* أبلة فضيلة تقنع أم كلثوم أن تذاع حفلتها في التليفزيون
*عبد الحليم يغني “صافيني مرة” أكثر من عشر مرات فى زفافها
امرأة من زمن الحب… البساطة عنوانها… الطيبة والنقاء سمات حديثها… تظنها إذاعية
فقط… إنما هي في الحقيقة خزينة ذكريات وحكايات وشاهدة علي عصر مضي ملئ
بالأحداث يشتاق كل منا أن يعرفها…
إنها أبلة فضيلة… رغم كثرة حواراتها وأحاديثها الإعلامية إلا أنه كان لديها الجديد مما
أخرجته من خزينة ذكرياتها… لتحكي بصوتها العذب أندر وأجمل ذكرياتها لـجريدة
وطنى التى التقت بها فى حوار ممتع منذ عدة سنوات … فقالت :
نشأت وسط أسرة تحترم التقاليد، وسط أشقائي الثلاثة أختي الصغري الفنانة محسنة توفيق
وشقيقة أخري سوبرانو) في الإذاعة الإيطالية وشقيق واحد، نسكن في شارع الملكة نازلي
بالعباسية، والتحقت بمدرسة الأميرة فريال الابتدائية ثم مدرسة الأميرة فوقية الثانوية ثم التحقت بكلية
الحقوق تلبية لرغبة والدي توفيق أفندي. تزوجت من كبير مهندسي الصوت بالإذاعة إبراهيم
أبو سريع وأنجبت ابنتنا الوحيدة ريم.ى والدتيوالدتي فاطمة هانم التركية الوصيفة الأولي للسلطانة ملك زوجة السلطان حسين كامل، وكانت تقيم معها في القصر وتصاحبها دائما في رحلاتها لتركيا، بل كانت فاطمة هانم من أكثر المقربين إلي السلطانة وكاتمة أسراره ولذلك أهدتها السلطانة بروش ألماظ حر والذي أهدته لي فيما بعد… ولكنني فقدته عندما اكتشفت أن أعز صديقاتي هي التي سرقته ولكني لم
أستطع مواجهتها بذلك، فحزنت حزنا شديدا عليه أفقدني بصري لمدة شهر كامل.
** وتواصل ذكرياتها داخل القصر بقولها… أن أمها فاطمة هانم كانت تصحبها معها لقصر
السلطان حسين وعندما شاهدتها السلطانة ملك أعجبت بها وطلبت من أمها أن تتركها تتربي
في القصر لكن والدها توفيق أفندي اعتذر، وظلت الطفلة فضيلة تصاحب أمها في زياراتها
الأسبوعية للسلطانة ملك.
ومن المواقف التي تذكرها أبلة فضيلة أنه في أحد الأيام شاهدت لأول مرة الملك فاروق في
قصر السلطان حسين وطلبت منها أمها أن تقبل يده لكنها تراجعت وقالت: بابا قال لي
ماتبوسيش إيد حد فنظر إليها فاروق وابتسم وطبطب علي رأسها.
** وبدأت تنساب الذكريات والحكايات… فمن المواقف التي تذكرها أبلة فضيلة عندما كانت
في مدرسة الأميرة فريال، كانت المدرسة تطل علي بيت النقراشي باشا رئيس الوزراء،
وكانت الطالبات يشاهدن النقراشي أثناء خروجه من بيته وحوله الحرس والضباط. وذات يوم
قالت إحدي الزميلات إن شاء الله تموت فسمعها الضباط، وطلبوا من المديرة إحضار جميع
الطالبات لمعرفة من التي قالت هذا الكلام… وبمنتهي الجرأة خرجت ناريمان التي أصبحت
ملكة مصر وزوجة الملك فاروق من وسط الطالبات واعترفت بأنها قالت هذا الكلام مع أنها
لم تكن هي الطالبة التي قالت هذا الكلام… وعندما سألها الضابط الخصوصي للنقراشي أحمد حياتي والد صديق حياتي المذيع بالإذاعة: من أنت؟ قالت له: ناريمان بنت صادق باشا وكيل
الوزارة، فتركها في الحال ولم ينبس بكلمة، ومن وقتها عرفت ناريمان بالشجاعة و الجدعنة
لأنها أنقذت زميلتها وتحملت المسئولية بدلا عنها.
