أوضح القمص غبريال لبيب نخلة,مدرس تفسير العهد القديم و جغرافيا الكتاب المقدس- بالكلية الاكليريكية بالدير المحرق العامر,قــريــة عمواس من أشهر مـواقـع وأحداث القيامـة , فلا يمكن أن ننسى مدينة ” عمواس” التي منها تلميذي عمواس وأن أحد التلاميذ هو القديس كليوباس الرسول الذى أصبح من السبعين رسولاً،وعمواس كلمة عبرية وتعني”الينابيع الحارة “.
وأضاف: هي قرية في أرض فلسطين لم تذكر إلا في” لو 13:24 ” وتبعد عن اورشليم ستين غلوة “والغلوة”مقياس يوناني الأصل،يبلغ ( 606 ) قـدم إنجليزية،أي ثمن ميل روماني.. والغلوة اليونانية أقصرقليلاً من الغلوة الإنجليزية،التي تبلغ 660 قدماً إنجليزية،أي ثمن ميل إنجليزي.
وقال القمص غبريال لبيب: ان ستعمل الكتاب الغلوة في تقدير القياسات في أربع مناسبات:فقد رأى التلاميذ يـسـوع في بحيرة طبريا،وهويسيرإليهم في الماء،على بعد خمس وعشرين أو ثلاثين غلوة (يو 6: 11) وكانت عمواس تبعد عن القدس مسافة ستين غلوة (لو 24: 13) وبيت عنيا خمس عشرة غلوة (يو 11: 19) وخرج الدم من المعصرة في رؤيا يوحنا،إلى مسافة ألف وستمائة غلوة (رؤ 14: 20).
واستطرد القمص غبريال لبيب قائلا: مازالت أطلالها الأثرية تقع على الطريق إلى يافا وقد عرفه التلميذان بعد أن أخذ الخبز وكسرا وناولها وفي مساء الأحد بعد أن أكد تلميذا عمواس للتلاميذ المجتمعين في العلية حقيقة قيامة الرب ظهر للتلاميذ وهم مجتمعون والأبواب مغلقه ولم يكن معهم توما وفي الأحد التالي عاد فظهر لهم وتوما معهم يو25:20
وذكر قاموس الكتاب المقدس عنها قائلا…. “يقول بعضهم أنها مزرعة عمواس،على بعد 22 ميلاً من القدس (قرب اللد) ولكن هذه المسافة أطول من أن تقطع في منتصف الليل, ويرجح أنها قبيبة إلى الشمال الغربي من القدس بسبعة أميال.”
وقد جاء في المخطوطة السينائية (من القرن الرابع)،وبعض المخطوطات الأخــرى من القرنين السادس والتاسع، أنها كانت تبعد عن أورشليم مائة وستين غلوة، وقد أيد ذلك يوسابيوس المؤرخ وجيروم، بينما تؤيد قراءة “الستين غلوة” بردية بودمر(من أواخر القرن الثاني وأوائل الثالث) والمخطوطة الفاتيكانية (من القرن الرابع).
وأوضح أستاذ جغرافيا الكتاب المقدس بأن هناك ثلاثة مواقع مقترحة لموقع عمواس:
(أ) قرية “عَمْواس” الحالية، ولكن هذا يستلزم أن تكون على بعد مائة وستين غلوة من أورشليم، وهو أمر مستبعد في ضوء المخطوطات المكتشفة حديثاً .
(ب)”مستعمرة فسباسيان”،وهي في الغالب “كولونيا” ويطلق عليها يوسيفوس اسم “عمواس” وهي تبعد عن أورشليم نحو أربعة وثلاثين غلوة ، أي نحو نصف المسافة التي يذكرها البشير لوقا ،مما يستبعد معه هذا الفرض .
(ج) قرية “القبيبة” الحالية على الطريق إلى يافا، والأطلال الأثرية فيها تؤيد بكل يقين أنها ترجع إلى زمن العهد الجديد … كما أن المسافة بينهما وبين أورشليم تتفق إلى حد بعيد مع ما جاء في إنجيل لوقا (أي ستين غلوة) مما يجعل هذا أفضل المواقع المقترحة.