدف في كأس العالم. إنه شعور خاص عندما تسجل لبلدك، وأنت تُدرك أن الناس يتابعونك. نعم، بصراحة، إنه إحساس يصعب وصفه! إنه شعور رائع حقاً ويجب أن تكون في الملعب لكي تستشعر كل تلك الأحاسيس. فقط كرة القدم تجعلك تعيش مثل هذه العواطف. إنني أعطي كل ما في جعبتي، وإذا تطلب الأمر مني التسجيل من جديد، فسأبذل قصارى جهدي لكي أسجل في كل فرصة تتاح لي. طالما أن ذلك سيساعد الفريق، سأكون دائماً على أتم الاستعداد.
يمكنك اللعب لتونس من خلال جنسية والدك، وللجزائر من خلال جنسية والدتك ولفرنسا لأنك وُلدت فيها. ما الذي جعلك تنجذب للخيار التونسي؟
الجبالي : ما جذبني هو أن الأمر يتعلق بمشروع على المدى الطويل. عندما أطلعوني على المشروع تبيَّن لي أنه يشمل إدماج الشباب. كما أستحضر مثلاً حالة حنبعل المجبري، الذي انضم إلى المنتخب الوطني الأول. لقد قام باختيار مهم ولا شك أنه سيجعل العديد من اللاعبين مزدوجي الجنسية يرغبون في الانضمام إلى تونس. صحيح أن لدي الإمكانية للاختيار بين البلدان الثلاثة، ولكني سعيد جداً بحمل القميص التونسي. سأقدم دائماً ٢٠٠٪ من إمكانياتي في سبيل هذا القميص.
تم استدعاء أخيك ريان لمنتخب الشباب الجزائري لكنه أصيب ولم يشارك في المعسكر فهل سيصبح الأخوان الجبالي مثل الأخوين بواتينج، حيث كان جيروم يلعب لألمانيا، بينما اختار كيفن برنس تمثيل غانا؟
شيم : بصراحة أتمنى ذلك! أتمنى لريان كل التوفيق، خاصة أنه لاعب ممتاز، ويتميز بقدم يسرى مذهلة. أعتقد أنه سينجح. آمل ذلك. أنا أثق به تماماً وأعلم أنه سيظهر موهبته وعلو كعبه عاجلاً أم آجلاً.
لديك أخ صغير وأربع أخوات صغيرات. إلى أي مدى يجب أن يكون الأخ الأكبر قدوة يحتذي بها أشقاؤه؟
شيم : أنا الأكبر، وهذا يجعلني مطالباً بأن أكون مثالاً يحتذى به لأن الجميع يحذو حذوي في المنزل. عموماً، أحاول نقل قيم الاحترام والالتزام لإخوتي. أحاول دائماً إعطاء كل ما في جعبتي، سواء على أرض الملعب أو في الحياة اليومية عموماً. عليك دائماً أن تبذل قصارى جهودك حتى لا تندم أبداً على أي تقصير قد يصدر عنك.