احتفل مكتب اليونسكو بالقاهرة باليوم العالمي للمياه، ويهدف يوم الأمم المتحدة العالمي للمياه الذي يتم الاحتفال به في 22 مارس من كل عام إلى رفع مستوى الوعي حول تحديات المياه وأزمة المياه العالمية.
وتقوم منظمة اليونسكو بإطلاق التقرير السنوي لتقييم المياه العالمي (WWDR) بمناسبة اليوم العالمي للمياه. حيث يقوم برنامج تقييم المياه العالمي التابع لليونسكو (WWAP) بإعداد ونشر التقرير نيابة عن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية، منبر الأمم المتحدة الذي ينسق عمل وكالات الأمم المتحدة والشركاء في مجال المياه.
يعتبر يوم المياه العالمي لعام 2023 الأكثر أهمية حتى يومنا هذا لأنه يمثل بداية مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023 (22-24 مارس 2023)، والذي يُعقد تحت شعار “تسريع التغيير”. ابتداءً من اليوم، سيستعرض المؤتمر التقدم المحرز في تحقيق الهدف السادس من أجندة التنمية المستدامة 2030 (الهدف 6: ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع وإدارتها إدارة مستدامة). وسيحضر المؤتمر خبراء ومسئولون عن قطاع المياه من جميع أنحاء العالم للقيام بمراجعة وإعادة تأكيد الالتزامات الخاصة بالهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة والأهداف الأخرى ذات الصلة بالمياه المتفق عليها دوليًا.
يقدر تقرير تنمية المياه في العالم، الذي أصدرته المديرة العامة لليونسكو اليوم، أن تحقيق التغطية الشاملة بحلول عام2030 (كما هو مطلوب في الهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة) سيتطلب مضاعفة المعدلات الحالية للتقدم في خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية (Wash) أربعة أضعاف. ووفقا للتقرير، لا يزال 2 مليار شخص في جميع أنحاء العالم (26٪ من السكان) حتى الآن يفتقرون إلى مياه الشرب المأمونة، ويفتقر 4.6 مليار شخص (46% من السكان) إلى خدمات الصرف الصحي المدارة بأمان. وبالإضافة إلى ذلك، يعيش كثير من الناس شهرا واحدا على الأقل كل عام تحت ضغط مائي شديد في المناطق الريفية والحضرية على حد سواء. لا تزال نوعية المياه والنظام الإيكولوجي للمياه مهددين بسبب النمو السكاني والتحضر السريع، ولا يزال الأمن الغذائي المستقبلي للعديد من البلدان، وخاصة في المنطقة العربية القاحلة، غير مؤكد.
في عام 2020، قدر البنك الدولي أن إفريقيا وحدها ستحتاج إلى استثمارات بقيمة 30 مليار دولار أمريكي في قطاع المياه سنويا لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة SDG 6 بحلول عام 2030 ومع ذلك، في عام 2020، بلغ إجمالي المساعدة الإنمائية الرسمية(ODA) التي تستهدف المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية 8.7 مليار دولار أمريكي فقط على مستوى العالم، وهو ما يختلف تماما عما هو مطلوب بالفعل. من الواضح أن تسريع الإجراءات نحو تحقيق الهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة يمثل تحديا عالميا يتطلب جهودا وتعاونا عالميين. ليس من المستغرب أن يركز تقرير التنمية العالمي 2023 على “الشراكات والتعاون من أجل المياه”.
وبالنظر إلى أن أكثر من 95٪ من موارد المياه العذبة المتجددة في مصر مصدرها خارج البلاد، فإن التحدي الأكثر أهمية للموارد المائية الذي يواجه مصر هو ندرة المياه وقد انخفض نصيب الفرد من موارد المياه المتجددة بشكل مطرد من 650 م مكعب في عام 2015 إلى 570 م مكعب في عام 2019 ومن المتوقع أن يصل إلى 500 م مكعب بحلول عام 2025. هذه الحصة أقل بكثير من عتبة 1000 م مكعب سنة لفقر المياه.
ويعمل مكتب اليونسكو بالقاهرة مع قطاع المياه في مصر منذ منتصف الستينيات.