قال القمص غبريال لبيب نخلة,كـــاهن كنيسة السيدة العذراء بالمنشأة الكبرى- القوصية, مدرس تفسير العهد القديم و جغرافيا الكتاب المقدس – الكلية الإكليريكية بالـديــرالمحـرق العامر:”دحــرجــة الحـجـر”من أشهر أحـداث الـقـيـامـة , فلقد تمّت القيامة بـقـوة سلطانه،هذا الذي في طاعة أسلم أمره في يد أبيه ليقبل الموت ويقبل القيامة،مع أنه قال”لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضًا”(يو 10: 18).
وأضاف:تمت القيامة والحجر موضوع والحراس قائمون للحراسة،وخرج الرب من القبر وهو مغلق كما خرج من بطن العذراء وبقيت عذراء,كما تنبأ حزقيال (1:44، 2) أمّا دحرجة الحجر فهي لإعلان القيامة (2:28),بسلطان قام والحجر قائم كما هومختوم،كما يقول الأنبا بولس البوشي:”قام الرب والحجر مختوم على باب القبر، كما وُلد من البتول وهي عذراء كنبوّة حزقيال… أمّا “دحرجة الملاك الحجر عن باب القبر”، لكي تُعلَن القيامة جيدًا،إذ بقيَ الحجر يُظن أن جسده في القبر”.
وأوضح أستاذ جغرافيا الكتاب المقدس,لقد حدثت زلزلة ونزل ملاك الرب يدحرج لنا الحجر من الباب ويجلس عليه. هكذا حدثت القيامة في حياتنا الداخليّة، فهدمت إنساننا القديم وقدّمت لنا – خلال مياه المعموديّة – الحياة المقامة،أو الإنسان الجديد على صورة خالقه.
وأوضح أنه , بالقيامة نـزل السمائيّون إلينا يدحرجون الحجر الذي أغلق باب قبورنا، فنلتقي معهم في شركة حب وأخوة خلال المسيح القائم من الأموات,كما أنه عند تسليمه الروح زلزل الأرض، هكذا عند قيامته زلزلها أيضًا ليُعلن أن الذي مات هو الذي قام.
وأشار الى إن قيامة المسيح من بين الأموات حقيقة جوهرية في المسيحية، إذا أُنكرت ذهب الإيمان كله وبطُل من أساسه, وبدون قيامة المسيح تتجرد المسيحية من كل امتيازاتها وبركاتها. موضحًا أن الإيمان المسيحي يقود النفس ليس إلى أسفل صليب فارغ خالٍ، ولكنه يقودني إلى قدمي المخلص المُقام والمرتفع , وأوضح إن المسيح ليس على الصليب الآن وليس هو في القبر,أين هو؟,إنه قام،هو مخلصي المُقام والمنتصر على الموت والقبر.
وأوضح أنه لايستغـرب ما أحدثه الشيطان من ضجة في سفر الأعمال (ص4) عندما بشّرالرسل وعلَّموا الناس الحق، لأنهم بماذا بشّروا؟”في يسوع بالقيامة من الأموات” (أع 4: 2 ),فلوكانوا قد بشروا بيسوع كمَنْ عاش على الأرض فقط ، لمَا اهتم الشيطان بالأمر لأنه مات،ولكن الرسل نادوا بأن الله قد أقامه من الأموات,ولقد واجه الموت،ولم يكن للموت عليه حق، وأباده، وهو الآن حي مُقام من الأموات بالبر عن يمين الله، وهو الحياة والبر والقداسة والفداء لكل نفس تؤمن به.
مستطردا:لا عجب أن الشيطان حاول في ذلك اليوم أن يضع الرسل في السجن، لأن القيامة التي كانوا ينادون بها هي البرهان القاطع على أن المسيح قد هزمه وألغى قوة الموت,وإذ أُزيل الموت، الذي هـو أجرة الخطية الإنسان،برهنت قيامة المسيح على أن الخطية قد أُزيلت.
مشيرًا إلى أنه في صباح القيامة نذكر أنه نـزل ملاك ودحرج الحجر عن قبرالمسيح، ولماذا؟ ليس لكي يسهل للمسيح الخــروج من القبر،حاشا,فالمسيح كان قد قام فعلاً من قبل وغادر القبر والحجر عليه.
ويتساءل القمص غبريال لبيب ,إذاً لماذا دحرج الملاك الحجر؟ “وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ وَجَلَسَ عَلَيْهِ (مت 28 : 2), ويجب بإن ذلك نتيجـة لعدة أسباب كالتالي:
1- لإعلان القيامة رب المجد يسوع.
2- المريمات جاؤوا بأطياب للجسد و كانوا يتشاورون من يدحرج الحجر و إذ كان مازال كما هو موضوع على فم القبر كان منعهم الحراس من ذلك لأن الحجر كان مختوم.
3- حتى لا يشك ان السيد المسيح أخذ جسد آخر غير الذى كان فيه و نال العذبات به لان وجد القبر فارغا ليس به غير الأكفان لكي يمكنني أنا أن أنظر داخل القبر وأراه فارغاً، فاهتف قائلاً: هللويا؛ إن مخلصي الذي اجتاز الموت لأجل خطاياي قد خرج منه.
وقال:هكذا يمكنني أن أتحوّل عن القبر الفارغ لكي أتطلع كمؤمن إلى مجد الله،وهناك عالياً أعلى من أولئك الملائكة الذين لم يُخطئوا قط، أرى هناك “إنساناً” لأجلي,هو مخلصي الذي ذهب إلى الموت لأجل خطاياي ومات موتي،وهو الآن مُقام من الأموات وأنا مُقام معه ومقبول فيه.