قدم مركز جسور للدراسات الاستراتيجية ورقة بعنوان “اليمين المتطرف يهوي بإسرائيل إلى الدكتاتورية” من إعداد نجلاء القصاص، الباحثة ببرنامج دراسات الشرق الأوسط.
وقالت: “لم تقف هذه المرة السياسات المتطرفة عند استفزاز الفلسطينيين والعرب فقط؛ بل إمتدت لتثير غضب الإسرائيليين أنفسهم؛ لتثبت الحكومة الإسرائيلية الحالية إنها بحق أكثر حكومات إسرائيل تطرفًا على مستوى السياسات الداخلية والخارجية معًا، فقد استطاعت بجدارة أن تشعل الداخل الإسرائيلي بقرارات أغضبت الشارع الإسرائيلي ودفعت شعبه إلى الميادين بمئات الألاف في سابقة لم تحدث من قبل؛ اعتراضًا على القرارات المجحفة بخصوص القضاء التي أثارت إستيائه وتطورت الأمور لتصل إلى حد المواجهة مع الشرطة، فضلاً عن هروب الأموال خارج إسرائيل نتيجة لاستياء المستثمرين ورغبتهم في ترك إسرائيل، وقد أثارت أيضًا غضب الضباط فقد نالت القرارات أحد الضباط، وقد أنتقل القلق من الشارع الإسرائيلي إلى المجتمع الدولي وخاصة الغرب فقد بدأت الأصوات تتعالى بالتساؤل حول الدولة الديمقراطية الناجحة بالشرق الأوسط –بنظر الغرب- هل تنجرف إلي الديكتاتورية؟”
وأوضحت: “أبدعت حكومة بنيامين نتنياهو في تأجيج المواقف وإثارة غضب الإسرائيليين والفلسطينيين بسياستها المتطرفة والتي تسعى لخدمة مصالحها فقط على حساب الجميع ولا تأبه لأي طرف ولأي دعوة تحاول أن توقفها عن سياستها المتطرفة، فهي مستمرة في سياستها العنصرية تجاه الفلسطينيين سواء في معاملة الأسرى في السجون معاملة غاية في السوء وإصدار قوانين مجحفة من قبل وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير تجاههم، أو التوسع في بناء البؤر الاستيطانية والتملص من أي وعود قد وعدتها بهذا الشأن وكذلك أي اتفاقات حتى اتفاق العقبة الذي لم يمر عليه شهرًا واحدًا فقد تملصت الحكومة منه على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزيراه إيتمار بن جفير وزير الأمن القومي ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وكذلك الحال بالنسبة لحملات الاعتقال للفلسطينيين والهجمات المستمرة ضدهم.”
وأضافت: “وعلى صعيد الإصلاحات القضائية فلا تأبه أيضًا الحكومة للدعوات التي تدعوها لوقفها وعدم الإصرار على اتخاذ مثل هذه الخطوات التي من شأنها أن تهوي بإسرائيل إلى الديكتاتورية حيث بهذا الشكل سينعدم مبدأ الفصل بين السلطات وستندمج الجميع السلطات في يد الفئة الحاكمة، ومن المثير للغرابة في الأمر أن بنيامين نتنياهو يدعي أنه يريد أن يخطو على خطوات الديمقراطيات الكبيرة كالولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وغيرها وأن تلك المظاهرات غرضها أن تعطل الحركة الديمقراطية وأنها من فعل الخاسرين في الانتخابات.”