كل عام وأنتم في ملء النعمة والفرح والسلام.. النعمة التي حلت علينا طوال فترة الصوم المقدس الذي سبق احتفالات القيامة المجيدة, والفرح بالعطية الإلهية التي نلناها بافتقاد الرب لنا وتجسده ومجيئه إلي عالمنا حاملا المحبة والمغفرة والفداء منقذا إيانا من صولجان الموت بصلبه وموته وقيامته, والسلام الذي نعيشه في ظل الطمأنينة والأمان اللذين أسبغهما علينا العهد الجديد الذي أعاد صياغة علاقة الإنسان بأبيه السماوي ليخلع ثوب العبد ويلبس ثوب الابن.
ولعلنا جميعا نخرج من الصوم المقدس متسلحين بسمات جديدة تنعكس علي حياتنا وعلاقاتنا بكل من نعيش معهم ونلتقي بهم, فإذا كان الصوم تدريبا لقمع شهوات الجسد فهو أيضا ترويض لضبط ترهات النفس… وفي هذا الصدد دعوني أستدعي ما قيل وردده قداسة البابا تواضروس الثاني ضمن طقس مسحة المرضي والرشم بالزيت في جمعة ختام الصوم حيث دعا الجميع أن يبتهلوا إلي الآب السماوي عند رشم الجبهة بالزيت: قدس يارب أفكاري… وعند رشم الحنجرة بالزيت: قدس يارب أقوالي… وعند رشم اليدين بالزيت: قدس يارب أعمالي… هكذا يليق بكل منا أن يترجم الصوم إلي منهاج حياة معاشة وممتدة بغض النظر عن فترات الأصوام.
في مناسبة عيد القيامة المجيد, أتقدم بخالص التهنئة إلي راعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صاحب الغبطة قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني وسائر أحبار ومطارنة وأساقفة ورعاة وشعب الكنيسة… كما أتقدم بخالص التهنئة لأحبائنا وإخوتنا رؤساء وأحبار وإكليروس وشعب الكنائس الكاثوليكية والإنجيلية في مصرنا الحبيبة مصليا إلي الرب أن يبارك ويحفظ بلادنا ويديم عليها انصهار شعبها في بوتقة واحدة لعل من أجمل صورها أن مصادفة هذا العام تنقلنا مباشرة من احتفالات عيد القيامة المجيد إلي احتفالات شم النسيم وبعدها مباشرة احتفالات عيد الفطر المبارك… أدام المولي علي مصر وشعبها الهناء والسلام.