بقــــــــلم: م. منـــــــــــــــير وصـــــــــــفي بطـــــــــــــرس
باحث في موسيقى الألحان القبـطية
مـــدرس مــــادة اللــــحن الكنـــسي
بمعــــهـــد الرعـــــاية والتـــــربيــة
كل سنة وجميع القُرَّاء بخير وصحة وسلام بمناسبة إقتراب الاحتفال بعيدَي الصُعود والعَنصَرة المَجِيدَين، وفي هذه المناسبة كَتَبَ مُثلث الرَّحمات الأنبا بيمن أسقف ملوي كلمات بَليغة: “في حياة السيد المسيح على الأرض كان صعودُه المَجيد إلى سماء المَجد، حَدَث تَسبِقهُ القِيامة الظافِرة، وتَليهِ العَنصَرة الدافِقَة، وفي حياة أولاد الله لا يَتَذَوَّق اختبار الصُعود القَلبي في السماويات إلا من ماتَمَعَهُ وقامَ، ومَن صارت العَنصَرَةُ طِلبَتَهُ الدائمة لمِلءٍ من الروح القُدُس، والذي صَعِدَ هو الذي قامَ وهو الذي أَرسَلَ”الباراقليط” وهو الذي يَجذِب قلوبَ محبِّيهِ نحو المَجدِ المُعَدِلَهُم من قَبل تأسيسِ العالم”.
ومن خِلال دراستِنا لنَصّ أرباعِ الناقوسِ لكُلٍّ من عيدِالصُعودِ وعيدِ العَنصَرَة، نَقِف عند بعض النقاط حتى نفهمَها معاً ونَعيشَها.
المسيحُ قامَ من بَين الأمواتِ:
إن فترة الخَمسين المُقَدَّسة تنقسِم إلى جُزئَين كبيرَين في قِراءاتهِما، الأول يبدأ بعيد القيامة المجيد وينتهي بعيد الصعود، والجزء الثاني يبدأ من عيد الصعود وينتهي بعيد العَنصَرَة، فعيد الصعود يُمَثِّل حَدَث من أحداث القيامة؛ولذلك تبدأ الكنيسة في أرباع الناقوس بالرُبعَين الأَوَّلَينالخاصَين بعيد الصعود وعيد العنصرة بعبارة “المسيح إلهنا قام من بين الأموات”.
صَعِدَ إلى أعلى السموات:
لقد صَعِدَ الرَّبُّ إلى السماء، بعد أن أتمَّ عملَ الفِداء، وأَكمَلَكلَّ عمل الخلاص، وأَكملَ جميعَ النبوات التي قِيلَت عنهُ،وعُلُو السموات هو المَحَل الأساسي له، حيث يُظهِر الله حُضورَهُ وجلالَهُ للقديسين والملائكة، فقد اجتازَ طبقةَ الهواء التي هي السماء الأولى، وطبقةَ الجَلَدِ والكواكب التي هيالسماء الثانية، ثم اجتازَ الفِردَوس، وكلمة اجتاز (أي جاوزها إلى مابعدها)، كما قال القديس بولس الرسول: “إن الذي نزل هو الذي صَعِدَ أيضاً فوق جميع السموات لكي يملأَ الكلَّ” (عب4: 14)، (أف4: 10)، وهناك جَلَسَ في عرشِالآب.
صَعِدَ بمجدٍ وكرامةٍ:
يقول القديس إبيفانيوس: “أن هذا اليوم (الصعود) هو مجدُبقية الأعياد وشَرَفُها، لأنه يَتَّضِح أن الرَّبَّ أَكملَ في هذا العيد عملَ الراعي العظيم الذي أخبرنا عنه”، والقديس ذهبي الفم يقول: “أن داود النبي تَنَبَّأَ عن هذا الصعود الذي رافَقَتهُ مَواكِب رؤساءِ الملائكة بتسابيحَ وضياءٍ ساطعٍ ومجدٍعظيم لا يُوصَف، وحينئذ هَتَفَ الروحُ القُدُس آمراً القوات العَلوية “إرفعوا أيها الرؤساء أبوابكم”.
صَعِدَ ناحيةَ المَشارق:
يقول البابا أثناسيوس الرسولي “إن المسيحَ شمسُ البرِ جاءَمن المَشرِقِ (مت2: 2) وصَعِدَ، وسوف يأتي من المَشرِقِ،فكما أن البَرقَ يخرُج من المَشارِق ويَظهر إلى المَغارِب،هكذا يكون أيضاً مجيء ابن الإنسان (مت24: 27).
السلام لصعودِهِ:
في العِبارةِ اليونانية “شيرى تيف أناليمبسيس” (السلام لصعودِهِ) كلمة “شيرى” معناها (يُحَيِّي أو يُس