كل إنسان علي وجه الأرض يتمني السعادة ويبحث عنها والسعادة كما عرفها لنا المفكرون والفلاسفة ليست لها إلا طريق واحد وهو السيطرة علي أذهاننا وهذا لا يعتمد علي ظروفك الخارجية, بل ظروفك الداخلية, لقد قال نابليون بونابرت لم أعش سبعة أيام سعيدة في حياتي بينما قالت هيلين كيلر المقعدة الصماء الضريرة إني أجد الدنيا جميلة جدا. إذا أنك إذا استطعت يا صديقي أن تسيطر جيدا علي أفكارك تستطيع أن تسكشف في داخلك آبارا عميقة للسعادة وكنوزا تحملها ولا تشعر بها.. كثير منا يبحث عن السعادة الواقفة علي الباب ويحلم بها وينتظرها وينسي أنها بين يديه, صدقني أنت بشباب. شبابك قلبك وذهنك تملك خاتم سليمان تستطيع أن تشيد لنفسك جنة علي الأرض تنعم فيها بالسعادة الخالصة, لا يعتمد الشباب علي السن لأنه ليس مرحلة من العمر بل هو حالة من حالات العقل, فأنت شاب بقدر إيمانك شيخ بقدر شكك, شاب بقدر ثقتك بنفسك شيخ بقدر خوفك, شاب بقدر طموحك شيخ بقدر يأسك, كل هذه المشاعر التي تحدد شبابك أو عجزك أو تحديد عمرك الحقيقي تأتي من العقل.. من السيطرة علي أذهاننا كما قال شكسبير: لا يوجد شيء طيب أو سئ إنما تفكيرنا هو الذي يجعله كذلك. الإنسان الحكيم هو الذي يستطيع أن يستخرج السعادة من أبسط الأشياء وتحت كل الظروف, اسأل نفسك في عيد ميلادك كم مازلت تملك وكم فقدت تجد أن ما تملكه كثير جدا جدا وأنك قطعا أفضل حالا من آلاف غيرك, ولكن مشكلتك أنك دائما تفكر فيما فقدت ولا تفكر في رصيدك الباقي, رصيدك الحقيقي لا يحسب بالأموال في البنوك إنما يحسب برصيد الأفكار في عقلك.. رصيد الحب لشخصك في قلوب الناس, رصيد أملك وتفاؤلك ونظرتك إلي الجوانب الحلوة الجميلة في الحياة. إنك إذا قبلت نفسك كما هي وأحببتها تستطيع أن تحب وتكون محبوبا من الكل, كما يقول المثل الألماني: أنه لأعظم عطية في الوجود أن تحب وأن تكون محبوبا كثير من الناجحين في الحياة اكتشفوا كنوزهم الداخلية في لحظات تفكير صافية, اكتشفوا ما يملكون ووجدوا أنه أثمن كثيرا مما فقدوا, المهم هو توجيه فكرك إلي نصف الكوب المملوء وليس إلي النصف الفارغ.
الإنسان أعظم كثيرا مما يتخيل في نفسه, باختصار كما تفكر تكون.. أو بعبارة أوضح حياتنا هو ما تزينه لنا أفكارنا, لأنك لن تصل في طموحاتك في الحياة أكثر من الصورة التي كونتها عن نفسك في ذهنك, فالذي يري نفسه فاشلا سيكون والذي يري نفسه ناجحا سيكون, أن أعظم اكتشاف لحياتك هو اكتشافك لتميزك, ممكن جدا تكون لحظة اكتشافك لتميزك تكون اللحظة الفاصلة التي تغير , السعادة ليست أن تجد ما تحب بل أن تحب ما تجد.. ليست فيما تمتلك بل أن تستمتع بما تمتلك, هناك هدفان أساسيان في الحياة أن نحصل علي ما نريد وأن نستمتع به, والذكي هو الذي يحقق الهدف الثاني.
Facebook: drmiladmoussa