أنت ما تفكر فيه, قل لي فيما تفكر أقول لك من أنت؟ التفكير هو اتصالك بنفسك, جميع سلوكياتك ونتائجك التي وصلت إليها في الحياة نابعة من أفكارك, عندما تتحكم في طريقتك في التفكير تستطيع أن تتحكم في كل حياتك, عندما تغير من تفكيرك يتغير تلقائيا مصيرك, لأن كل شيء في الكون حولنا يبدأ دائما بفكرة, فكرة أدت إلي مشاعر ثم أدت إلي سلوكيات ومن ثم إلي نتائج, إذا لم تعجبك نتائجك في الحياة لابد أن تراجع أفكارك وتستبدلها بأفكار أخري مختلفة لكي تحصل علي نتائج مختلفة, أفكارك تؤثر في مشاعرك وسلوكياتك, ومن الممكن أن تبدأ من اليوم في تبني مشاعر وسلوكيات جديدة ومختلفة تماما عن مشاعرك وسلوكياتك غير الإيجابية التي كنت تستخدمها في الماضي, الإنسان يستطيع أن يبدأ حياته من جديد في أي مرحلة من مراحل عمره, لأن الماضي لا يساوي المستقبل.
الأفكار تؤثر في المشاعر, ليست أحداث حياتنا هي التي تحدد مشاعرنا وسلوكياتنا, بل تفكيرنا نحو الأحداث هو الذي يحدد ذلك, أي أن المسألة الحسابية بسيطة: الأحداث+ التفكير= المشاعر+ السلوك.
إن طبيعتنا الإنسانية وضعت بها المشاعر لأهداف, المشاعر مهمة ومفيدة وأساسية لحياتنا, الأهم كيف نتحكم فيها وكيف نعبر عنها, أثبتت الدراسات النفسية أن الأشخاص الذين يعبرون عن مشاعرهم باستمرار هم أفضل نفسيا وصحيا من الآخرين الذين لا يفعلون ذلك, توجد قوة في التعبير عن المشاعر لشخص نثق فيه, كلما استطعنا استيعاب المشاعر السلبية أو الإيجابية والتعبير عنها بالكلام كلما كانت حالاتنا الشعورية صحية, وكلما استطعنا استيعاب المشاعر للآخرين والتعبير عنها بالكلام كلما كانت علاقتنا بالآخرين أفضل, ولكن كيف أعبر عن مشاعري؟ التعبير عن المشاعر له عدة صور منها: الكلام- الكتابة- الرسم- الموسيقي, المهم أني أخرجها من داخلي, أفرج عنها, لا أجعلها محبوسة داخلي, لأنه كلما احتفظنا بمشاعرنا السلبية داخلنا كلما ازدادت الفرصة أن نشعر بتلك المشاعر تجاه أنفسنا أو الآخرين, فنحن نسلك حسبما نشعر ونشعر حسبما نفكر, بالتعبير عن المشاعر بطريقة سليمة نجعل يومنا حلوا, وبكرة بنعمة ربنا أحلي.
ميلاد فايز موسي
خبير التنمية البشرية بهولندا