الأسئلة التي تلقيها لنفسك هي بذور الفكر التي تنشرها في عقلك.. ومنها تنتج المشاعر التي تتحول إلي سلوكيات ثم إلي نتائج. بمعني أن حياتك هي انعكاس لبذور الفكر التي تزرعها وتغذيها والتي هي ناتجة من أسئلتك لنفسك.. وعندما تستطيع أن تتحكم في نوعية هذه الأسئلة تتحكم في نتائج حياتك, ويؤكد علماء التنمية البشرية أن العقل البشري يتساءل دائما ويبحث للأسئلة عن إجابة.. وهذا شيء تلقائي لا يمكننا التحكم فيه.. إنما يمكننا التحكم في نوعية هذه الأسئلة.. إن بعقلك ما يمكن أن تطلق عليه جوجل وظيفة الباحث الآلي.. عندما تلقي علي نفسك أسئلة سلبية تحصل علي إجابات سلبية.. والعكس صحيح.. فأنت دائما تجد إجابة.. ولا توجد مشكلة بلا حل أو سؤال بلا جواب أمام عقل يفكر.
من الطرق الفعالة لحل المشاكل تغيير أداة الاستفهام فبدلا من أن تسأل لماذا حدث لي ذلك؟.. غير السؤال إلي كيف أعالج ما حدث؟. لا تركز علي الماضي.. اجعل تركيزك منصبا علي الآن وعلي المستقبل.
توجد طريقة فعالة وقوية للتحكم في الأسئلة التي نلقيها علي أنفسنا.. من أربع خطوات:
1- اسأل نفسك عما تريد.. ماذا تريد بالتحديد؟ عقلك يريد أن تحدد له الجهة التي تريده أن يوصلك إليها.. هناك فارق عظيم بين أن توجهه للمشكلة وبين أن توجهه للحلول.
2- كون سؤالا يفترض أنك تحظي بالفعل بما تريد.. بمعني أن تسأل نفسك ما هي المشاعر التي سوف أحصل عليها عندما أحصل علي ما أريد؟ ماذا سيتغير ويتحسن في حياتي؟ وما مدي تأثير ذلك علي حياتي؟
3- اعكف علي السؤال.. أي استمر في السؤال بلجاجة وإلحاح وإيمان بإمكانيميلاد فايز موسي
مؤسس المركز الهولندي للتنمية البشريةة تحقيقه أقوي نصيحة في هذا الصدد.. أعط لعقلك سؤالا محددا لما تريد.. وانسه تماما وانشغل بأمور حياتك.. دع عقلك يبحث عن الإجابة فستجدها فجأة وأنت مستغرق في عمل شيء آخر.
4- اتخذ خطوات فعلية جديدة تقربك وتساعدك في تحقيق ما تريد وما سألت عنه.
احذر.. هناك حقيقة جلية, أنت لا يسعك أن تخرق قوانين الكون بنثر بذور من الأسئلة التأكيدية الإيجابية مع القيام بسلوكيات تتناقض مع ما تتمني أن تحصل عليه.. وضع الأسئلة والتحكم فيها شيء رائع.. لكنه لا يعمل وحده.. لابد أن تقوم بتغيير سلوكياتك وتعمل جاهدا لتحصل علي ما تريد.. إننا بالتحكم في نوعية الأسئلة التي نسألها لأنفسنا نتحكم في عالمنا الداخلي وبالتالي في عالمنا الخارجي المنعكس عليه.. ويصبح يومنا حلوا.. وبنعمة ربنا بكرة أحلي.
www.miladmoussa.com