من منا لم يتابع الحرب الدائرة في السودان وما ترتب عليها من عمليات قتل ، تهجير ، نهب وسرقة ، فالأطراف المتنازعة حكومية تابعة للجيش السوداني ، وأن الحكومة السودانية مسئولة مسئولية كاملة عن الهجوم البربرى علي الكنائس والمطرانيات من جانب مليشيات الدعم السريع المعروفة بإسم الجنجويد التابعة لحمدان دقلو الشهير بـ«حميدتي» ويشغل منصب نائب رئيس المجلس الحاكم في السودان ، والمعرف أن هذه الميلشيات شكلتها الدولة السودانية بنفسها وأعترفت بها رسمياً عام ٢٠١٣ وارتكبت جرائم حرب في دارفور بين عامي ٢٠١٤ و ٢٠١٥ ، وأجازها البرلمان السوداني عام ٢٠١٧ وعدها قوة أمنية مستقلة تتبع للقوات المسلحة السودانية وأن ما قامت به هذه المليشيات من عمليات إرهابية ضد الأفراد والممتلكات داخل الكنائس والمطرانيات وتحويلها الي مراكز وثكنات ، لا يختلف عن ما قام به تنظيم داعش الإرهابي فى كل من سوريا والعراق من إعتداءات علي الكنائس وبث الرعب فى قلوب الآمنين .
ما حدث ومازال يحدث بالسودان الآن درساً عملياً لحكومات الدول العربية التي أعترفت بالأحزاب والتنظيمات الإسلامية التى تعتنق وتحمل أفكار إرهابية وقامت بتعيين عدد من أعضائها فى مناصب هامة بحكوماتها ، مما يتطلب إلغاء الاعتراف بهذه الأحزاب حتي قبل أن تقوم بعمليات إرهابية وإنقلاب علي حكوماتها علي خطي ما قامت به مليشيات الدعم السريع بالسودان وجماعة الأخوان المسلمين بالتعاون مع حزب النور السلفي فى مصر .