** أما عن أبلة فضيلة في الإذاعة المصرية فكانت من أهم المحطات الثرية بالمواقف
والحكايات فتذكر أنها عندما التحقت بالإذاعة عام
1951 كانت تربطها صلة قوية بالإذاعية آمال فهمي وتقول عنها أنها جريئة جدا وكانت
تجمع من كل زميل جنيها وتذهب تشتري الكباب ليأكلوا, وبعد انتهاء العمل كانوا يذهبون
مع بعض الزملاء إلي سينما مترو ويقضون أسعد الأوقات ودائما كانوا يسافرون إلي
الإسكندرية لقضاء أيام هناك.
** ومن خلال عملها بالإذاعة تعرفت علي عبد الوهاب وصارت علاقة ود وصداقة وصلت
إلي حد تعلق الفنان الكبير محمد عبد الوهاب بـفضيلة ورغم أنه متزوج وله أبناء إلا أنه عرض
الزواج عليها لكن أمها فاطمة هانم رفضت، وعلي الرغم من ذلك ظلت العلاقة طيبة بينهما
كما أصبح صديقا لزوجها.
وتوطدت صلتها بـ عبد الحليم حافظ الذي كان يأتي باستمرار إلي صديقه كمال الطويل
بالإذاعة.
** ومن ذكرياتها مع عبد الحليم تقول فضيلة أنه حضر الإذاعة ذات يوم وكان حزينا للغاية
وعرفت أنه كان يغني في إحدي الحفلات وقابله الجمهور بشكل غير لائق، فقالت له متزعلش أنت بكره هتكون حاجة كبيرة، فطلب من عبد الوهاب أن يسلفه جنيها واحدا، فأعطاه
عبد الوهاب الجنيه وقال له أنا عارف أنت هترد الجنيه بعد ثلاث سنوات مائتي جنيه لأنك هتكون مطرب كبير.
** أما عن عبد الحليم يوم زفاف فضيلة… فتروي بابتسامة جميلة: عبد الحليم جاء يغني في
يوم زفافي وطلبت منه أن يغني صافيني مرة حوالي عشر مرات، فعندما كان ينهي الأغنية
كنت أقوم من علي كرسي الزفاف وأهلل كالأطفال تاني يا حليم تاني.
** ومازالت حقيبة الذكريات مليئة، وكانت أبلة فضيلة من أشد المعجبين بأم كلثوم، وهنا بدأت تروي حكاية لها مع كوكب الشرق فقالت:
كنت أشاهد السيدة أم كلثوم عندما تسجل حفلتها الشهرية بالإذاعة، فتعرفت عليها وكانت تحب أن تداعبني، وكانت وقتها أم كلثوم ترفض أن تذاع حفلاتها في التليفزيون خوفا من الإضاءة
والكاميرا لكنني حاولت إقناعها بضرورة أن تذاع الحفلة في التليفزيون ولا تحرم الناس من
رؤيتها وخاصة أنها أكثر المطربات جذبا للمشاهد وهي أمام الميكروفون لأنها تنفعل بالأغنية ويظهر هذا علي حركتها بالمنديل… بعدها بأسبوع وافقت أم كلثوم أن تذيع حفلتها بالإذاعة
والتليفزيون, وعندما سألها رئيس الإذاعة من الذي أقنعك؟ قالت له البنت بتاعت العيال ذلك
لشهرتي كمذيعة لبرامج الأطفال.
** وتحكي أبلة فضيلة عن أول مرة تشاهد فيها الرئيس جمال عبدالناصر: إنه حضر إلي
الإذاعة يوم التنحي وتجمعنا كلنا خارج الاستديو نريد رؤيته ومعرفة ماذا يعلن، وفجأة
خرج جلال معوض المسئول عن تقديم الكلمة التي تسبق خطب الرئيس في الإذاعة وهو
يبكي وأخبرنا أن الرئيس أعلن تنحيه، ولم تمر لحظات حتي خرج عبد الناصر فالتف حوله
الجميع وهم يصيحون لا… لا ياريس وحمله العاملون علي الأعناق، وبكيت وقتها لأني كنت
أكن للرئيس جمال عبد الناصر كل الاحترام والإعزاز.
الحديث مع أبلة فضيلة يحتاج في الحقيقة إلي صفحات وصفحات لما نجده في هذه السيدة
المصرية المتفردة من أصالة ومعاصرة معا، ولما تحتويه ذاكرتها من ثراء عن أحداث
وشخصيات.
** ولأول مرة تمنيت لو كنت واحدة من أطفال برنامج أبلة فضيلة لأغني معهم ومع أطفال
مصر كلها:
ياولاد ياولاد… تعالوا تعالوا
علشان نسمع أبلة فضيلة
هاتحكيلنا حكاية جميلة