من يتابع الرئيس خلال الفترة الأخيرة يدرك عن قناعة أن القيادة السياسية والحكومة في حالة حذر شديد واهتمام بالغ لعلاج الأزمة الاقتصادية بالبساطة التي لا تعرف التواء, عن طريق الحد من الاستيراد اللعين لمعظم ما نأكله ونستهلكه من مزروعات وسلع مصنعة.
والمتابع عن كثب لأزمة الغذاء لدينا يعلم أننا نستورد 90% من استهلاكنا للزيوت!!! فكيف كانت أحوالنا تدار بامتداد عقود؟!
الرئيس يتابع عن كثب زيادة المساحات المزروعة من الذرة وفول الصويا وعباد الشمس لسببين: الأول أنها نباتات تدخل في تصنيع الأعلاف, والثاني أنها مصدر تصنيع الزيوت.
الأعلاف مشكلة المشاكل في أزمة الغذاء.. فالماشية تحتاج في تربيتها إلي الأعلاف لإنتاج اللحوم وكذلك الدواجن.
ولا يخفي ما جري لصناعة الدواجن من دمار أخير بسبب شح الأعلاف مما خلق أزمة شديدة اضطرت معها بعض المزارع لذبح أمهات الدواجن لغلاء العلف وفق نظرية العرض والطلب.. وفي النهاية خرجت نسبة لا يستهان بها من مزارع الدواجن إلي خارج المنظومة؟!
وكلنا نعيش أزمة أسعار الدواجن والبيض بشكل مخيف ولا نتناسي أن أحد أسباب الأزمة كانت في سوء إدارة الأزمة, ولولا تعليمات الرئيس بالإفراج الفوري عن الأعلاف بالموانئ, لشهدنا انهيارا شبه كامل لمنظومة صناعة الدواجن, ولكي تعود المزارع التي خرجت من المنظومة لابد من انقضاء فترة حضانة كاملة تتعدي الشهر تماما.
لسنين كنا نتفاخر بأن لدينا ثروة داجنة قوية تسد حاجة الاستهلاك المحلي بنسبة 90% والآن الوضع اختلف, فلا حديث للمواطن سوي سعر البيضة الذي تخطي الأربعة جنيهات وكيلو الفراخ الذي ضرب رقما قياسيا في الغلاء!!
نحتاج كذلك كمنظومة بروتين إقالة الثروة السمكية من كبوتها حتي تؤدي لحل لغز البروتين الحيواني.. لدينا البحران الأحمر والمتوسط ولدينا النيل الذي يشق البلاد من الجنوب إلي الشمال بخيراته ولدينا البحيرات وعلي رأسها بحيرة السد العالي وتفرعات مجري النيل الرئيسي ولدينا مزارع سمكية عملاقة.
لو اهتمت القيادة السياسية بمنظومة الثروة السمكية سوف تختفي أزمة البروتين المزمنة وتخف الأزمة دون شك في اللحوم, وبطبيعة الحال كلما زاد المنتج هبط السعر وانفرجت الأزمة.
مصر زاخرة بعقول مفكرة جبارة ولدينا ثروات طبيعية لا تحظي بها بلدان كثيرة فلماذا نتأخر عن الركب العالمي في التنمية؟!!..