قال المحاسب محمد مجدى عفيفى، رئيس حزب الأحرار الدستوريين، إن ثورة 25 يناير أفرزت العشرات من الاحزاب وساهمت فى تفريخ عدد ضخم من الأحزاب السياسية فى مصر ، ليصل عددها حاليا إلى ما يزيد عن 100 حزب، بعد اضافة الأحزاب القديمة العتيقة.
وأضاف “عفيفى”، فى بيان له أصدره اليوم الاثنين، أنه على الرغم من الكم الكبير لعدد الأحزاب فى مصر خاصة بعد ثورة يناير ، الا انه للاسف الشديد لا نجد نشاطا اجتماعيا وجماهيري للغالبية الكبرى من هذة الأحزاب لا سيما الأحزاب التى نشأت بعد ثورة يناير مباشرة، ومعظمها لا دور له فى المجتمع سوى القفز على مكتسبات الدولة و”نسب” النجاحات التى تنفذها الدولة وخاصة مبادرات الرئيس عبدالفتاح السيسى لأنفسها دون “خجل اوكسوف”.
وأوضح أن الاحزاب المتفاعلة مع المجتمع والجمهور وتقدم خدمات مجتمعية لا يتعدى عددها أصابع اليد، للأسف الشديد والجميع يبحث عن الشو واللقطة والقفز على نجاحات الغير، مشيرا الى أنه رغم الانفجار الكبير فى عدد الأحزاب بعد 25 يناير 2011، إلا أن عددا قليلا منها هو الذي انتبه إلى أهمية الدور المجتمعي للأحزاب الذى يتضمن الالتحام بالجماهير، والمساعدة فى تلبية احتياجاتها، ودعم المشروعات المختلفة لمؤسسات الدولة التى تستهدف الارتقاء بصحة المواطن وتعليمه وتوفير احتياجاته المعيشية ورفع درجة الوعى العام وإعداد كوادر شبابية قادرة على قيادة العمل السياسي.
وفى نفس الوقت قطع الطريق على أى محاولة للجماعات غير الشرعية فى العودة لاستغلال العمل المجتمعي للتسلل إلى التجمعات الجماهيرية. واستعرض “عفيفى”، الدور المجتمعى للأحزاب السياسية فى مصر، قائلاً أنه إذا كان الحزب السياسي فى أبسط تعريفاته هو اجتماع مجموعة من الأفراد حول برنامج سياسى اقتصادى اجتماعى معين لتحقيق أهداف تخص المصلحة العامة من خلال اكتساب ثقة أكبر قدر ممكن من الناخبين الذين يعبرون عن الرأى العام فى الوصول إلى السلطة وممارستها لتنفيذ هذا البرنامج.
وتابع:” ظهرت عدة تجارب حزبية فى مصر ارتبط كل منها بظروف المجتمع وقتئذ، وجمعت بينها بعض السمات، وشهدت سبعينيات القرن التاسع عشر ــ عقب إنشاء مجلس شورى القوانين ــ أول حزب مصرى هو الحزب الوطنى العرابى الذى كان نتاج أفكار الزعيم أحمد عرابى مع زملائه من رجال الجيش المصرى وبعض علماء الأمة، الذين قاموا بوضع لائحة (برنامج) تتضمن الأفكار التى توافقوا عليها، ونشر أحمد عرابى فى مذكراته مقتطفات من هذه اللائحة الطويلة.
وجاء الاحتلال البريطانى ليدمر هذا الحزب ويعيد صياغة جميع الأوضاع بمصر فى إطار حماية مصالحه الخاصة، ومع تصاعد الاهتمام بالقضية الوطنية جاءت التجربة الحزبية الأولى المتكاملة (1907 ــ 1914) التى شهدت تأسيس عدد كبير من الأحزاب السياسية منها حزب الأمة بقيادة أحمد لطفى السيد، وحزب الإصلاح على المبادئ الدستورية للشيخ على يوسف، والحزب الوطنى بزعامة مصطفى كامل، والحزب الوطنى الحر بقيادة محمد وحيد الأيوبي (وكان حزبا مواليا للاحتلال البريطاني)، والحزب الجمهوري، وغيرها لم ينتبه أى منها للدور المجتمعي، وانتهت التجربة بقيام الحرب العالمية الأولى وفرض الحماية البريطانية على مصر”.