انقضي عام علي الحرب في أوكرانيا بلا غالب أو مغلوب, وإن كان الجيش الروسي يسيطر علي نحو 20% من أراضي أوكرانيا بشرق وجنوب البلاد.. لكن الحرب وسعت الفجوة بين الشرق والغرب وتسبب الصراع في أزمة غذاء وطاقة أدت لارتفاع الأسعار في مختلف أنحاء العالم.
منذ أيام أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه السنوي أمام الجمعية الفيدرالية الروسية استمرار بلاده في العملية العسكرية بأوكرانيا حتي تتحقق الأهداف, وأن روسيا تحمي مصالحها وشعبها وثقافتها ولغتها, ورد علي الدعم الغربي لأوكرانيا بالانسحاب من معاهدة ستارت للحد من الأسلحة النووية.
وفي التوقيت ذاته زار الرئيس الأمريكي جو بايدن العاصمة الأوكرانية كييف ثم العاصمة البولندية وارسو وأعلن عن دعم نوعي جديد لأوكرانيا بالدبابات وربما المقاتلات, كما يطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.. فإلي أين يتجه العالم اليوم؟!!
لعل التساؤل المشروع: هل من عقلاء علي هذه البسيطة وإلي أي مدي سوف تصل بنا الحرب الدائرة في أوكرانيا بعد أن بلغ الدعم الغربي الحربي مداه الأعلي في مستهل عام جديد علي الحرب؟!!
العناد السياسي في تصاعد.. فمقابل ممارسات الناتو بالدول القريبة من الحدود الروسية هناك أنباء عن إمداد روسيا لإيران بأسراب من طائرات سوخوي 35 المتقدمة, الأمر الذي يقلب موازين التوازن العسكري في منطقة الشرق الأوسط ويزيد من قدرات إيران العسكرية وطموحاتها.
ومع بدء عام جديد علي الحرب, بات خطر استخدام بوتين للسلاح النووي أكثر احتمالا. وهو ما يخشاه خبراء كثر بالولايات المتحدة وأوروبا خاصة مع إقدام الغرب علي إمداد أوكرانيا بأسلحة ومقاتلات بعيدة المدي.
لكن الغرب حتي الساعة يخشي إغضاب الدب الروسي الذي لا يتردد -وفق العقيدة الروسية- في الضغط علي الزر النووي إذا ما قع الخطر الوجودي.
حاليا أعلنت الصين عن مبادرة سلام رحب بها الروس بينما شكك في إمكانية نجاحها الأوروبيون واستخف بها الأمريكيون.. والخلاصة أن النية مبيتة في واشنطن لتركيع روسيا علما بأن الهدف شبه مستحيل بشهادة خبراء من الغرب.
ووسط زخم الحرب هناك أنباء عن هجوم روسي وشيك بنصف مليون جندي.. فماذا تخفي الحرب الدائرة في جعبتها؟!
ويتربص الغرب بالصين محذرا من دعم روسيا بمعدات عسكرية وهي تكهنات إن صحت فهي كفيلة بإفقاد المبادرة الصينية حيادها.
الأمر الذي يتفق عليه العالم كله هو أنه سئم متابعة الحرب بشرق أوكرانيا رغم الأنباء التي تفيد بأنه خلال كل بضع ساعات تطلق القوات الروسية علي سبيل المثال لا الحصر 5 آلاف قذيفة وتشن ما لا يقل عن 3500 غارة جوية.. فالحرب أصبحت غير حاسمة ونتائجها غير سريعة, والغرب يصب الزيت علي النيران.. فإلي متي؟!!